وصلت جحافل جيوش الجراد إلى مصر التى أينما حلت ببلد تقضى على الأخضر واليابس ، وتعالت المخاوف والرعب من الدمار المحتمل الذى سيصيب المحاصيل الزراعية لهذا الموسم مع العلم أن مصر تتناقص فيها الرقعة الزراعية وتزداد الرقعة الصحراوية بسرعة كبيرة ، ويخدع الإعلام والناس أنفسهم بأن لديهم محاصيل زراعية وهم الذين يستوردون نصف أحتياجاتهم من محصول القمح فقط وعلى سبيل المثال لا الحصر ، خايفيين على إيه ؟ خرابانة خربانة ، كفاية الجراد البشرى الذى يأكل الأخضر واليابس وياكل كمان الزلط ، ومفيش حاجة تكفيه حتى فى رمضان شهر الصوم والإحسان بدلاً من أن يتناقص إستهلاك السلع الغذائية وجدناه يرتفع ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعى ، يعنى فيه حاجة موش طبيعية فى معدة أو فى دماغ الجراد البشرى !
ثم تأتى تصريحات وزير الزراعة المصرى " أن الجراد لا يشكل خطرا على المحاصيل الزراعية "لأن الأسراب في حالة حركة ولم يكتمل نموها بعد " التى أطمأنت بعدها قلوب المصريين وجعلتهم يتنهدون ويستردون أنفاسهم المنقطعة ويقولون الحمد لله ربنا يخليلنا حكومتنا المصرية الساهرة على أمن المواطن الغذائى التى رفعت حالة الأستنفار القصوى فى صفوف جنودها البواسل تحت شعار " خلى السلاح صاحى " !
حتى طلائع الجراد التى أقتربت من مطار القاهرة الدولى قد تم القضاء عليه بعد أن أكتشفته أجهزة الأستخبارات التى تكافح الإرهاب ، فقد تجمعت المعلومات عن ذلك الجراد الإرهابى الذى وصل على متن الطائرات المعادية التابعة للأمبريالية العالمية
وقد تم دحر الجراد الإرهابى ذلك العدو الغازى الذىكان يتساقط على صيحات الله أكبر وتقهقر إلى حدود إسرائيل وعبر البحر الأحمر فراراً من أبطال مصر الذين شكلوا فرق حربية لمكافحة العدو الغازى الطامع فى ثرواتنا البشرية التى تعيش على أستيراد أكلها حتى الفول " المدمس " يتم أستيراده ، ولا تنتج إلا نصف أحتياجاتها وتعيش على المساعدات الأمريكية " ربنا يخلى ماما أمريكا الكافرة اللعينة " !
وقد صرح مصدر حكومى غير موثوق به أن الحكومة كانت قلقة للأنباء التى وردت إليها عن أحتمال وجود جراد مفخخ قام أعداء الوطن بإعداده لتفجير الموسم الزراعى المصرى بعد أن فشل مخططهم فى تدمير الموسم السياحى فى تفجيرات طابا الأخيرة ، وكانت الحكومة على أعصابها الورقية ترتعش خوفاً من صحة هذه الأنباء التى ثبت بعد ذلك أنها لا أساس لها من الصحة أو العافية ، وصاحوا جميعاً صيحة واحدة قائلين : ربنا لطف والحمد لله !
ويبدو والعلم عند الله أن الحكومة قد قامت سراً بتحنيط آلاف من الجراد ليتم فى المستقبل عرضها فى الذكرى السنوية للإنتصار على غزوة الجراد الإمبريالية الصهيونية التى ستقيمها الدولة عيداً سنوياً تخليداً للعبقرية المصرية الحديثة مش بس الفراعنة إللى كانوا شطار فى التحنيط ، وتنوى الحكومة المصرية الإلكترونية تسويق وتصدير كميات كبيرة من هذا الجراد المحنط الفائض عن الإستهلاك المحلى إلى متاحف العالم لمشاهدة حضارة المصريين فى عصر مبارك بارك الله لنا فيه وفى وزرائه العباقرة إللى شعر رؤسهم أبيض من كتر الحضارة !
ويستعد وزير الزراعة المصرى إلى تضييق الفجوة القمحية عن طريق ترغيب الفلاحين فى زراعة القمح حتى ينتصر على منافسه فى تلك الفترة من السنة وهو محصول البرسيم حيث أن الفلاحين يفضلون زراعة البرسيم لأنه يدر عليهم أرباحاً كبيرة ، لذلك تفكر وزارة الزراعة بجدية فى تصنيع رغيف عيش برسيمى يتناسب وسوق العرض والطلب المصرى والعالمى !
سبعين مليون إنسان مصرى يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر ، ولا نقصد هنا خط الفقر العالمى ، لأننا فى منطقتنا العربية لنا دائماً خصوصيتنا الفقرية ، فالفقر فى مصر له نواحى كثيرة منها وفى المقام الأول فقر العقول الذى يقولون عنه " أصحاب العقول فى راحة " ، ثم فقر السياسات المصرية حيث تظهر آثار فقرها " المعشش زى العنكبوت فى أدمغة وزراء فى سن أجدادى " فى سياسات تموينية فاشلة إلى سياسات زراعية فاشلة إلى سياسات صناعية فاشلة إلى سياسات إعلامية فاشلة .. يعنى آخر فقر والحمد لله على نعمته التى ينعم فيها ليل ونهار !
هانقول إيه بلاش وجع دماغ إحنا تعبين نفسنا ليه على رأى المثل : " العبد فى التفكير والرب فى التدبير " .. قول يارب أو خليها على الله !
2004 / 11 / 23
التعليقات (0)