مواضيع اليوم

الجبهة الشعبية.. والعملية الفدائية الكبرى

حسام الدجني

2010-09-14 10:47:40

0

صباح الأربعاء الموافق 17/10/2001م، كانت فلسطين على موعد مع الحدث الأكبر، وهو إعدام المجرم رحبعام زئيفي صاحب نظرية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم (الترانسفير)، والوزير الصهيوني المتطرف، على يد مجموعة من أبطال كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

تلك العملية التي هزت دولة الاحتلال، وأحدثت زلزالاً ما زالت ارتداداته حاضرة في العقلية الصهيونية، وبالتأكيد سيكتب التاريخ عن هؤلاء الأبطال، وستمثل تفاصيل العملية مدرسة من مدارس المقاومة الفلسطينية، يتعلم منها كل أحرار العالم.

لكن هناك عملية فدائية كبرى تمتلك زمام المبادرة فيها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وربما تفوق في تأثيرها على عملية اغتيال زئيفي، وقد لا تدفع الجبهة الشعبية من تداعيات تلك العملية ما دفعته بعد اغتيالها الوزير الصهيوني، حيث كلفها هذا الاغتيال حينها اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى، واختطاف فيما بعد أمينها العام أحمد سعدات من سجنه الفلسطيني في أريحا، في عملية تثير علامات استفهام حينها.

عملية فدائية من نوع آخر، عملية سياسية بامتياز، ألا وهي انسحاب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبتلك العملية تكون الجبهة الشعبية أنقذت المشروع الوطني الفلسطيني من الضياع، وسحبت أي شرعية سياسية قد ينطلق من خلالها المفاوض الفلسطيني للتفريط بحقوقنا الوطنية الفلسطينية والإسلامية، وتكون مقدمة لانسحاب قوى وطنية حية أخرى مثل الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني، وأعتقد في هذه الحالة سوف تحقق الجبهة الشعبية ما عجز الكثيرون على تحقيقه، وهو بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، لان مثل هكذا خطوة سوف يدفع حركة فتح إلى الانضمام إلى تلك التكتلات الجديدة، وأقصد هنا قيادات وطنية بحركة فتح، وبذلك تتحقق المصالحة تلقائياً، ويتوحد الجميع حول هدف واحد فقط لا غير، ألا وهو تحرير الأرض من دنس الاحتلال.

إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وللأسف الشديد تستفيد من القوى اليسارية من أجل إطغاء شرعية سياسية على قراراتها، ولكن المتتبع لمسار تلك الاجتماعات يجد أن هذه اللجنة لا تتأثر بأي رأي سياسي من أي طرف ممثل باللجنة التنفيذية أو حتى خارجها، وأدلل على ما أقول من خلال اجتماع اللجنة التنفيذية حول قرار الموافقة على الذهاب للمفاوضات المباشرة، وبعد التصويت على القرار رفضت كلا من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني قرار الذهاب إلى المفاوضات، ورغم ذلك صوتت اللجنة التنفيذية مع قرار الذهاب إلى المفاوضات وهذا يؤكد هيمنة حركة فتح على اللجنة التنفيذية.

إن قوى اليسار الفلسطيني أمام اختبار صعب، وأمام قرار تاريخي، ويتمثل هذا القرار بالانسحاب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لأن غير ذلك سوف تتحمل الجبهة الشعبية ومعها قوى اليسار نتائج المفاوضات المباشرة مهما كانت تلك النتائج، واعتقد أن اليسار الفلسطيني في طريقه نحو الانسحاب، وقد يكون امتناع عضو اللجنة التنفيذية عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عن حضور اجتماع اللجنة التنفيذية يوم أمس 8/9/2010م، هو الخطوة الأولى نحو قرار الانسحاب الكامل.

Hossam555@hotmail.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات