الجامعات المصرية ظلت طوال تاريخها حبيسة وسجينة خلف الاسوار بسبب غياب الحريات تماما داخل الجامعة ومصادرة الافكار والابداع فترة طويلة من الزمن خاصة خلال السبعينات وتغلغل الشيوعيون والاسلاميين داخل الجامعة حيث حول السادات الجامعات الى ساحة للصراع الفكرى والايديولوجى بين التيارات السياسية وذلك من اجل ضرب الحركة الشيوعية القائمة بالفعل انذاك وهكذا اصبحت الجامعات المصرية سجن للحريات خاصة فى الفترة الحالية فى ظل تنامى الاصولية والصحوة الاسلامية الجديدة داخل الجامعات ومحاولة الاسلاميين فى مصر استقطاب الشباب وتجنيدهمللدعوة الى التيار الاسلامى الاصولى الذى يعد المنبع الرئيسى للارهاب والتطرف الفكرى وبالطبع ذلك يعود الى سياسة الدولة التى تحظر ممارسة العمل السياسى داخل الجامعة والسيطرة المطلقة على التعليم الجامعى من خلال العناصر الامنية التى تحكم الجامعات المصرية وتصادر كافة النشاطات الطلابية ليصل الامر الى السيطرة التامة على الاتحادات الطلابيةومنع الطلاب من الحتجاج والتظاهر داخل الجامعة رغم توقيع مصر على اتفاقيات دولية تضمن حرية التظاهرؤ والاحتجاج والتعبير عن الاراء ومنها العهد الدولى للحقوق المدنية والدستورية الا ان هذا النظام الفاشى يضرب بكل التفاقيات الدولية عرض الحائط لحماية نفسه من تنامى حركة طلابية ناشطة داخل الجامعات وهذه السياسة الامنية الفاشلة للنظام المصرى ادت الى نتائج عكسية وهى تغلغل التيارات الاسلامية السنية المتشددة داخل الجامعة وسيطرتها على كثير من النشاطات اضافة لتكوين خلايا اسلامية بين الطلاب تتبنى نظرية الاصولية الاسلامية وللاسف نجحت بالفعل فى استقطاب الاف الطلاب من بين كافة الجامعات المصرية للانضمام الى التيار الاصولى نظرا للاحساس الكبير بالظلم والبيروقراطية داخل هذه الجامعات حتى ان هناك عدد كبير من المنظمات الاجنبية الموجودة فى مصرنجحت ايضا فى اختراق الجامعات تحت مسميات تطوير التعليم الجامعى وهذه المنظمات تعد واجهة للاستخبارات الامريكية والغربية التى تعمل داخل الجامعات الاقليمية لتقوم بدراسة التجاهات الاسلامية على طلاب الجامعات والمد الاصولى للحركة الاسلامية الذى يهدد امن الغرب والولايات المتحدة اى ان الجامعات الان اصبحت مخترقة بالفعل من جانب الاسلاميين والمخابرات الامريكية اما الدولة فتقف عاجزة تماما عن مواجهة المد الاسلامى السلفى بسبب التضييق من جانبها على الحريات والحركة الطلابية اضافة الى النتهاكات المستمرة للحرس الجامعى وذلك ايضا ادى الى تاسيس وظهور ميليشيات عسكرية اسلامية بين الطلاب خاصة بجامعات القاهرة والمنصورة والفيوم وتنامى التيار الاسلامى المتشدد داخل الجامعات الاقليمية فى الصعيد مثل تيار انصار الدعوة وانصار التيار الاسلامىبقنا وسوهاج الذى يسيطر بالفعل على جامعة جنوب الوادى منذ فترة طويلة اضافة الى العناصر الاخوانية بالجامعة التى تدعو بدورها الى النضمام الى تنظيم الخوان داخل الجامعات وهو اكبر تنظيم مخطط ببراعة داخل الجامعات المصرية الهدف منه محاولة استقطاب اكبر عدد ممكن من الطلاب وتاسيس قاعة اخوانية قوية بين شباب الجامعات خاصة بجامعات الازهر وجامعات القاليم خاصة اسيوط وسوهاج وهى تنظيمات موجودة منذ الثمانينات تتغلغل بين الطلاب من خلال ادارة عملية غسيل مخ منظمة بينهم وجذبهم لتيار الاسلاميين اما المسئولين عن التعليم الجامعى فى مصر فاعلنوا فشلهم الواضح والصريح فى مواجهة التغلغل الاسلامى وكل ما فعله وزير البحث العلمى هو اجراء منع النقاب بالجامعةمما زاد من حملة الغضب ضد الوزارة الفاشلة بدلا من البحث عن حلول اكثر عقلانية لمواجهة الثورة الاسلامية القادمة من داخل الجامعات وهذه الحلول تعتمد على اتاحة الفرص للتيارات العقلانية المستنيرة للعمل والتواجحد الميدانى بالجامعة لمواجهة راديكالية اسلالمية اسوا بكثير من النظام الحاكم ولابد من الوقف الفور للتدخلات الامنية بالجامعات لتعود الجامعات كم كانت فى الماضى منبرا للتنوير هذا اذا ما اراد النظام المصرى الاخذ بهذا التوجه اما السياسات الحالية فتؤدى الى زيادة الغضب والاحتقانضد السلطة ونجاح الاسلاميين فى السيطرة على الجامعات وانشطتها وتشكيل تنظيم قاعدة طلابى داخل الجامعات لتنفيذ عمليات ارهابية وانتحارية داخل الاراضى المصرية فى المستقبلفى ظل التواصل الحقيقى بين انصار التيارات الاسلامية من الشباب والتنتظيمات الاسلامية الخارجية التى نفذت عمليات ضد مصر مئات المرات ولقد حان الوقت لتحرير الجامعات من قبضة السلطة والاسلاميين معا لان الثنين اسوا من بعضهما فتيار يدعو للرجعية والتخلف والعودة الى الماضى البعيد وتيار يمارس القمع والتعذيب والضطهاد
التعليقات (0)