مواضيع اليوم

الثورة و الأحزاب

محمد العدلوني

2011-02-07 14:07:59

0

بات من شبة البديهي الحديث عن إبتعاد الأنظمة العربية عن شعوبها و عن فك إرتباط الأنظمة بشعوبها , لكن أريد في هذة السطور تسليط الضوء على الأحزاب العربية و علاقتها بشعوبها في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها بلاد العرب. فأنا أدعي أن ثورة الشعبيين التونسي و المصري شكلتا تحدياّ حقيقياّ للأحزاب العربية اللتي فشلت في مدّ جسور التواصل مع المجتمعات العربية حيث كان جلياّ في أحداث البلدين أن دور الأحزاب العربية إقتصر على اللحاق بالشعوب بدلاّ من قيادة الجماهير نحو التغيير, و هو الهدف المعلن للأحزاب المعارضة في الوطن العربي اللتي لم تستطع عبر عقود من الزمن تغير نظام عربي واحد, بل أنني أشك أن تلك الأحزاب إستطاعت تغيير قراراّ من قرارات حكوماتها.

لقد كان حضور الأحزاب العربية ممثلةّ بقادتها و حضور القادة العرب المعارضون بأصنافهم المختلفة يقتصر إلى حد بعيد على إمتطائهم لصهوات فضائيات العرب كلّ يوم منذ صياح الديك إلى نهاية الليل مطلقين العنان لأصواتهم الجهورة, بإعتبار أن علو الصوت يكسب صاحبه المعركه, مدعيين بتمثيلهم للشعب و أن الأنظمة الدكتاتورية سلبتهم الحق في الحكم, كونهم يمثلون غالبية الشعب المسحوق. إلا أن الثورات الشعبية التي حدثت في تونس و مصر قد عّرت الأحزاب العربية و كشفت الحجم الحقيقي لتلك الأحزاب التي ليست أفضل حالاّ من الأنظمة الحاكمة. لقد إستطاع بضع ألاف من الشباب العربي تحفيز همم الشعوب المضطهدة و صناعة ثورة عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي من دون الحاجة إلى ركوب موجة الفضائيات العربية المتخمة بالثورجية الذين بات واضحاّ أنهم لايمثلون أو يؤثرون على شعوبهم. لقد كانت العوامل الرئيسة لنشوب الثورة قد نضجت في تونس و مصر, إلا أن الأحزاب في كلا البلدين لم تستطع أن تتفاعل مع مجتمعاتها و أن تتوقع حدوث الثورة و من ثم قياديها, و بدلا من الأحزاب كان التويتر و الفيسبوك يؤدون دور الأحزاب في التبشير عن الثورة و تنظيم المتظاهرين. و لعل إستغلال الشباب العربي الثائر للإعلام الإجتماعي في إحداث الثورات تكون نقطة تحول في المجتمعات العربية نحو الولوج لعصر التنوير و عدم تكرار تجربة الفضائيات العربية التي أضاعت فرصة أن تكون أداة للتنوير كونها تدخل كل بيت بدون إستأذان و بدلا من ذالك أصبحت القنوات الفضائية أداة للردح و الشتائم.
و مع ذالك فإني أعتقد أن وجود الأحزاب في المجتمع هو ضرورة لاغنا عنها, إلا أن الأحزاب, شأنها شأن الأنظمة, يجب أن تراجع حصاد العقود الماضية و أن تنقد تجربتها بقسوة حتى تستطبع أن تلحق بشعوبها التي قادت الثورات الشعبية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !