مواضيع اليوم

الثياب الانثوية ( الداخلية ) .....؟؟؟؟

روح البدر

2009-10-31 09:07:02

0

 الثياب الانثوية ( الداخلية ) .....؟؟؟؟
تبدو الثياب الداخلية النسائية في واجهات محال الالبسة نساء افتراضيات. فهي، أي الثياب، لا تهدف الى الترويج لنفسها أو لماركة معينة بقدر ما تسعى الى تحفيز المشاعر الجنسية عند الناس الذين ينظرون اليها.

وفي هذا المعنى تكون السلعة موجهة الى المتفرج الحيادي بقدر ما تكون موجهة الى الزبون. واستكمالا لعملية التحفيز تعرض المحال بضاعتها بطريقة تلفت الانظار، وقد يعمد البعض منها الى وضع "مانوكان" متحركة لتقنع المارة بواقعية المشهد حيث تظهر الثياب اثناء الحركة من كل الزوايا. وغالبا ما يتم العرض بطريقة توحي ان السعر الاغلى ليس للنوعية بل لدرجة فضائحيتها ونسبة اثارتها. فالثياب الداخلية مثلما هو معروف "اختراع حديث مرتبط بحياة جنسية انثوية منفصلة ومرتبطة في آن واحد بالحياة الجنسية الذكورية". انه اختراع ذو اهمية كبيرة، بما انه يتبع التطور الاجتماعي للبشر.

هذه الجمالية الجديدة يراها المؤرخون في الموضة من منظور نشوء نوع جديد في الجنس بعد عام 1920، حين تحول الجنس مشهدا لم يعد الجسد محوره فقط، اذ صارت العناصر الخارجية جزءا حميما فاعلا في وظيفة هذا الجسد. ولعل فارقا بين طريقتي عرض البياضات والثياب الداخلية يوضح هذه النظرية القابلة للجدل، فما يميز الثياب الداخلية عن البياضات هو ان الاولى تؤدي دورا اباحيا، والاباحية في مفهوم الغربيين، ترتبط بالانتهاك والمخالفة، ويلزمنا دائما حدود معينة للوصول الى اللذة. انها الخطة الكلاسيكية التي تقتضي "الاخفاء للاظهار اكثر".
على الضفة المقابلة
يتبين ان للثياب الداخلية وظيفة جنسية، عكس حزام العفة - نموذج الثياب الداخلية المضاد - الذي كان شائعا ايام الرومان. فهذه الثياب لا تسعى الى اخفاء الاعضاء "المحرمة" في الجسد بقدر ما تدلّ عليها. وتَعرّضُ هذه الثياب الى التغير والتبدل عبر العصور يؤكد هذه النظرة، ابتداء من المشد، الى "الوندربرا" مرورا في فترة التحرر عندما اختفت الثياب الداخلية في العشرينات ثم "سنوات الجوارب". وهي نظرة يحكمها التطور الاخلاقي والاجتماعي للشعوب، وتلعب المفاهيم الثقافية دوراً بارزا في تحديد الغاية من استعمالها.

