الجريمة مستمرة

مازالت إنعاکاسات و تداعيات المواجهة"الغريبة من نوعها"، والتي تخوضها الحکومة العراقية ضد سکان معسکر أشرف الذي هم أفراد لاجئون لديها و يتمتعون بحماية دولية توفرها لهم قرارات يعترف بها العراق نفسه، تثير جدلا و لغطا على الصعيد الدولي، وبقدر ما تزداد ضغوط المجتمع الدولي عبر المنظمات الحقوقية و منظمات الدفاع عن حقوق الانسان على الحکومة العراقية، فإن الاخيرة تسعى للإيحاء بأنها توفي بکل إلتزاماتها التي تتطلبها القرارات الدولية"سيما مقرارات جنيف"، فإنها تسلك نهجا مغايرا لذلك تماما وان ماتقوم به على الارض يتناقض و يتضارب تماما مع تأکيداتها ساردة الذکر وان المعطيات التي تتجسد على أرض الواقع کأدلة دامغة على کذب مزاعم و ادعائات الحکومة العراقية بتوفير المستلزمات المختلفة لأفراد معسکر أشرف، بل وانها"أي الحکومة العراقية"مازالت تصر على إستمرار جريمة ضد الانسانية ترتکب على مسمع و مرئى من العالم، من خلال النقاط التالية:
ـ هنالك جثامين 35 قيلا غير مرخصة للتدفين من قبل الحکومة العراقية رغم مفاتحة جهات دولية و اسلامية بهذا الشأن.
ـ يمنع نقل الجرحى خاصة الذين حالتهم الصحية خطرة و يصارعون الموت، الى مستشفيات عراقية و غيرها وعلى نفقة سکان أشرف.
ـ يمنع دخول الاطباء لتقديم خدمات طبية و علاجية للمعسکر.
ـ يمنع دخول الادوية و المستلزمات الطبية و بشکل قطعي.
ـ عدم سحب القوات العراقية التي نفذت الهجوم وانها منتشرة داخل الخيم و بنادقها مصوبة الى سکان أشرف.
ـ قيام القوات العراقية بتشديد الخناق على سکان أشرف و ذلك من خلال ساتر ترابي طوله 6 کيلومترات بإرتفاع 3 أمتار کي يصبح أشرف في مرمى اسلحة القوات العراقية بشکل دائم.
ـ رفض الحکومة العراقية لطلب وفد برلمان الاتحاد الاوربي الذي زار العراق خلال الايام القليلة الماضية بالدخول الى معسکر أشرف للإلتقاء بسکانه.
ان التمعن في النقاط آنفة الذکر، و الذي يتزامن مع ارتفاع أصوات من جانب المجتمع الدولي و عبر منظماته المختلفة تطالب بفتح تحقيق دولي حول جريمة 8 نيسان/ابريل 2011، يؤکد بأن الحکومة العراقية و استجابة منها لضغوط من خلف الحدود، تصر على مواصلة النهج العدائي ضد سکان أشرف و استمرار الجريمة المرتکبة بحقهم بل وان هذه المعطيات و الشواهد، تؤکد بأن إمکانية تکرار الهجوم و إرتکاب کارثة انسانية أخرى، هو احتمال وارد وقد يحدث في أية لحظة.