مواضيع اليوم

الجباية على الحرب

مراد الثابتي

2009-01-14 11:57:25

0

يعيش التونسي اليوم مثل غيره من العرب واصدقائه من الغرب جملة من المشاعر والمواقف التي ﻻ يحسد عليها أحد سوى الراعي بأغنام أجنبية ﻻ شرقية وﻻ غربية
من غزة الى غزة ومن غرة الشهر القمري الى غرة شهر اخر واجتماع يجر اخر وﻻ ندري إن كانت اﻻجتماعات فعلا تصلح لوصف الدواء لجراحات العربي اليومية ام اننا نحتاج الى جرعات اخرى لنتوقف عند اﻷسئلة...؟
ان الحضارة التي علمتنا ان نكتب التاريخ بالدم والشعر ليست حضارة عبثية تنتهي بمجرد البقاء خارج الحياة او الموت في ثنايا الصمت وانما هي حضارة حق وفاعلة في مجريات التاريخ البشري وصانعة للقرار وللحياة وهي مثل غيرها من الحضارات قامت على الدم والكتب والشعر والفن والعلوم ولست انكر هنا تاريخ الغزوات والفتوحات اﻻسلامية والتدين المفرط للجهاد في سبيل الله والفتح اﻻسلامي الذي تم باراقة الدماء والبشر والنصر على اﻻعداء
وهذا امر موثق في التاريخ اﻻنساني وليس عيبا مادام الفرح والفرج آت لتغيير الحياة البشرية على ايقاع التبدلات والصراعات وهو امر ازلي قائم الى يوم يبعثون..
اني ههنا ﻻ ابرر العدوان وﻻ خوف الغزاة من المقاومين ومن عيونهم التي تقتل العدو في صمته ولكن على يقين من انني ادافع عن الجرح العربي بمزيد الكتابة عن اهمية الموت في مجابهة الموت اﻷبدي وإراقة الدم ﻷن الدم يكتب به التاريخ وهؤلاء الجرحي والشهداء عندنا هم أحياء كما جاء في القرآن أي أن الموت في أشكاله المتعددة هو شهادة على اراقة ماء الوجه والدم والجسد في سبيل معنى وفي سبيل قصيدة سيحفظها اﻵخرين ليغنوها في المدارس والكتب.
ليس كتابة الحرب بأمر سهل وإنما الكتابة على الحرب ووصف الغزاة حينما يخافون من اﻻغنيات كماقال الشاعر الكبير محمود درويش هو اجدر بالكتابة واﻻهتمام وليس عدوك من يقتلك ولكن عدوك من يكتب لك الخريطة ليقول لك هنا انت وهن تموت وهنا تحيا من جديد مثلما اريد وقت ما اريد
فالحرب جباية للنفس من الصدأ والشهادة جباية على النفس من السكون في السرير والحرب يجب ان تكون متوازنة الهدف ﻷنها ستقضي على اﻷخضر من مشاعر الناس وعلى اليابس من مشاعر القادة ﻷنهم أناس ليس مثلهم!! فالمعنى من الحرب هو الدم والدم الذي اعنيه قد يساوي حقول النفط التي عندنا وقد يتجاوزها الى ما بعد ذلك.. وقد يساوي معنى الحرب حجم الضمير العربي الجائر بين مطرقة التكفير وسندان التفكير في كيفية اعلان الكفر على ذاته وعلى الواقع وعلى مستقبل أمة بدأت تضحك منها اﻷمم إن لم أقل مات من الضحك على ذقون اهلها
ان الجباية على الحرب هي طلب الشهادة في منظورنا لمقاومة العدو [ ومااكثرهم في حياة العربي] واختصار الوقت من الوقت لرسم حدود معينة للقضاء على التعتيم النهاري ﻷسئلة الليل وتجاوز صفة النسيان والتمكن من ناصية الحياة  نحو المستقبل فليس العدو واحدا وليس العدو عدوا ﻷنه صديق قديم ولكن مايعني الحرب ليس بالضرورة البقاء في متاهة النسيان وانما يعني التريث لكسب الوقت ومعرفة اﻻخر والتجذر في الحياة للقضاء على اشرار النفس والمارقين الذين غدروا بنا وقتلونا ولم يقتلنا عدونا
الم اقل إن الجباية على الحرب هي إعلان الطوارىء على من تواطأ علينا وقتل فينا النفس والنفيس وطلب الحياة



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !