مواضيع اليوم

الجزء الخامس من رواية فضاء الجسد

soso-n nafee

2009-05-26 06:41:55

0

 

لا تحزن بنـي؛ فالحزن نحلة تمتص رحيق الشباب..

لم أصدق أن كل هؤلاء الناس أتوا في عزاء أمي وهم يذكرون طيبها وحسن جوارها.. بكتها صديقاتها جمانة وراشيل وعبلة بكاء يفطر القلب.. زملائي في العمل لم ينقطع اتصالهم للاطمئنان عل حالي: محمد المصري وزيدان السوري وطوني اللبناني؛ وحتى ديفيد والمعلم رفاييل. أما جهاد صديقي فقد (استرخص) ليكون معي طوال فترة العزاء؛حتى إنه نام عندي بعد توصية من سحر أختي وزوجها بأن يبقى معي، وقد اطمأنا لوجوده بجانبي.. قبل أن يغادرني بعد انقضاء أسبوع على العزاء سألني:
هل ستعود للعمل أم ماذا ستفعل؟
قلت له: اعتذر نيابة عني لديفيد ورفاييل؛ لأن أختي سحر مصرة على ألا أعمل، وأن أكمل تعليمي..
فرح جداً وقال: تمام وربنا ينفخ في صورتي أنا كمان وأكمل الزفت التعليم.
بعد أن عاد جهاد إلى بتاح تكفا رفضت بشدة وإصرار طلب سحر وزوجها بأن أبيت في بيتهما..
آه يا أمي، يا سيدة الألوان البهية.. يا نغماً ارتعش عبر روحي، وقنديلاً أضاء جوانب نفسي المحطمة.. كيف سأقاوم شوقي إليك بعد الآن وقد أصبحت بعيدة كنجمة بازغة في سماء مفقودة وأرض مراوغة؟
أتساءل: لِمَ لم يمهلها الله يوماً واحداً حتى أراها؟ أسلمت أمي روحها وهي جالسة تحضر لطعامي الذي أحب: فطائر معجونة بروحها وأنفاسها العطرة.. آه يا حبيبتي! يأبى الدهر إلا أن يقهرني ويذلني..
بعد مغادرة جهاد، وقد انفض الجميع، وخلا البيت علي وحدي أخذت أستمع إلى رجع موسيقى صوت أمي الحنون الذي كان.. وأتعلق بقسمات وجه أمي النقي، عبر صورة رسمتها لنفسها.. ما كان أجملك يا أمي!
أخذت أدور في البيت الذي شهد أيامي الأولى، وفي كل ركن من أركانه تحيا ذكريات وذكريات.. تلمست خزانة أمي وفتحتها، شممت عبير عطر أمي الخاص الذي كان خليطاً من كل الزهور.. أحسست برأسي يدور ويدور، وفاضت عيناي ببحر من الدموع.. اسودت الدنيا أمامي، وتذكرت كلمات جبران خليل جبران: أمرُّ ما في أحزان يومنا ذكرى أفراح أمسنا!
لم أقوّ على الصمود.. وكانت تلك أول مرة أصل فيها لأعلى درجة من درجات القرار الذي اختمر في خلاياي.. فابتلعت 100 حبة من البنادول، ونمت كوردة في عروة فستان أمي لعلي ألحق بها.
أفقت على دمعة ملتهبة سقطت فوق وجهي من بين جفون أختي سحر، وسمعت صوتها ما بين اليقظة والنوم يردد: لماذا يا نداء؟ أتريد أن تفجعني فيك وأنت الباقي لي؟
دفء يدها الناعمة تدفق إلى جسدي حارّاً لأفيق باكياً، ولتختلط دموعي ودموعها فرحة بعودتي إلى الحياة..
كان جهاد قد اتصل بسحر دون علمي، وقال لها بأنه سوف يغادر، وإن عليها أن تحضر حتى تبقى معي.. كانت الساعة الثانية عشرة عندما غادرني جهاد.. اتصلت بي سحر لتطمئن علي.. رن جرس التليفون كثيراً بدون رد، أيقظت زوجها واتجها سريعاً إلى منزلنا، كسرا الباب بمساعدة الجيران، ونقلوني إلى المستشفى حيث غسيل المعدة وأسئلة كثيرة لئلا تكون هناك شبهه جنائية؟
حتى الموت لا يأتي لمن يريده سهلاً!.. أفٍ لتلك الحياة..
حاولت أن أقنع سحر أن تسكن في بيتنا بعد أن تجدده على مزاجها، عدا غرفة أمي التي ستبقي كما هي، والتي سأقيم فيها وقت إجازتي، رفضت في البداية نظراً لبعد منزلنا عن مكان عملها كمترجمة ومحاضرة في جامعة بير زيت، وبعد أن ألححت وألححت، وافقت وزوجها على أن يسكناه.. شرط أن تغطي وزوجها كافة مصاريفي الجامعية.. وقالت لي: سأبقى دوماً أنتظر عودتك، وعندما يحين لك الاستقرار ستجد البيت في انتظارك، وسنعود نحن إلى منزلنا في القدس..
اتفق زوجها مع صديقه أيمن في عمان بأن يؤجرني حجرة مفروشة في فيلته الكبيرة. كما أنها اختارت لي كلية أمريكية متخصصة في دراسة الكمبيوتر.. التخصص الذي كنت أحلم به، ويتوافق مع تكويني النفسي والعقلي... وهو المستقبل.. هو العلم المجرد بلا عواطف.. هو البوابة المطلة على العلم والعالم.. على الإنترنت.. هو الفن والإبداع.. ومن خلاله تستطيع أن تكون كيفما تشاء بنتاً.. ولداً.. رجلاً.. امرأة.. كن ما شئت ولا تخش الملام!

قلــب العـلم بيتٌ فيه مصباح.. لا يضيق مــن تظاهر النور فيه، بل يتسع للنظر والتأمل , ويزيدك ضياء.. "كسرى أنوشروان"

نظراً للعبء الجديد الذي أضفته على أعباء أختي سحر المالية قررت أن أدفع فقط للأقساط الرئيسية.. ولم أهتم بشراء الكتب لارتفاع أسعارها؛ معتمداً على ذاكرتي وشبكة الإنترنت.
انتظمت في الكلية بادئاً مرحلة جديدة، وأنا أكثر نضجاً وتوحداً، حيث تؤلمني وتقلقني البدايات والتجمعات الجديدة..
وسط إعجاب كبير، واستهجان طلابي ذكوري قليل، وقرف وغيرة أنثوية، مضت أيامي في الكلية، لا أعرف سوى الدراسة.. لم أصاحب أحداً أو أثق في أحد.. لم أرتبط اجتماعياً إلا بأستاذ البرمجيات الذي كنت كثيراً ما أقضي معه الوقت في نقاشات حامية في كل شيء وأي شيء؛ خاصة وأنه قارئ نهم في شتى المجالات؛ ما حببني فيه وجعلني آنس إليه دون خوف..
ذات يوم وبعد انتهاء محاضرته أسر في أذني بأنه يريدني أن أفطر معه في غرفته الخاصة بمبنى الكلية، بعيداً عن ضوضاء الكافتريا..
مشينا وكالعادة وسط نظرات مرتابة من الطلاب وبعض الأساتذة حتى وصلنا إلى غرفته الخاصة..
أخرج من مكتبه كيساً من البلاستيك ذكي الرائحة وقال:
- الوالدة عملت لك شوية مناقيش زعتر وفطائر سبانخ وجبنة، وأصرت أن تفطر معي، وتأخذ الباقي كله معك..
- ولماذا كل هذا التعب يا أستاذ فارس.. اشكرها وقبل لي يدها..
مع الرائحة التي عادت بي إلى حضن أمي رحمها الله انتابتني غصة فغامت عيناي بالدموع..
- ما لك يا نداء؟ هل ضايقك أحد؟
- لا بل تذكرت فطائر أمي..
- رحمها الله..
سكت أستاذي فارس قليلاً ثم قال: نويت تكون الأول هذا العام أيضاً؟
- هذا كل همي..
- برافو نداء؛ رغم كل ظروفك التي حدثتني عنها فإنك بالفعل أجدع من مائة رجل.. آسف ولو أني اعتبرك بمقاييس الرجال أحسن بكثير من أشباه الرجال، كما أنك في جمالك وتفصيل جسدك أجمل من نساء كثيرات، أما إذا اعتمدنا الجوهر فلن نجد مثلك الكثيرين وأنا أطبق عليك قول ديوي: ليست الأمانة والشجاعة والدأب وحسن الخلق ممتلكات خاصة للفرد، ولكنها تكييف للقدرات الشخصية مع القوى المحيطة.. ومن خلال معرفتي بك أجدك قد ربيت نفسك، وكيفتها، وأدبتها لتقبل قبح ما حولك.. والله إني فخور بك..
- أشكرك يا أستاذ؛ هذا كله بفضل تشجيعك..
مد الأستاذ فارس يده بفطيرة وقال: يلا.. وين نفسك المفتوحة.. بدي اياك تاكل كل الفطاير..
- أشكرك أستاذ..
- أنت تستاهل يا نداء.. هل تعلم أنك أكثر من واحد على الصعيد النفسي..
- كيف؟
- انت - بحكم حالتك - تحتاج إلى قدر كبير من الجدل لإقناع الناس بحالتك وفهمها، ومن كثرة تعرضك للأسئلة - حتى الصامتة منها - ونظراً للتناقضات التي تحملها في بنائك الشخصي، فإنك أصبحت شخصاً انطوائيّاً أكثر منك انبساطيّاً.. فلا تريد أن تتكيف بسرعة مع المواقف الجديدة، وليس لديك ثقة في نفسك؛ على الرغم من نبوغك واطلاعك على ثقافات عدة، تنقد ذاتك بشدة، وتستفسر عنها كثيراً، ولا تبتعد عما يؤلم نفسك، وهذا في حد ذاته شيء يكسر الروح.
- حسب ما يقول علم النفس يا أستاذ فارس فإن لكل منا شيئاً يحيا من أجله، يصبح مع الأيام هدفاً تتحدد به كل سلوكياتنا ومن كل النواحي، ونتوجه لتحقيقه حتى ينعكس تحقيقه على ذواتنا، فيضفي على حياتنا المعنى، ويزيدنا تعلقاً بها، وحبّاً لها، وسعياً للمزيد منها.. ولكني أشعر بالحيرة والتخوف من البشر؛ نتيجة تراكم المواقف المشينة من شخصيات شاذة تعرضت لي بالسوء، وحطمت في أشياء وأشياء. وعلى الرغم من انغماسي في التعلم والقراءة، أفتقد الصحبة الصادقة التي تتعامل مع جوهري دون شكلي..
كذلك أدرك أن لكل إنسان عدة أهداف يسعي لتحقيقها.. ولكن ما حيلتي؟ فلا البنت تقبل بي، ولا الرجل أيضاً!
أنا أبدو كلعبة غريبة يمكن أن تجرب جنسيّاً مرة أو ربما مرات، ثم ترمى بعيداً..
- لا أريد منك كل هذا التشاؤم؛ فما يزال في الدنيا أخيار كثيرون، ولكن الذي أريده منك هو عدم المبالاة بالنظرات والكلمات المستهجنة والأسئلة الغبية..
- يا أستاذ فارس: أنت تتحدث وكأنك لا تعرفني.. إنني لا أشتاق للصحبة.. بل أشتاق للمسة من صديق حقيقي، لا يخشي كلام الناس، أو أن أحسب عليه..
- هل تعلم أن زميلاتي البنات اللواتي أحسب عليهن أكثر من البنين يستغللنني فقط عندما يحتجن إلى شرح شيء غمض فهمه عليهن، ثم يبتعدن وكأني غير موجود؟! إنهن يخشين على أنفسهن، كما يغرن مني! وأنا ألحظ تلك الغيرة في ابتعادهن وإبعاد أصدقائهن الشباب عني، إن تكوين علاقة بلا أهداف لهو أمر شائك مع حالتي يا أستاذ.. ثم هل نسيت ما حدث السنة الماضية عندما كان أحمد رضوان هو الوحيد الذي يكلمني،
ويقف معي، حتى اتهمه الشباب بأنه يعاشرني.. وعندما سمع هذا الكلام توقف حتى عن إلقاء تحية الصباح؟! على كل أنا راضٍ بنصيبي وقدري ووحدتي..
- أنا لا أؤمن بالهزيمة يا نداء.. يجب أن نغير المجتمع حولنا.. فلست وحدك الذى يعامل بهذا الشكل فحتى ذوو الاحتياجات الخاصة لا نعرف كيف نعامل معهم ونستهجن وجودهم ونعتبرهم عقابا من الله لذويهم لذا نحارب لنتعلم كيف نتعامل مع كل الحالات المختلفة دون أن يحرجها المجتمع ويساهم في تعذيبها..
- إسمح لي أستاذ فارس أن أقول إننا نحن العرب تحديداً ليس لدينا ثقافة استيعاب الآخر، وتقبل اختلافه كما هو..
- تلك هي مهمتنا يا نداء: أن نجعل الآخرين يستوعبون اختلافاتنا وعيوبنا الخلقية التى لا دخل لنا فيها ..
- أنا شخصيّاً متشائم، وأتمني لو أن الله يتيح لي فرصة الخروج من بلادنا، والذهاب إلى بلاد تحترم حريتي، وتقيمني على أساس عملي، لا على شكلي.
- ولماذا لا تقدم على الهجرة؟
- أنا أحاول أن أجمع المبلغ اللازم للهجرة أولاً، حتى أجري عملية التغيير هناك بمساعدة جمعيات جندر بندر، المختصة بهذا الخلل الجيني..
- وهل بالفعل تنوي أن تفعلها؟
- وهل لي سوى أن أفعلها حتى أعيش حياة واحدة؟
- طبعا ستغير اختيارك الآن؛ خاصة وأنا أرى الأنثى تطل بوضوح من عينيك.
- سأعدل الوضع الذي أخطأت فيه منذ البداية، وسأكون الأنثى التي يريدها كل الرجال.
- والله ستكون أحلى من ألف واحدة.. بس اوعى لما تعملها ما أشوفِك..
- أول واحد سأفكر في زيارته بعد العملية في عالمنا هذا هو أنت..
- يعني أستطيع أن أقول إنك معجب بي..
- أنت الرجل الذي تحلم به كل أنثى يا أستاذ..
احمر وجه الأستاذ فارس، ووقف طويلاً مباهياً بجسده الفارع، ومد يده إلى قال: أتمني لك التوفيق، فلا تقطعني، وأطلعني على أخبارك دائماً، وحاول أن تعمل أثناء فراغك..
- نسيت أن أقول لك أستاذي إنني استطعت أن أحصل على وظيفة محرر لمعالجة المشكلات الاجتماعية في جريدة محلية، وقد فتح ذاك أمامي مجالاً واسعاً في معرفة الطبائع البشرية عن بعد، كما أن بعض القراء الآن يخاطبني عبر الإيميل الخاص بي، ممن يتعامل مع الكومبيوتر، والآخرون يبعثون برسائلهم على الجريدة.
- برافو والله يا نداء، المفروض أن يعتمد شبابنا على نفسه، ويعمل أي عمل يوفر له العيش الكريم دون أن يضغط على أهله..
أما من ناحيتي فإذا احتجتني في أي شيء ستجدني..
أعطاني الأستاذ فارس ما تبقى من الفطائر وقال لي: تعال بكره نفطر سوا وندردش..

الحظ ملكة تسأم المقام دوماً بقرب الأشخاص أنفسهم "يوربييدس"

الكل يسأل ويستفسر عن العريس والعروس، والمال والحب، والصحة وفرص الكسب السريع..
أدهشتني الرسائل التي كانت تأتي من كل صوب وحدب لمحرر صفحة (مشاكل)، الذي لا يعرفون هل هو رجل أم امرأة! وقد أعجبتني فكرة أن بعضاً منهم ومنهن يحلل شخصيتي من خلال اسمي..
وقد اكتشفت من خلال هذا الباب أن النساء هن من يربطن القيود في معاصمهن، لا فرق في ذلك بين العاملات وغير العاملات، والمتعلمات وغيرهن، ممن ينصب جل انتباههن على إيجاد رجل، متصورات أنه الاختيار الأسلم والأسهل.. اكتشفت أننا شعوب تؤمن بالحظ وضرباته؛ مفرحة كانت أم محزنة..
ذات يوم استدعاني مدير التحرير وقال:
- ما رأيك أن تشارك زميلك حساناً في إعداد صفحة المنوعات؟
- علي راسي سيدنا..
- أعلم أنك ستنجح بإمداد الجريدة بأخبار نادرة؛ خاصة أنك تعمل على النت بامتياز..
وكالعادة نجحت، واكتشفت أن لي موهبة لم أكن أعلم بوجودها: كيفية التعامل - عن بعد - مع كلا الطرفين - النساء والرجال - والكل يمدني بأطرف الأخبار وأندرها..
استعنت بالشبكة العنكبوتية لإرسال أخبار لا تخطر على بال، وكنت أدرك ما يريده الشباب، وما تريده الفتيات والرجال البالغون والنساء، مع المزج بينهما؛ ليخرج الخبر وعنوانه، بالإضافة إلى مجموعة من الصور الفريدة التي تدعم الخبر وتلفت نظر القارئ وتأسره!
اكتسبت أصوات النساء في مبنى الجريدة، وأعجبن بعملي واسمي المستعار "بدائع" الذي كان يؤكد ثلثي الأنثى بداخلي..
لكن.. يا فرحة ما تمت: استقال مدير الجريدة وحل محله أحد أقرباء صاحبها.. والبقاء دائماً في عالمنا للأقرب!
وكما يحدث في السلطة يحدث في الإدارات كلها؛ فعندما تتغير الإدارة تجيء الجديدة بكوادرها الموالية لها, لتهدم كل ما بنى سابقا , حتى لو كان ايجابيا لتبدأ من جديد وصلة تفتيش عن سقطات النظام القديم , لتقع فريسة عدم التطور والنمو !
أعفاني المدير الجديد من مهامي بعد أن قال:
- اذهب يا بني الله يستر عليك..
وهكذا - وقبل انتهائي من دراستي في تصميم المواقع بثلاثة أشهر - خسرت عملي في الجريدة، وبدأت رحلة البحث عن عمل آخر.

كن ينبوعاً, يروي الغليل ولا ُيُشكر "ل. دي. غاراغازون"

أختي سحر ينبوع محبة لا ينضب..
عندما علمت بتوقفي عن العمل تحدثت مع صديقة لها اسمها "شذا" تسكن عمان، وتمتلك محلاً لبيع أدوات التجميل في أجمل منطقة فيها "عبدون" سألتها بأن أدير لها المحل فترة بعد الظهر؛ لأنها تعلم بانشغالها بطفلها الجديد.. وافقت شذا، خاصة وأنها تثق في أختي المنحدرة من بيت طيب كما كانت تقول لها.
حدثتني سحر في الأمر فوافقت بسرعة لأنه استهواني؛ خاصة وأنني أميل للتعامل مع المرأة أكثر من الرجل، بحكم ميلي الطبيعي..
وهكذا تسلمت عرشاً أنثويّاً خالصاً، ودخلت عالم حواء الحقيقي..
استطعت كسبهن واستغللت حالتي، فكانت النساء والفتيات من مختلف الاتجاهات يأتين للمحل للتعامل معي والتحدث بالساعات والساعات عن كل شيء وأي شيء، المسنة والصغيرة.. الجميلة والقبيحة.. الثرية والفقيرة.. المحترمة وغير المحترمة. وكان منهن كثيرات من الفنانات اللواتي كنت أشاهدهن في التلفاز، واللواتي أعجبن بطريقتي في جذبهن..

الخطيئة الأولى توسد سرير الثانية"مثل تشيكي"

الساقطات وما أدراك ما الساقطات!
كم أعجب من تلك التسمية، في مجتمعات يموج في أحشائها السقوط!
بائعات الهوى.. ساقطات الأمة، ومن خلفهن رجال أعمال، ومستثمرون، وسوقة وكل أشكال من يطلق عليهم اسم رجال..
عن قرب تحادثت معهن.. حاورتهن.. دخلت على استحياء عالمهن!
لديهن أحاسيسهن الخاصة.. لهن فلسفتهن ووعيهن بما يفعلن.. هن راضيات مجبرات في الوقت ذاته على حياة رسمت من أجلهن بنصل سكين؛ إن حدن عنها نزفن حتى الموت، ودون أن يمسح جراحهن أحد!
يؤمن بأن الله أنعم عليهن بالعذاب بلسماً قدسيّاً لدناساتهن.. يبكين أعمارهن الربيعية التي يزحف إليها الخريف بلا رحمة.. الكون كله غير مبال بآلامهن.. لا وقت للأشواق في دقائق حياتهن.. هن مداس لكل ساقط ولاقط من الرجال الذين يستغلون حاجتهن للحياة، في عالم يحركه أنصاف الرجال وأشباههم.. لا أحد يصغي لشكواهن الصامتة من عابري أسرتهن الكثر، وللقسوة ألف وجه ووجه في حياتهن!
هن جزء كبير في مجتمعاتنا التي تدعي الطهر والنقاء، وهن في أعرافنا سافلات ساقطات!
بائعات الهوى هن! تدربن على بيعه في مدرسة الحياة القبيحة.. قرأن أبجدياته من الفقر وقسوة الأهل , والمجتمع الذي لا يجد لهن حلولاً تقيهن شر الحاجة لبيع أغلى ما يملكن!
هن حالة من صنع أيدينا!
كانت لي علاقة وطيدة مع اثنتين منهن؛ بحكم أنهن زبونات للمحل.. كانتا تعملان بفندق قرب المتجر.. كشفت لهن أسراري وقصصت حكايتي المُرة.. وكشفتا لي أسرارهما! أطلعتاني على أسمائهن الحقيقية.. أبداً لم تحرجاني بأسئلة لا تنتهي، بل أحبتاني كما أنا..
قالت لي هويدا وهي تضحك : تُؤْبر ألبي نداء.. انت كتير جميل.. لو تشتغل معنا والله تكسب أكثر منا..
ردت آمال عليها: يا اختي بلا نيله! عاجبك اللي احنا فيه ده؟ كل يوم مع واحد شكل، إيشي مدهول، وإيشي حزين، وإيشي متنيل على عينه، وإيشي يحاسبك على المليم والدقيقة! أوعى تسمع كلامها يا واد يا نداء.. خليك زي ما انت؛ طاهر ونضيف.
- ليش انتي بدك اياه يضل يشتغل بتراب المصاري، وما يقدر يعمل العمليه؟
- ليه يا اختي؟ ما هو زي القمر اهه، ويقدر يستغل شكله، ويضحك على رجال كتير، ومن غير ما حد يلمسه..
- كيف يا عيوني ؟
- ههههههه يلبس لبس ستات، وشوية مكياج على شخلعه، يفتكروه بنت، ويقبض مقدم، ولما يجييي وقت الجد انا متأكده ان تلات اربعهم حيهرب، ويسيب الفلوس وراه..
ضحكت كثيراً على نقاشهما، وشكرتهما قائلاً: لا تحملا همّاً؛ سأكون بخير إن شاء الله..
أصرتا على اصطحابي للعشاء في منزلهما بعد أن تنتهي آمال من نمرتها التي تؤديها في ملهي الأوتيل.. وعدتهما بالزيارة لأعطي لآمال بعض ما طلبته من "ميك آب" لم يكن موجوداً في المحل وقتها، حيث سأتيها به من المخزن.
أخذت العنوان، ووعدتهما أن أكون عندهما فور إغلاقي المحل.
ردت هويدا: أنا هلأ رايحه على البيت هانتظرك حتى تنتهي آمال، وتلحق بنا لأني سأنتظر ضيفاً على العشاء أيضاً.