يعتقد المؤرخون ان هذه الملابس موجودة منذ زمن بعيد، والدليل على ذلك، الفسيفساء في الفيلات الصقلية في القرنين الثالث والرابع مثل رسومات فيلا بيازا ارميرينا، حيث نرى فتيات يرتدين ما يشبه رافعة النهدين الحديثة. من جهة اخرى، كانت الرومانيات يضغطن نهودهن كي تصير شبقة بواسطة اشرطة تسمى "فاسيا" او شال يدعى "ستروفيوم"، اما في القرنين السادس عشر والسابع عشر فقد ارتدت الانيقات الغربيات مجموعة من التنانير المنفوخة بواسطة اشرطة كانت النساء يتزنرن بها تحت التنورة لنفخها. هذا النوع الذين نشأ في اسبانيا وانتقل الى فرنسا اطلق عليه اسم "حارس الفضيلة" لأنه يمنع الرجل من الوصول بسرعة الى المرأة. وفي هذه الحال تكون الثياب الداخلية ذات وظيفة اخلاقية بعيدا عن مفهوم الجمال والاغواء. وفي القرن الثامن عشر، اي في عصر الاريستوقراطية، سادت المظاهر الشكلية فكانت الثياب الداخلية كناية عن تراكم ملابس داخلية من دون ارتداء المرأة ملابس داخلية حقيقية. وفي القرن التاسع عشر تغيرت المفاهيم وصارت المرأة وهي الام والوالدة التي تلد الاطفال وتهتم بالمنزل. ثم عمل المجتمع البورجوازي على حصر جسم المرأة في مشدّ مؤلم يجعل خصرها نحيلا ومنحوتا، تماما كما يريدها الرجال: خاضعة، لينة اي اداة للمتعة فقط، وقد انصاعت النساء لهذه الجمالية ذلك ان الانسان محكوم بنظرة الآخرين اليه ابتداء بالاكل والملبس وانتهاء بطريقة التفكير. يقول تولستوي في روايته "انا كارنينا": "لا يختار ستيفان اركاديفيتش تصرفاته او آراءه، كلا، بل انها تأتي اليه على هواها، مثلما هو الامر بالنسبة الى طراز قبعاته او معاطفه. هو يختار اشياء شبيهة بما يرتديه الناس". والامر نفسه يقدمه توماس مان مثلما يراه ميلان كونديرا في كتابه "خيانة الوصايا": "نحن نفكر بأننا نفكر، لكنه الآخر او الآخرون الذين يفكرون او يفعلون في دواخلنا... حتى المعاناة، التي تبدو كرد فعل لاارادي، هي في حقيقة الامر تقليد واستمرار".

في رأي كوكو شانيل ان "الموضة هي كل ما تبطل موضته". لهذا شهدت الحرب العالمية الاولى تغييرات عدة عندما قررت النساء المشاركة في الحرب كممرضات. فاصبحن رياضيات نشيطات، وعدن الى طبيعتهن، مع اختفاء الملابس الداخلية في صورة شبه تامة. من هنا فان عمل المرأة كان على الدوام يتحكم في ثيابها، تماما مثلما تختلف ثياب المُدرِّسة عن عاملة المقهى، ومثلما تختلف ثياب السهرات عن ثياب التنزه. بعد الحرب العالمية الاولى عادت الملابس الداخلية لتختفي من جديد في الستينات، فترة الثورة الجنسية. لذلك فان تدخين الماريجوانا وارتداء الجينز ترافقا مع رفض الحرب

الاميركية - الفيتنامية اثناء التظاهرات التي قام بها الطلاب في الولايات المتحدة الاميركية. مما يعني ان الملابس كانت على الدوام تعبيرا شكليا عن طريقة التفكير ومفاهيم المجتمع. اما اليوم فقد عادت هذه الثياب بشكل مزدهر.
الشيطان في الثنايا
عندما ظهر المشد في العصور الوسطى تعرض لحملة عنيفة على ايدي خطباء الكنيسة، اذ اعتبروا ان النساء "يلبسن الشيطان في ثنايا اردافهن" (عفيف عثمان - الملحق - العدد 433). هكذا، تدل معارضة رجال الدين في مسألة تتعلق بالثياب، على مفهوم اخلاقي ينطلق من ثقافة كانت سائدة في عصر ما. هذا المعنى الجنسي للثياب الداخلية يدلل عليه مخرجو الافلام الاباحية في لعبة "الاخفاء للاظهار اكثر" التي اشرنا اليها. ويؤدي هذا الاسلوب دورا مخصّبا لمخيلة المشاهد الذي يثيره الجسد قبل التعري اكثر من فعل الجنس نفسه. فبعد ان تخلع المرأة ثيابها، في هذه الافلام، وبعد ان تبدأ بالعملية الجنسية تتراجع الشهوة عند المشاهد لتتجدد في مشهد آخر يبدأ بالايروتيك وينتهي بالبورنوغرافيا. ومع شيوع عادة ارتداء الجوارب في عام 1970 التي ارتبطت عضويا بالحرية والمساواة بالرجل صارت هذه الجوارب اداة اخرى للاثارة، اذ درجت العادة ان تخلع المرأة جواربها ببطء، فيكون المشهد اكثر اثارة من سقوط ورقة التوت نفسها. والامر عينه ينطبق على حمّالات الجوارب التي اخترعها فريول دوديو عام 1903 واشتهرت عام 1930
بين التعري والتلميح
هناك مثلان يمكن تقديمهما نموذجا للفرق بين التعري والتلميح واثرهما على المشاهد. الاول بدائي يتعلق بالقبائل التي ما زالت نساؤها حتى اليوم يكشفن عن صدورهن واحيانا عن عوراتهن. في هذه الحال، لا يغدو الصدر اكثر من كونه جزءا كباقي اجزاء الجسم، اي كالوجه او اليد او القدم. اذ يخرج هذا العضو عن كونه "تابو" لأن ليس هناك ما يستدعي ستره ويتمّ التعاطي معه على انه مكشوف وفي متناول اعين الجميع. والمثل الثاني حديث وهو يحاول اقامة مقارنة بين شواطئ العراة والشواطئ العادية. ففي شواطئ العراة يصير حضور الجسد مثل عدة السباحة (منشفة، زجاجة زيت، نظارة شمسية...) بينما في الشواطئ العادية حيث "المايوهات" التي اعدت باتقان للاثارة تزداد نسبة الحماسة عند الموجودين ليس فقط لأن "المحجوب مرغوب" بل لأن المايوه رديف الثوب الداخلي ينشط مخيلة الناظر وكأن اللذة في رأس الانسان لا في اعضائه التناسلية

ثياب لـ "الليالي الحمراء"
تؤدي الثياب الداخلية المعدة للعروس (جهاز العروس) الوظيفة نفسها. فهذه الثياب تختلف عن ثياب المرأة العادية او العذراء في كونها اكثر اثارة. فهي اما ثياب شفافة واما مثقوبة ثقوباً متجاورة، ويكون اللون فيها متمما لدور الشكل. فالاحمر يرمز الى العنف في الجنس او "البغاء" ومنه شيوع "الليالي الحمراء". كما يعدّ الاسود لونا لافتا بأناقته، في حين ان "اللون الابيض حيادي" (بلال خبيز في "ان الجسد خطيئة وخلاص"). اما الثياب الداخلية السفلى (الكيلوت) خصوصا نوع "جي - سترينك" فانه لا يخفي المؤخرة بقدر ما يبرزها. بل على العكس، فان فلقتي المؤخرة تخفيان الخيط الرفيع لـ"الكيلوت". وكأن الثوب الداخلي في هذه الحال، هو العورة وليس العضو. وفي هذا الاحتيال على العري دعاية للاماكن المحرمة كأن تضع نقطة سوداء في صفحة بيضاء للاشارة الى شدة بياضها. الشيء نفسه يشبه الفتحة الطويلة في التنورة وكأن المقصود بذلك التدليل على الفخذ المغري من خلال الفتحة اكثر من الثوب. والثوب هنا يكون جزءا من جمالية الجسد، الذي من دون هذه الفتحة يفقد الثوب ايقاعه البصري ودلالاته الترميز
توأم العري
يلاحظ المتابع لمحطة FASHION المختصة بالازياء تفنن مخيلة مصممي ومصممات الازياء في ابتكار ثياب داخلية نسائية تتسابق على ابراز الجسد وفق جمالية عالمية ساهمت الدعاية في الاجماع عليها. وذلك من خلال القماش الشفاف او الثقوب او تضخيم النهدين او كشف اكبر مساحة ممكنة من حول العضو التناسلي. ويلاحظ ايضا ان الفروقات بين "جهاز العروس" وثياب المرأة العادية و"مايوه ج - سترينك" تلاشت. فممارسة الجنس لم تعد وقفا على المتزوجين في شكل علني. ناهيك بان بعض الثياب الشفافة تفصح عن معنى الثياب الداخلية حتى في الاماكن العامة، وهي محاولة لتخليص الجسد البشري من التزاماته الاجتماعية ومفاهيمه الثقافية وتقريبه اكثر الى الطبيعة. وهذا، مرة اخرى يعني، ان هذه الثياب في ترميزاتها رديفة للعري في وضوحه التام.
7




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !