مواضيع اليوم

الجدل حول قرارات مشاركة المرأة الأخيرة !

عبدالعزيز الرشيد

2011-10-03 11:55:23

0

 

يجب أن نعترف أن الجميع تفاجئ بقرارات خادم الحرمين الشريفين الأخيرة الخاصة بمشاركة المرأة في مجلس الشورى و المجالس البلدية , وهي بحق قرارات جريئة وبتوقيت موفق , فلم تكن ردود الأفعال متباينة لحد بعيد بين الموافق و المعارض , قد يكون لمفعول الصدمة دور ! ولكن على كل حال فالأمر مقبول بشكل ما من الأكثرية , وهذا شيء جيد .


فإذا كنا في عصر تلتمس العيوب فيه لمجتمعنا المحافظ , ويقال عنه : انه قضى على شخصية المرأة , واجتاح حقوقها المادية والأدبية , فهذه القرارات الأخيرة خير دليل على خطاء هذه النظرة القاصرة , وان ما يتبع لدينا من بعض الممارسات المستغربة عند الغير هي من العادات و التقاليد وليست من الإسلام في شيء , مثل عدم قيادتها السيارة مثلا .. فهاهي ألان تدخل المجلس التشريعي الأكبر في الدولة وترشح نفسها وتنتخب في المجالس البلدية .


وعلينا أن نقر إن الثقافة التي آلت إلينا في القرون الأخيرة كانت ضحلة ,لا في مجال المعرفة الدينية وحدها , بل في مجال الأداء الأدبي والعلمي كذلك , وان هذه الثقافة كانت اعجز من تصنع امة تنهض برسالتها , وتفرق بين العادات و التقاليد و ما جاء به ديننا الحنيف , حيث تقوقع رجال العلم الشرعي في تخصصاتهم الدينية لا يمدون أنوفهم وراءها , فلا ينطلقون لعلوم أخرى حياتية , ليكونوا صورة كاملة للإسلام على النحو السلفي الأول , الذي كان للمرأة فيه دور كبير في كل المجالات , من الحروب والقتال , إلي الشورى , والقصص هنا عديدة في مشاورة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لبعض زوجاته في حوادث متفرقة .


وفي هذا السياق يبرز دورين مهمين لفئتين في المجتمع , الأولى هم الدعاة ..فهناك ولله الحمد بالتزامن مع هذا الانفتاح الغير مسبوق صحوة إسلامية يشهدها عالمنا , وهي صحوة إسلامية مشرقة , وإنكار ذلك هو الجحود بعينه , بل هو خيانة , وخدمة للعدو, ولعلنا نطالب المنتسبون لهذه الصحوة , ورموزها أن يكونوا أصحاب أفاق واسعة وعقول ناضجة وثقافة عريضة, فالإسلام دين تبحرت فيه الحضارة , وان ما لم يتم اليوم من المؤكد انه كان سيتم غدا , فعليهم مواكبة كل تحول ومحاولة مباراته بالحكمة و الموعظة الحسنة , ودعم التوجه الجيد منه , والموعظة فيما يحيد عن الطريق السليم باللطف و المحبة الخالصة , فما جاء من القلب دخل القلب , وان يتجنبوا النكسات حتى لا يقدموا ارض الإسلام غنيمة باردة للمتربصين بالإسلام ,وان لا يبدءون العمل من الصفر , غير منتفعين بما حدث لإخوانهم الدعاة والعلماء , في دول شقيقة مرت بنفس الظروف في عصور سابقة قريبة , ففي مصر تجربة , وفي الشام تجربة , وفي العراق تجربة , ولا يقبل في هذا المجال الاعتذار بحسن النية , وإذا كان الجهل بقوانين البشر لا ينجي من الملامة , فان الجهل بسنن القدر أسوى عقبى , فعليهم ترشيد صحوتنا مع المتغيرات الحاصلة حتى تؤتي ثمارها بأمر ربها .


أما الدور الثاني فهو على النساء أنفسهن , فما تم منحه لهن في هذا الوقت هو أشبه بالتمارين الرياضية التي يقبل الإنسان عليها بشغف وقد يصاب بمخيبات أمل , أو حدوث ما لم يكن يتوقع , فعليهن اخذ هذا الأمر كواجب ديني و وطني , وليس كحق كان مسلوبا من قبل ,فتنظيف النفس من أدران النقص , والتسامي بالمجتمع إلي مستوى أنبل هو الحكمة الأهم , والابتعاد عن حمى الرذائل و التطهر من سوء القول والعمل , وعدم خلق الاعداء من فئات معينة من المجتمع , بل إثبات جدارتهن التي هي ألان على المحك , فالكل يتطلع إليهن في الداخل و الخارج , واني والله كلي ثقة إنهن بقدر المسؤولية , فيجب أن تكون لها شخصية مستقلة واضحة الوجة محترمة المسلك , تحارب وتسالم وتقيم وتسافر وفق ضميرها وتفكيرها , متمسكة بتعاليم الدين الحنيف عن قناعة وإيمان لا عن طريق التعود والعادة , غيورة على دينها , وعلى وطنها , هذا ما سيميزها عن غيرها من نساء العالم , فان لم تفعل فستصبح أداة لا فائدة منها , إلا أنها تركت بيتها وحشرت نفسها في هموم كان أجدر أن لا تخوض فيها ,,, والله من وراء القصد

عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات