في الحقيقة أصبت بشيئ من اليأس والقنوط بعدما سمعت تلك الأخبار والتحليلات السياسية ولا أدري أما سمعته حقيقة أم أنه مجرد هراء وغثاء عربي مستحكم ومتأصل في أروقة الجامعة العربية التي توقعنا في يوم من الأيام أنها ستستفيق من نومة أهل الكهف ... هل مازال الشعب في سوريا الكرامة والحرية والإباء يراهنون على الجامعة العربية؟ لا هذا غير صحيح هم فقدوا الأمل بالعربان بمجملهم ... ويلكم إخوانكم يقتلون وتسفح دماؤهم على الطرقات وتحت المجنزرات ويذبحونهم ذبح الخرفان وأنتم مازلتم كما أنتم تقيمون مآدب الغداء والعشاء وتبتسمون أمام الكاميرات وتستبيحون العزاء وربما تتقبلون العزاء بهم وأنتم من أنتم؟ سوى حفنة من الذين يشاركون النظام السوري في مجزرة من مجازر القرن الواحد والعشرين.
زوجتي عندما أخبرتها ما حصل وما يحصل ردت عليَّ بعفوية بالغة ولما لا تقوم شعوب الجامعة العربية بالتظاهر كلٌ في بلده؟
أخذت أفكر بما قالته لي وأتساءل بيني وبين نفسي إن لم تتظاهر هذه الشعوب فهل تعتبر هي شريكة فيما يقع من ظلم على إخوة لنا في سوريا قلب العروبة النابض ليس بنظامها وإنما بشعبها.
تخاذل النظام العربي القائم حالياً والمتمثل بالجامعة العربية لهو شيء يدعو للسخرية حقاً، ولكن منذ متى نحن نتوقع منهم شيء؟ منذ موت عبدالناصر وربما قبله لم تتخذ الجامعة العربية قراراً مصيرياً واحداً وقامت بتنفيذه، وكان لديها فرصة لتحسين الصورة أمام الشعوب العربية المقهورة حالياً لكنهم للأسف عادوا للتخاذل، ماذا جرى ألم يكونوا منذ بضعة أيام يقفون بالمرصاد للنظام السوري مهددين ومتوعدين بالويل والثبور وعظائم الأمور؟ ما الذي تغير؟ أكاد أشك في ن كل العرب ... بلا إستثناء قد أجعوا على وأد الثورة في سوريا ولكن هل يستطيعون؟ نعم يستطيعون إن لم تقم الشعوب العربية بنصرة إخوتهم في سوريا كل بما يستطيع فهي رسالة واحدة لشعب واحد ... ألسنا أمة عربية واحدة؟
التعليقات (0)