عبد الرحيم بوعيدة أستاذ بكلية الحقوق بمراكش وباحث في الشؤون الصحراوية
المغرب يتفاوض مع جبهة البوليساريو في حين يهمل الصحراويين المتواجدين فوق أرض النزاع
إعداد: الزميل سعيد سيداحمد
اعتبر عبد الرحيم بوعيدة أستاذ جامعي بان السؤال عن تقوية الجبهة الداخلية يأتي متأخرا لأن قضية تقوية هذه الجبهة في الصحراء سؤال طرحوه منذ مدة طويلة لأنهم يؤمنون بأن النزاع في الصحراء ذو شقين شق دولي يتم التفاوض عليه بين المغرب و جبهة البوليساريو و شق داخلي يتبنى أطروحات مختلفة السؤال المحوري في هذا المقام هو مع من تقف الجبهة الداخلية في الصحراء ؟ هل مع المغرب أو مع جبهة البوليساريو؟ هذا السؤال يحيلنا على تساؤل آخر هو أن المغرب يتفاوض أولا مع جبهة البوليساريو و يعتبرها بهذا التفاوض ممثلا شرعيا لجميع الصحراويين و يقدم لها خياره المسمى بالحكم الذاتي في حين يهمل الصحراويين المتواجدين فوق أرض النزاع نفسها و يدفعهم إلى الإحساس بالإقصاء و التهميش من هذه المبادرات فحتى الجهوية المتقدمة أو المتأخرة لم يستطع المغرب إلى الآن تفعيلها على أرض الواقع .
و أظن على أن الحديث عن تقوية هذه الجبهة يجب الفصل فيه بين مرحلتين ما قبل اكديم إزيك و ما بعده لأن هذه الجبهة الداخلية عرفت تصدعا كبيرا و انشقاقا على مستوى مواقفها من المغرب حيث كانت أحداث اكديم إزيك بمثابة شعرة معاوية التي تم قطعها في هذه العلاقة لأسباب منها :
أولا : من كان المسؤول عن هذه الأحداث و كيف إلى الآن لم يحاسب هؤلاء المسؤولون
ثانيا : الإعتقالات العشوائية التي طالت كل الصحراويين بما فيهم لجنة الحوار التي كانت تجالس يوميا وزير الداخلية
ثالثا : الهجوم على منازل الصحراويين من طرف أبناء الشمال و حمل الشعارات و الرايات المغربية و كأن الأمر يتعلق بغزاة و ليس بمواطنين
رابعا : موقف الإعلام المغربي الموحد ضد الصحراويين و شحن الرأي العام المغربي ضدهم
واعتبر أن هذه كلها أخطاء جعلت الجبهة الداخلية في الصحراء تشك في نوايا المغرب نفسه من خلال تصرف مسؤوليه داخل الإقليم مما يجعلنا نجزم على أن هناك شرخ الآن في هذه العلاقة زادته أحداث الداخلة الأخيرة تأزما و تصريح كاتب الدولة في الخارجية إذا تبت فعلا صحته فإن الأمر يستدعي في هذه الحالة مساءلة الوزير بل و رفع دعوى قضائية أمام المحكمة لرد الإعتبار لكرامة الصحراويين التي أصبحت في مهب الريح .
واضاف بانه لا توجد وصفة سحرية لتوحيد هذه الجبهة، السؤال هو لماذا لم يستطع المغرب منذ خمس و ثلاثين سنة كسب الرهان في هذه المناطق ؟الجواب واضح هناك خلل في كيفية تدبير هذه العلاقة و في كيفية أيضا فهم إشكالية التعاطي مع عقلية الصحراويين،هناك حديث كثير عن أشكال التنمية في هذه المناطق و عن مئات الملايين التي أُنفقت، السؤال البديهي و الذي يجب أن لا نكذب فيه على المغاربة إذا كان الأمر كذلك لماذا خرج اكديم إزيك و لماذا يعتصم الآن أكثر من خمسمائة صحراوي حاملين لدبلومات جامعية في شارع مكة مطالبين بحقهم في الشغل إذا كيف نتحدث عن تقوية جبهة داخلية لا تمتلك آليات الإدماج و لا ترى أي أفق مع الدولة المغربية التي تعتبرها وطنا لكنه وطن إنصب اهتمامه على الأرض أكثر من الإنسان و في الوقت ذاته قوى فئة قليلة من الأعيان و المحسوبين عليه و جعلهم أثرياء على حساب مأساة الصحراويين في الداخل و الخارج هذه الفئة هي التي على المغرب أن يعول عليها لأنه تعامل معها لمدة خمس و ثلاثين سنة و أقصى باقي مكونات المجتمع الصحراوي، السؤال المهم ما هو موقع الشباب الصحراوي الجامعي و موقفه من قضية الصحراء و ولاءه لمن في هذه القضية ؟ كيف يمكن إستيعابه و هو مهمش و معطل و مقصي من أية مقاربة؟أيضا هناك مفارقة غريبة الجبهة تمثل الصحراويين في التفاوض مع المغرب فهل يسري هذا التمثيل علينا جميعا لأن الجبهة الداخلية في الصحراء لا تمثيلية لها،الكوركاس مجمد و فاشل و يبدوا أن هناك صعوبة لدى الجهات العليا في إخراج نسخة جديدة من هذا المجلس لأن جلالة الملك تحدث عنه في خطابين و إلى الآن خرجت كل المجالس إلى الوجود إلا مجلس الصحراء مما جعل هناك فراغا يجعل سؤال تقوية الجبهة الداخلية سؤالا يظل مطروحا على الدولة المغربية نفسها و على إعلامها المكتوب و المرئي الذين يخلقون كل مرة حدثا يقسم ظهر هذه الجبهة.و على العموم الحل موجود يجب فقط البحث عنه بين ثنايا السطور و في العديد من الرؤى و التوجهات العلمية التي تزخر بها الصحراء و لا يستدعيها أي أحد لأن المغرب تعود فقط على سماع أصوات الإنفصال و التعامل معها و أهمل أصوات الوحدة التي أصبحت خافتة لأنها إستوعبت أن الوحدة ليس الخيار الأمثل في هذه الظروف التي تمر منها قضية الصحراء حيث أن الإمتيازات و سياسة التفضيل تكون دائما للإنفصال و هذا خطأ قاتل سيحول مستقبلا كل الصحراويين إلى انفصاليين حتى الموجدين خارج مناطق النزاع.
كلميم: سعيد سيداحمد
التعليقات (0)