أول ارتعاشة إيروسية...

بعد انتهائي من العمل أغلقت المحل، وقررت الذهاب إليهما حيث تقيمان في شقة في عمارة من طابقين أعلى جبل عمان..
كانت العمارة ملكاً لطبيب يعمل بإحدى دول الخليج.. احتلت هويدا وآمال الدور الثاني منها، أما الدور الأرضي فكان مغلقاً لا يسكنه أحد في انتظار طال لصاحبه الذي كان يأتي كل عام مدة لا تزيد على الأسبوعين.. ويحصل من آمال وهويدا إيجار أشهر الصيف، أما بقية أشهر السنة فقد كانتا ترسلانه مناصفة في حساب جارٍ باسم الدكتور الذي كان مرتاحاً لسكناهما؛ بعد أن أوضحتا له أنهما تعملان مضيفتين في فندق كبير، فأبدى سعادته لأنهما بمفردهما، ولن يكون هناك سوء استعمال للمكان!
وصلت إلى المكان بسهولة.. صعدت إلى الدور الثاني.. كان الظلام مخيماً فلم أستطع أن أعرف مكان الجرس، وبعد أن تعودت عيناي على الظلمة تحسست المكان حتى تعثرت يدي بالجرس فتعالى صوته خلف الباب.. سمعت صوت هويدا تقول:
أوكي أوكي.. هايني جايي..
غمر الضوء السلم، وعندما فتح الباب أخذتني بالأحضان، لأجد نفسي في صالة مبهجة واسعة مرتبة نظيفة، تلهو فيها الألوان الزاهية ذات الأثاث العصري البسيط.
كانت هويدا رائعة جميلة، ينساب قميص نومها الأحمر الدموي الشفاف على جسد لا يوجد به أي خطأ.. كانت تلك أول مرة أراها بهذا الشكل المثير، ولأول مرة أُصاب بارتعاشة إيروسية وأنا منذهل من حسنها..
أخذتني من يدي لغرفة نومها حتى تريني إياها!
كانت الغرفة قد كسيت جدرانها بورق حائط بدرجاته من الأحمر البركاني حتى آخر درجاته الباردة الوردية.. وقالت: كل هيدا من حبيب ألبي "أنطون".
- أنطون فقط أم هناك غيره؟
- أنا هلأ مع أنطون وبس.. وهو حبيبي ليفرجها الله..
- ما راح تتزوجوا!؟
فرقعت ضحكة مبهجة كزقزقة العصافير وقالت:
- ما بأدر على واحد وبس، أنا بحب التغيير، وبعدين ما انت شايف مشاكل المتزوجين، وكل اللي بييجوا عنا أكثرهم متزوجين.. حبيبي شو الفايده من الزواج في عالمنا إلا الغش والخداع؟!
- الزواج ضرورة إنسانية واجتماعية.. ويحافظ على نقاء الأنساب والعروق.
- خيي اتركك من هيدا الحديث.. شو تشرب قبل العشا.
- شكرا لا شي الآن.. وخلينا نستني لما الست "آمال" تيجي..
- آمال بدها تيجي متأخره شوي، وأنا هلأ بده يمر علي أنطون.. أنت بدك تتصرف بالبيت كأنه إلك، وفي الصالة شرايط فيديو كتيرة.. كلها أفلام ومسرحيات بتعأّد.. وكمان فيه أفلام ثآفيِّه إذا بدك تشوفا..
رن جرس الباب بشدة، دخل رجل في العقد الرابع شديد استدارة الوجه، حدقتا عينيه شديدتا السواد، مع حاجبين بهيين، وفم صغير يغفو فوق شفته العليا شارب منمق استكان بترتيب، طويل أنيق في ملبسه..
عندما رآني سأل هويدا: من هيدي الحلوه؟!
- هيدا نداء صديئنا..
قبل أن أمد له يدي بالسلام قلت: أهلاً بك سيد أنطون..
- دخيل اللي خلأك حبيبي على ها الخلأه شو حلوه، وها الصوت الخشن! إنتي بنت مسترجلة ولا شو بالزبط..
- لا هادا ولا هاد.. أنا هيك وهيك..
- هويدا صرعتيني , شو هيدا..
أخذته من يده على غرفتها وقالت: نداء: انبسط وشوف الأشرطة.. وإذا جعت الأكل في البراد.. كل اللي بدك اياه..
اختفت هويدا وأنطون لساعة داخل غرفة نومها، وقضيت الوقت في مشاهدة مدرسة المشاغبين، في انتظار عودة آمال لأسلمها الأشياء التي طلبتها، بكيت من شدة الضحك على المسرحية، وكأني بضحكي الباكي تذكرت نفسي فبكيت ضاحكاً على حالي مدركاً أن ارتعاشة الرجل فيّ لم تهمد، كما أن شوق الأنثى لرجل طغى على إحساسي بالوحدة والصمت..
