القذّافي الثّائر السّابق والجماهيري بدون جمهور لايمكن الوثوق به أبدا ووضعيته الحالية بين شعبين قاما على جبروت الحكم يجبره على التّحرّك المضاد وما تقوله الأخبار الشّعبية عن دفعه وتمويله لمجموعة مكثّفة من الشّباب التّونسي للحرق نحو إيطاليا وطلب اللجوء السّياسي على خلفية فوضى عارمة وإرهاب منظّم يمكن تصديقه إذا ربطناه بالإجراءاته الأخيرة تجاه التّونسيين الزّائرين لليبيا سواء للعمل أو التّسوّق المخالفة لما سبق أن أعلنه أيّام الإنتفاضة من تسهيلات لكلّ القادمين والذي أكدّ خلال اللقاء التلفزيوني لقناة نسمة أنّها لصالح المواطن التّونسي وليس دعما لبن علي.
القذّافي يريد أن يوهم في المقام الأوّل شعب ليبيا بأنّ ماحصل في تونس لم يكن سوى تطاول على الشّرعية والإستقرار وفي المقام الثّاني تطوّع داعما لرجال بن علي مشوّها صورة الثّورة والأرجح أنّه يقوم بذلك حسب مخطّط مشترك وإتّفاق مع الغنّوشي وبقايا التّجمّع والطّرابلسية في محاولة لردّ الإعتبار لسلطة قمعية شقيقة لسلطته ولقاحا قد يمكّنه من تخدير المعارضين لجماهيريته بعض الوقت.
الملفت للنّظر أنّ السّلطات التّونسية الحالية الخارجة عن الشّرعية الشّعبية لم تحرّك ساكنا ولم تحاول التّحقيق عن خلفيات ماحدث مع الشّباب المهاجر ولم تتفوّه بأيّ ردّ على الإتّهامات الشّعبية لليبيا ممّا يرجّح تواطئها فهي كما القذّافي لامجال للتّعامل معها بحسن النّيّة.
التعليقات (0)