مقابل تواصل حضاري حتى مع عدو الأمس :
الجزائر تحث باريس على تطليق ذهنية المستعمر :
حثت الجزائر، على لسان وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، أمس، السلطات الفرنسية على التخلص من الذهنية الاستعمارية، داعيا في الوقت ذاته المؤرخين الجزائريين إلى ضرورة الإسراع بكتابة تاريخ الثورة.
جاء كلام الشريف عباس بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ48 ليوم الهجرة المصادف لـ17 أكتوبر من كل سنة، المنعقد أمس بنادي ضباط الجيش الوطني الشعبي في العاصمة، ليؤكد استمرار الجانب الفرنسي في النظرة الدونية واحتقار الشعب الجزائري في تعامله من مستعمرته السابقة.
ووجه الوزير، الذي تسببت تصريحاته ضد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، عشية زيارته للجزائر في ديسمبر2007، في تصعيد التوتر في علاقات لم تعرف الهدوء منذ الاستقلال سنة 1962، نداء إلى المؤرخين والمثقفين عموما لبذل الجهد لكتابة تاريخ الثورة التحريرية باعتبارها واجبا وفريضة، وبأن يجعلوا من ذلك أولوية من أولوياتهم وأن يحملوا هذه المهمة على محمل الجد.
وموازاة مع إشارته إلى إصدار الحكومة الفرنسية قانون 23 فيفري 2005 الذي، كما قال، يمجد الجريمة، انتقد محمد الشريف عباس باريس، حاثا إياها على التخلص من ذهنية استعمارية بحتة ما تزال موجودة في ذهنيات البعض. وأكد الوزير إننا دعاة سلام وحق (...) وأن إرادة الأمة تسعى إلى تواصل حضاري مع الجميع بما في ذلك خصم الأمس، في إشارة إلى فرنسا التي ترفض الجزائر إبرام معاهدة صداقة معها بسبب رفضها مطلب الاعتراف والاعتذار على ما اقترفته جيوشها طيلة فترة الاحتلال 1830/.1962 وبعد أن ذكر أنه ليس من حق الجزائر النسيان أو تناسي تلك الأهوال، قال إن دعوتنا اليوم ليست من باب استغلال الماضي وإنما من باب التوافق مع القانون الدولي وإقامة العدل والحق في التاريخ بفضح الجرائم التي ارتكبت في حق الإنسانية.
وفي هذا السياق، تطرق محمد الشريف عباس إلى مجزرة 17 أكتوبر1961، التي ارتكبتها الشرطة الفرنسية بقيادة محافظ باريس الدموي موريس بابون، وذهب ضحيتها 400 شهيد و2500 جريح و400 مفقود، وبالتالي هي جريمة ضد الإنسانية بكل مواصفاتها، وأن الجزائر لا تفكر في غض الطرف عنها لأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بفعل التقادم. وقد حضر إحياء هذه الذكرى عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، والأمين العام لمنظمة المجاهدين، السعيد عبادو.
ــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : الخبر اليومـي
التعليقات (0)