لا يمكن للنوع البشري ولا أي نوع من الكائنات البقاء علي الأرض دون الجريمة !! فمن وراء الجريمة سلسلة لا تنتهي من الأرزاق والوظائف المتشابكة والمتعاضدة. إن بناء المجتمعات بمؤسساتها ووزاراتها ورئاستها وحكوماتها رهن ببقاء الجريمة. إن استقامة الحياة في الأسرة والقرية والمدينة والأمة والعالم والمجتمع الدولي والحياة الإنسانية مبنية بناء مترابطا يعتمد أكثر ما يعتمد علي وجود الجريمة ...... هل للعدالة وجود بغير الجريمة؟ إن القضاء والمحاماة والسجون وحراسها وسجانيها وسياراتها ووقود سياراتها ومحاكمها ومراقبي العدالة ومنفذيها ومشيدي أبنية المحاكم وموردي مكوناتها كل أرزاقهم لن تتوفر بغير الجريمة أضف إلي ذلك الذين يرزقون من صناعة مهمات الحراسة ومنع الجريمة مثل الأبواب المحصنة ضد السرقة والأقفال الحديثة ومعدات الإنذار والخزائن والمباني ذات المواصفات الخاصة كالبنوك ومحلات الصرافة ....كل ذلك وغيره له هدف واحد هو منع الجريمة وإذا انتقلنا إلي الفضاء الأوسع ماذا ستفعل الحكومة إن لم يكن هناك معتد خارجي تعد له جيشا من آلاف الجنود والضباط والقادة والمناصب ووزارة الحربية والأمن العام والمخابرات وأفرع مكافحة الجاسوسية والإرهاب؟ وماذا تفعل إن لم بكن هناك قوات أمن تمنع الجريمة في الداخل بما يوفر وظائف وزارة الداخلية برمتها؟ وبالوصول إلي الفضاء الدولي, ماذا ستفعل الأمم المتحدة وفروعها بما فيها من ملايين الوظائف من حراس المباني إلي الأمين العام؟ وإذا لم تكن هناك جريمة اعتداء دولة علي دولة ماذا يكون مصير مصانع السلاح العالمي والذخيرة والطائرات والدبابات بما فيها من ملايين العاملين والمهندسين؟ يا سادة: الجريمة مكون أساسي وضروري في تكوين المجتمع الإنساني بغيرها ينهدم البنيان وتقوض الدنيا أرضا وبحرا وانظروا أخيرا إلي باقي الكائنات كيف يعتدي نوع علي آخر وكيف يفترس نوع نوعا آخر ولولا اعتداء جنس علي جنس وافتراس الأسماك بعضها بعضا لفاض البحر بسكانه. الجريمة ومكافحتها وعقوبة مرتكبيها والتعامل معها عموما ضرورة حياة ........
التعليقات (0)