كانت الساعة تشير إلى السادسة مساءاً ، عندما قامت حرمنا المصون ، بتجهيز أدوات الجريمة ، بينما شاركتها بالدعاء ، وان يكلل الله جهودها بالنجاح ، وأخبرتها بأن التاسعة مساء .هي ساعة الصفر كنا قبل ذلك بأيام بين أخذ ورد في التنفيذ من عدمه ، ومناقشة العواقب ، ولكن اتفقنا على التنفيذ .
لم أطق النظر إلى زوجتي وهي تشحذ سكينها ، وقد بدا على محياها الإصرار، والعزم على التنفيذ ، وقبل أن يقتلني الانتظار، حتى ساعة التنفيذ ، ركبت سيارتي ، وانطلقت هائما في طرقات المدينة ، أفكر في هذه الجريمة ، ما الذي أعادني إلى سابق عهدي ، أهو الشوق والحنين لذلك العالم ؟ أم هو الوقوف بصف زوجتي ونزولا عند رغبتها ؟ .
ومما زادني حيرة ، هو معرفتي بما تسببه هذه الجريمة لي من الآم نفسية وجسدية ، فسابق عهدي كانت جرائمي مع سبق الإصرار والترصد .
يا الله ، لا أعلم كم طريقاً سلكت ، ولا كم إشارة ضوئية وقفت عندها ، إنه الحنين إلى الماضي ، والعهد الذي أخذته على نفسي بالتوقف ، كأنما هما عملاقان يتصارعان في داخلي، ومن جهة أخرى ، رغبة زوجتي في تنفيذ جريمتها ، كجامع الرهان ، الذي يكسب في كلتا الحالتين .
قطع هذه الجولة من المصارعة ، رنين المحمول ، وحانت منى التفاتة ، إلى الساعة فإذا هي الثامنة وخمس وأربعون دقيقة ، وعلى الطرف الأخر ، وصوتها ينم عن ابتهاج وسرور ، حرمنا المصون ، توصي على أخر أدوات الجريمة .
( البيبسي و الطرشي ولا تنسى الشطة ) ، لم يبق إلا خمسة عشر دقيقة ، ويكون المندي جاهز ، هذي هي جريمتنا ، جريمتنا في حق أنفسنا .
العادات الخاطئة في الأكل والشرب ، جريمة يقترفها الإنسان في حق نفسه ، وهانحن في الإجازة الصيفية ، موسم أفراح ومناسبات ، ثم رمضان المبارك ، الذي تحول من شهر عبادة إلى شهر أكل وشرب ، حتى أن بعض المأكولات لاتُعمل ، ولا تستطاب ، إلا في هذا الشهر الفضيل .
يقول صلى اله عليه وسلم (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)
التعليقات (0)