وأنا على تلك الحال خرج أنطون من الغرفة بسرواله الداخلي، متجهاً نحو المطبخ لإحضار ماء، وفي طريق عودته وقع نظره علي وقد لاحظ احمرار عيني وآثار البكاء. نادى هويدا: حبيبتي: صاحبك عم يبكي، تعي لهون شوفي شو ماله..
جاءت هويدا سريعاً، وكانت منكوشة الشعر محاولة تهذيبه بيدها، وقد لمع بياض نهديها كالبرق، من خلال قميصها الممزق، وهي تحاول لملمته. احتضنت رأسي وأخفته في صدرها النافر العامر، قائلة: ما بدي أشوف دموعك أبداً.
وقال أنطون: خليكي معه يا هويدا.. أنا فايت آخد دوش وبرجعلكم.
- أنا آسف سيد أنطون.. خدوا راحتكم.. أنا سأغادر الحين..
- علي الطلاء ما انت رايح مكان.. إلا لما تتعشي معنا..
مسحت هويدا وجهي وقبلتني قبلة حانية، شعرت للحظات وكأنها من أمي.. قالت: خليك حبيبي هون.. بيكفي بكا.. إن شالله بتنحل. برجعلك بعد دّآيئ.
دخلت الحمام وأغلقت الباب خلفها، سمعت صوت المياه تنساب فوق جسديهما، وصوت تأوهاتهما التي كانت هادئة في البداية ثم ما لبثت أن تسارعت، وعلت نبرتها حتى سكتا فجأة، وعادت المياه لتنساب مرة أخرى..
تخيلت جسد هويدا الندي الأملس، وحلمتي صدرها اللتين شعرت بهما عندما احتضنتي، كبرعمي زهريتين غافيتين تفتحتا على يد أنطون..
خرج أنطون في البداية وهو عار تماماً، وعندما رآني غمز لي بعينيه، ودلف إلى الغرفة، بعده خرجت هويدا أيضاً عارية، وقد كشفت عن جسد كجسد آلهة الجمال الإغريقي.
عاد أنطون من الغرفة مرتدياً ملابسه كاملة، وقد زهت علامات الارتواء جلية فوق وجهه الوسيم وقال: أوعك تزعل حالك.. أنت أشرف بكثير من الأوساخ المعبيين عالمنا الآن.. وأحسن من أولاد الكلب اللي بيستعملوهم.. حالتك حبيبي ابتلاء من عند الله وان شالله بتشفى!
وقبل أن تحضر هويدا مد يده وأخرج رزمة من الدولارات وقال: هيدي هديه مش من قيمتك يا نداء..
بهت، ورفضت رفضاً قاطعاً، حتى جاءت هويدا بحسنها ودلالها، ومالت على مرة أخرى لتطبع قبلة حانية فوق خدي قائلة: أوعك ترفض الهديه، فالسيد أنطون حبك كتير بعد ما حكيت له حكايتك..
تناولنا العشاء ونحن نتحدث عن حالتي، فأبدى أنطون رغبة في مساعدتي في تكاليف العملية.. وعندما استأذن ليغادر التقى بآمال ساعة دخولها البيت فبادرته بالسؤال:
- على فين العزم؟ ما لسه بدري يا أنطون..
- بيكفي.. أنا صارلي زمان هون..
- لأ يا حبيبي قول الكلام ده لهويدا العبيطة.. إنت مش قادر تتأخر على الداخلية لا تنيّل عيشتك..
ضحك أنطون عالياً وقال لها: بوعدك المره الجاية أنام بيناتكن.
كانت الساعة الثانية صباحاً.. وكانت آثار الإجهاد بادية على آمال..
قبلتني وقالت: إزيك يا واد يا نداء؟ وحشتني.. جبت الحاجه معاك..
- طبعا هو أنا اقدر أرفض لك طلب؟!
ضحكت وهي تعلم أنني أقلدها وقالت:
- طيب يا فالح حطهم عندك.. بص النهارده وقعت على زبون سُؤْع.. انهبل لما شافني برقص.. واتفقت معاه، وحييجي بعد شويه اسمه حمد، مش عارفه من أي مصيبه.. لكنه باين عليه خليجي .
قالت هويدا: أنا تعبانه كتير.. وبدي ادخل نام.
- طبعاً يا أختي.. ما هو بيهد حيلك كل ما ييجي، بس ربك والحق راجل طيب، بيدفع اللي عليه وزياده.. يكفي انه مخليكي له بس، وما بتنزليش الصاله بعد وصلتك.. روحي انخمدي يا أختي.. أنا حستنى حمد.. باين عليه محترم وابن ناس.. واياكْش يكون آخر المطاف.. واقدر أشنكله واتجوزه.
- يارب يحقق أمانيك يا ست آمال..
- يخليك يا قمر.. ويصلح حالك.. ويا تبقي زينا يا زيهم..
حاولت أن أستأذن بعد أن سلمتها ما طلبت ولكنها قالت:
- لأ ما فيش مرواح دلوقت.. الراجل جي، يعني اقعد معاه لوحدي!؟ وفرقعت ضحكة لاهية.. إياك تمشي.. أنا حستحمى واطلعلك..
جلست في انتظارها بمفردي بعد أن غادرتنا هويدا لتنام..
خرجت طازجة من الحمام، تفوح رائحة الياسمين من جسدها، وقد ارتدت قميصاً بلون العاج، أظهر كل مفاتنها دون حياء، وبادرتني بالسؤال:
- إلا واد يا نداء منفسكش في راجل؟!
- طيب ما أنا راجل..
- يا واد اطلع من دول.. وفجأة قفزت فوقي، وأمسكت بصدري، وقرصتني قرصة آلمتني قائلة: أمال ده بيعمل إيه هنا..
جذبتني من يدي، وأدخلتني غرفتها التي اختلط فيها الأزرق بالأخضر وقالت:
- دي غرفة العمليات يا واد، تعالى أنا دلوقت حخليك طلقة..
استكانت الأنثى داخلي لها تماماً.. أجلستني أمام التسريحة، ورفعت شعري وأغلقته.. وحاولت أن تنزع شعر حاجبي، وهي تقول:
- حواجبك جميله بس حاخد شوية شعر بسيط منها.. عشان تبقي مترتبة..
- لأ دخيلك ابعدي عن حواجبي.. عشان الناس..
- يلعن أبو الناس المهم إنت عاوز إيه..
بدأت في نزع الشعر غير مبالية بتوسلاتي.. استسلمت للمساتها الدافئة فوق وجهي، فأغمضت عيني حتى قالت: إفتح يا سمسم..
نظرت لنفسي غير مصدق؛ فالكحل فوق عيني، والأحمر الناري على شفتي، ليظهر اتساق وبياض أسناني، وشعري الغجري القصير، وصوت آمال يلعلع وهي تنظر لي:
- يخرب عألك يا نداء. إيه الجمال ده، والله العظيم إنت أجمل واحدة شفتها في حياتي.. دا أنت يا واد أحلي مني..
تركتني منذهلاً أمام المرآة، وفتحت خزانتها، وتناولت فستاناً ورديّاً طويلاً مفتوح الصدر، رصع بشتى ألوان الحجارة اللامعة، وقالت: يلا البس ده.. خلينا النهارده نعمل خدعه لسي حمد.. اللي جاي وسانن سنانه..
ظللت مندهشاً من نفسي، ومن جمال خلقتي، وهمست: رحمك الله يا أبي.. كيف لم تدرك بأنني أنثى؟!
رمت آمال الفستان على السرير.. وجاءتني مستغلة صمتي واندهاشي.. وفكت أزرار قميصي وأنا مستسلم لها تماماً، نفر صدري أمامها فلمسته بيدها الناعمة.. وصرخت وضحكتها تملأ المنزل:
- آل راجل آل.. إِئْلع يا واد البنطلون..
خلعت البنطلون وكأني منوم مغناطيسيّاً.. وتناولت منها الفستان وارتديته..
وقفت مسحورة أمامي وهي تردد: يخرب بيت عألك يا نداء، يا نهار اسود لو حد من المخابيل الرجالة شافك كده.. ليقطعك من جمالك..
تناولت قرطاً ماسيّاً، ووضعته في أذني، وعقدا من اللؤلؤ، نثرته فوق رقبتي الملساء.. قبلتني مرة أخرى، وحضنتني، فاخترقني دفء ونعومة نهدها الذي لامسني بانسجام وهدوء.
الغريب في الأمر أن جسدي كان ساكناً لا يتحرك.. حتى نبضاتي أظنها قد توقفت من الدهشة والصدمة.
ابتعدت قليلاً.. وراحت تدقق النظر إلى.. وتنهدت وقالت:
- ربنا يسامح اللي كان السبب.. دا انت ألف في الميه بنت..
ونحن على تلك الحال رن جرس الباب، قبل أن تتجه لفتحه قالت لي:
- خليك زي ما انت لحد ما أناديلك..
جلست ساكناً أمام المرآة أتعجب من جمالي الفائق، حتى سمعت صوتها يناديني.. خرجت إليها فوجدت برفقتها رجل أسمر تدل ملامحه على الرجولة، عيناه تدوران بعدم ثقة، ولسان حاله يقول: هذا كمين أم ماذا؟
عرفته آمال بي وقالت عني إني صديقتها المفضلة نداء..
- ماشاللا عليها.. وايد حلوه صديقتش..
- شو اسمك؟ حاولت ترقيق صوتي وقلت وأنا أمد له يدي مصافحاً:
- نداء.. بلع ريقه وقال: اليوم سهرتنا صباحي..
- اسمحي لي يا آمال.. سأمشي الآن..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !