لأبطال يموتون لأي سبب كان، وهكذا تحدث مآسي صغيرة تكبر شيئا فشيئا إذا تم دعمها بعبارات الدمع والدم والحزن والمهجة والقلب الممزق وما إلى ذلك من تلك التعابير الجاهزة سلفا· بعد هذا ينتهي دور جامع الأحاديث الذي سيصبح لاحقا من فريق الكتّاب الذين لا يشق لهم غبار وانتهى النص·
لا نتائج لبحثكم فلا تغالطوا مذيعات "مساء الثالثة" |
الجمعة, 05 نوفمبر 2010 17:37 |
في يوم جزائري كله نشاط، استضافت المنشطة الجزائرية النشيطة في برنامج "مساء الثالثة" بالقناة الجزائرية الثالثة، الأستاذ «محمودي رابح» مدير نشر دار «قرطبة»، الذي تحدث بلسان العارف المجرّب.. الخبير بأصول النشر وفنونه وتقاليده وأخلاقياته، عن المعرض الدولي للكتاب الجارية فعالياته حتى هذه اللحظة. هناك أمر آخر... أو لندعْ ذلك إلى حلقة قادمة أليس هذا جيدا...!!
لماذا لا يكون كتابنا أذكياء ومرحين؟ فيما يتعلق بالنقطة التي تعرض لها الأستاذ «محمودي رابح» مدير نشر دار «قرطبة»، في برنامج "مساء الثالثة" بالقناة الجزائرية الثالثة، الاثنين 01 نوفمبر 2010، إذ دعا الباحثين والكتّاب الجزائريين إلى مزيد من الاحترافية حتى ينهضوا بمستوى القراءة في بلادنا. وقد أعطى مثالا لذلك بكتّاب فرنسا الذين سارعوا إلى تأليف عشرات الكتب بعد أسابع قليلة من أحداث 11 سبتمبر وكأن حركية النشر تتوقف عند التأليف فقط، وهذا يدل على فهم خاطئ لشروط هذه الحركية التي تقوم على معادلة رباعية الأطراف: (تأليف - نشر- توزيع- قراءة). وتربط بين هذه الأطراف: (حقوق ملكية فكرية، عقود، تقاليد، أخلاقيات...).. وتتحكم في نجاح الكتاب عوامل عديدة: (مناخ التأليف، توقيت الصدور، شهرة المؤلف، سمعة دار النشر، نوعية الكتاب، التغطية الإعلامية، الدعاية، جودة الطبع والتصميم والإخراج، المقروئية...).. وقد يغطي أحد العوامل على الآخر، فضعف المقروئية قد تعوضها الدعاية الجيدة وهكذا...
مواد ثقافية فاسدة حقا إن اكتساب ميزات الذكاء والمرح والنّباهة يجعل الكتّاب الجزائريين يوافقون في لحظة وعي تام على إعدام نسخ شخصياتهم القديمة ليطلوا على العالم بمزيد من الحماس والتفاؤل وهم ينشدون: نحن كتاب الجزائر كم نحب الحياة، ومع آخر نغمة في النشيد يجد هؤلاء الكتّاب أنفسهم مواكبين للأحداث والتغيرات المتسارعة، متفاعلين مع طموحات أصحاب دور النّشر من فئة الليبراليين المتفتّحين إلى آخر حد· وهكذا تكون البلاد بخير، والعباد أيضا بخير فمعظمهم لا يتأخرون عن المشاركة في حملات تطوير الأداء كما طوّر الأستاذ محمودي رابح أداءه، فهو اليوم ناشر جزائري يتكلم في التلفزيون الجزائري ويعبّر عن جملة أفكاره النيّرة بهدوء ورزانة· والأكثر من ذلك أنه يشارك حاليا في المعرض الدولي للكتاب بمنشورات أتوقع أنها لم تُعرض على أية هيئة قرائية للتأكد من مدى جودتها ومطابقتها لأبسط شروط النشر، على الأقل من الجوانب الشكلية والقانونية، لتكون غير متعارضة مع مبادئ جمعيات حماية المستهلك، لكن هذه المرة ليس الحماية من اللحم المغشوش أو السّمك الملوث بل من المواد الثقافية الفاسدة· ليس من الحكمة مطلقا أن نظل نصدر الكتب بهذه الفوضوية الفجة· إن حرية النشر لا تتحقق إذا غابت روح المسؤولية، فهناك الكثير من الناس يملكون من المال ما يجعلهم يستطيعون أن يكونوا أدباء ما دام الأمر لا يتطلب إلا تسجيل أحاديث الناس في السوق والمستشفيات والبارات·· ثم تحويل هذه الأحاديث إلى نص مرقون في الكومبيوتر، ولا يبقى إلا المعالجة الطفيفة لهذا النص بترتيب الأحداث وجعلها متسلسلة، وحبذا لو أضيفت بهارات من نوع خاص لإضفاء طابع الهيبة على النص، وذلك بجعل الأبطال يموتون لأي سبب كان، وهكذا تحدث مآسي صغيرة تكبر شيئا فشيئا إذا تم دعمها بعبارات الدمع والدم والحزن والمهجة والقلب الممزق وما إلى ذلك من تلك التعابير الجاهزة سلفا· بعد هذا ينتهي دور جامع الأحاديث الذي سيصبح لاحقا من فريق الكتّاب الذين لا يشق لهم غبار وانتهى النص· مهلا·· آه نسيت هناك خطوة أخيرة: المطلوب دفع 4 مليون سنتيم لطباعة 500 نسخة، و··· ··· مرحبا بكم في أي وقت، حتما سيكون كتابكم في المعرض الدولي للكتاب وستكون هناك مساحة للدعاية في التلفزيون الجزائري ما دام القائمون على التلفزيون يسمحون بمرور أية معلومة دون التدقيق من صحتها·· سنقول إن هذا الكتَابَ مهم وقد حقق انتشارا واسعا في الأنترنيت وهكذا يتحمس الناس لشرائه بـ 190 دج· أنتم تحققون الشهرة، ونحن نحصل على الأرباح·· أليست فكرة رائعة··!!! ؟··
بقلم: علي مغازي - شاعر |
التعليقات (0)