تاريخ النشر: الثلاثاء 15/3/2011م الساعة 23:59م
تعيش الجامعة العربية حالياً واقعاً عربياً مريراً بعد الثورات الفيسبوكية التي اجتاحت العالم العربي دون أن تحرك الجامعة ساكناً، بل هي في حالة موت سريري عند شعوبها العربية التي لا تعبر عن آرائه الفكرية، فأصبحت عبارة عن تجمع رئاسي ووزاري لطرح قضايا عربية يغلب عليها الطابع الإعلامي دون تنفيذ شيء، ابتداء من الإحتلال الصهيوني لفلسطين ونهاية للأحداث الجارية على المسرح العربي.خاضت الجامعة العربية نكسات كبيرة في فرض واقع الجامعة العربية على المشكلات والقضايا العربية ، فإن الإخفاقات التي واجهت الجامعة العربية تفوق حجم انجازاتها التي لا تذكر لحل القضايا الخلافية العربية فقد كانت أحياناً مسرحاً لمزيد من تعميق الخلافات العربية العربية فلا تخلو قمة عربية من تغيب رؤساء لدول عربية بحجة وعكة صحية أو حضور رئيس دولة آخر أو إرسال مبعوث رئاسي.
العديد من القمم العربية عقدت من أجل حل مشاكل عربية ولم تستطيع الجامعة فعل شي ، فلقد واجهت السودان تقسيماً أمريكيا بفعل فرض الديمقراطية الأمريكية وضعف الإستراتيجية العربية ، ولقد احتلت العراق بمساعدة ودعم عربي لتحرير دولة عربية من وجهة نظر العرب، ولتقسيم العراق واستغلال ثرواته من وجهة نظر غربية، لقد احتلت فلسطين ولم تحرك اتفاقية الدفاع المشترك ساكناً وقسمت فلسطين وانقسمت من الداخل بين فتح وحماس ، ولم تنجح القمم العربية بشي تجاهها بل زادت الهوة بينهما لحف هذا وذاك، ضربت سوريا دمرت لبنان وقسمت الصومال فاكتفت الجامعة بالصمت والشجب والاستنكار والدعم المالي وتقديم المساعدات ، والآن ثورة تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين والجزائر ماذا ستفعل جامعة الدول العربية تجاه الثورات الفيسبوكية؟!
تحركت اليوم الجامعة العربية لتخرج من غفوتها العربية لتجد منادياً لها بسان عربي ودعم أممي هادف بالتحرك تجاه الثورة في ليبيا، عندما طالبت لبنان باعتبارها عضو في مجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة من أجل دراسة فرض حضر جوي على ليبيا حيث قال جاي كارني الناطق بإسم البيت الأبيض نرحب بهذا التقدم المهم للجامعة العربية الذي يعزز الضغط الدولي على القذافي ودعم الشعب الليبي، كما رحب البيت الأبيض سابقاً باتفاق الجامعة العربية على دعوة الأمم المتحدة إلى فرض حظر جوي على الطيران الليبي لحماية المدنيين.
أين أنت يا جامعة الدول من فرض حظر جوي على الطيران الإسرائيلي لحماية الشعب الفلسطيني، وأين هو دور البيت الأبيض الذي يرحب بدور جامعة الدول العربية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة للشعب الفلسطيني، إذا كان الشعب الليبي يتعرض لغارات جوية من قبل النظام الليبي، فتذكري يا جامعة الدول أن الشعب الفلسطيني يتعرض لويلات القصف والتدمير والقتل والتعذيب والأسر من الكيان الصهيوني الغاصب للشعب الفلسطيني الجزء الذي لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية، أنسيت حرب غزة وحجم الدمار والشهداء ألم تحرك مشاهد القصف والتدمير على الهواء مباشرة مجلس الأمن لحماية الشعب الفلسطيني، ما دوركم مساعدات شجب استنكار دواء مال، وما هو دور ملس الأمن وقف أشكال العنف!!!!!!!.
إن الولايات المتحدة ستواصل جهودها للضغط على القذافي، ودعم المعارضة الليبية والاستعداد لكل احتمال، بالتنسيق الوثيق مع شركائها الدوليين، فأين هي يا جامعة الدول من الضغط على إسرائيل ودعم الفلسطينيين أنسيتم الفيتو الأمريكي من عام 48 حتى هذه اللحظة إنها المصلحة الأمريكية برؤية عربية في العالم العربية وبرعاية الجامعة العربية.
إن وزراء الخارجية العرب يطالبون في اجتماعهم في القاهرة على دعوة مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته بفرض حظر جوى على الأجواء الليبية لحماية الشعب الليبي. وعارض القرار التوافقي كل من سوريا والجزائر واليمن والسودان.
أين دور وزراء الخارجية العرب من القضية الفلسطينية لتحمل مجلس الأمن مسؤولياته بفرض حظر جوي على الطيران الإسرائيلي لحماية الشعب الفلسطيني، هل العين العربية على مصالح أمريكا أهم من القضية الفلسطينية، هل ستتخاذل أمريكا وحلفائها بدعم المعارضة الليبية، أم أن تبادل الأدوار حل لخروج الجامعة من غفوتها الإعلامية؟!
القضية الفلسطينية أصبحت هامشاً على اهتمام مجلس الأمن في ظل الإنتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني ، يبدوا أن صم الآذان من مجلس الأمن جعل من الجامعة العربية أداة لينة في الإستجابة لمطالب مجلس الأمن عبر أعضائها العرب بالتدخل السافر وبدعم عربي في الدول العربية مستغلة الخوف على الشعوب العربية من انتهاك حرياتهم الإنسانية في حين أن الشعب الفلسطيني أهينت حريته وتم قمعه دون وجود أدني دور لتحرك دولي بناء لرغبة عربية كما هي الآن للشعب الليبي.
التعليقات (0)