من فوق سيارة مضادة للرصاص آخر صيحة ، و ببذلة أنيقة مع ربطة عنق فاخرة ظهر أبرهة البربري " هادم المسجد و حارقه " سعيد سعدي في العاصمة الجزائرية و بعض من الأنصار يطالبون بتغيير النظام...بقي سعدي لوحده معزولا يلوح بيده لإسقاط النظام الذي كان قد تحالف معه في التسعينات منقلبا على اختيار الشعب... بقي سعدي الذي عرف باستنجاده بالغرب و بالخصوص الدول الاستعمارية و آخر خرجة له أنه قدم تقريرا عن الأوضاع في الجزائر لممثلي بلدان الاتحاد الأوربي في الجزائر... سعيد سعدي اسقط من حساباته الولايات الأخرى 47 و بقيت فقط عنده ولاية الجزائر و هذا ليس لأهميتها السياسية و الإستراتيجية بل لأنه من ساحة أول ماي يطل عليه قصر المرادية و التظاهر بعيدا عن هذا القصر بالنسبة لسعدي لا يأتي أكله . خطوة خطوة خطوة إلى قصر الرئاسة هذا ما يريده هادم المساجد بينما زجت الشرطة بمن جعل المساجد مخازن للأسلحة و هدد بالصوت و الصورة برفع الكلاشنكوف ... فنتج عن هذا أن أعطى علي بن حاج للنظام تسريحا مباشرة بتصريحه الذي تم استغلاله لتصفية قادة الفيس الحقيقيين الذين امتلكوا سيرة طيبة من أمثال عبد القادر حشاني و غيره بينما أبقى النظام على علي بلحاج كمفكرة مرعبة تذكر من حين لآخر الشعب الجزائري بأفعاله الإرهابية... أدخل علي بن حاج إلى السجن و بعد أيام سيتم الإفراج عنه ، و هو الذي اختار هذه المرة التظاهر السلمي و كان عليه أن يفعل ذلك في التسعينيات فلو فعلها لما غير الشعب رأيه في الفيس و ما أدخل الجزائر في مستنقع من الدماء... علي بن حاج الذي أراد الاعتصام في ساحة أول ماي و ساحة الشهداء كان قد اختار في التسعينيات التظاهر و الاعتصام في الجبال و استراد فتاوي التكفير و الذبح و السلخ و السبي....علي بن حاج المسالم الآن يتظاهر سلميا بينما ابنه عبد القهار عشش في غابات منطقة القبائل ليعطي مبررا آخر للسلطة لتهميش المنطقة و إبعاد الاستثمارات المبعدة أصلا عنها بحجة أن علي بن حاج قد فرخ إرهابيا كخليفة له ليبقي على المؤامرة المزدوجة على منطقة القبائل : مؤامرة الإرهاب و مؤامرة النظام. السعيد سعدي و علي بن حاج التقيا على كره النظام هذه المرة و كان كلاهما للآخر في التسعينيات العدو اللدود ....أترى كره النظام من جمعهما ؟ أم العمالة للخارج ؟... أم حرق المساجد سواء بالنار أو سواء بتخزين الأسلحة ؟؟؟. هذا هو حال الذين اختاروا تغيير النظام و اختاروا يوم السبت تيمنا باليهود بيد أن الثوار الحقيقيين أصبحوا يتبركون بيوم الجمعة ، يوم تقام عليه القيامة على الطغاة. لقد كان على سعدي و علي بن حاج الا يركبوا على عاتق الشباب فبفعلتهما هذه يفوتان فرص التغيير و الإصلاح في الجزائر. فهم يعرفان نفسهما أنهما منبوذين إلا من طرف من يقتاتون من مائدتهم. فمن هذا الذي يتجرأ و يسمح له ضميره ليسير خلف هادم المسجد أو من جعل المساجد محضنة لتفريخ الإرهابيين.
لان الشعب كره من التطرف الفكري و التطرف الديني ،لأن كلاهما لا يختلفان ...لذا يجب أن يفهما نفسيهما و يتركا الشباب يفعل ما عجزت عنه النار و الرصاص.
و سؤالي الأخير ؟هل يختلف من أحرق المساجد سعيد سعدي ... و من أحرق الأرض و النسل علي بن حاج ممن يحكموننا حاليا ........؟؟؟؟؟؟
الجواب معروف ....لذا فان جحيمنا سيستمر إلى حين ....
التعليقات (0)