الثورة مستمرة
الثورة مستمرة
من من كل أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة او مجلس الشعب ، اومجلس الشورى ، اومرشحى الرئاسة يتذكر المطالب العشر التى وقعتها كل القوى التى توحدت فى التحرير يوم 7 فبراير 2011 ؟؟؟ تلك التى تم تعليقها على لافتة كبيرة على أعلى عمارات ميدان التحرير !!!
كان بعضهم هناك ـ وأغلبهم لم يكن هناك بالقطع ـ فقد حرم كثير من هؤلاء الخروج على مبارك ووصف المجتمين هناك بأنهم رؤوس الشياطين واتباع الماسونية العالمية وأنهم مخنثين وأنهم عصاة مردة وقطاع طرق ،
ومنهم من كان يرى فى المتجمعين بميدان التحرير من المتعاطين لعقار الترامادول المخدر وعشاق الجنس والمثليين كما قال الرجل الذى تنافس لحيتة لحية كارل ماركس وانجلز وهيجل تحت قبة المجلس الذى سرق الثورة وأغتصب أحلامها !!!
يومها كانت هناك عشرة مطالب (1) رحيل مبارك بمعنى التنحي عن السلطة و تقديمه لمحاكمة عادلة عما ارتكب طوال سنوات حكمه من انتهاكات للقانون والدستور وحقوق الإنسان بوصفه المسؤول الأول كونه رأس النظام ومحاسبته عن مصادر ثروته وأفراد عائلته (2) حل مجلسي الشعب والشورى (3) تولي السيد رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد لفترة انتقالية طبقا لمواد الدستور الحالي يتولى خلالها الإعلان عن تأسيس جمعية وطنية لوضع دستور جديد للبلاد يتم بعدها دعوة الشعب للاستفتاء علي الدستور الجديد لإقراره (4) تشكيل حكومة انتقالية لتسيير الأعمال يشارك فيها كل قوى المعارضة الوطنية (5) تولي الجيش حفظ الأمن والحفاظ علي الممتلكات العامة والخاصة (6) تولي الشرطة العسكرية مهام الشرطة المدنية لحفظ النظام في البلاد (7) عزل قيادات الشرطة ومدراء الأمن وقيادة أمن الدولة والأمن المركزي ووضع ضباط وجنود الشرطة تحت تصرف الشرطة العسكرية (8) التحفظ علي المسؤولين السابقين ومنعهم من السفر تمهيدا لتقديمهم لمحاكمة عادلة (9) تجميد اموال المسؤولين السابقين وأسرهم لحين لمعرفة مصادرها (10) الإعداد لأنتخابات رئاسية وتشريعية وفقا للدستور الجديد حال الانتهاء منه بعد اقراره من الشعب في استفتاء عام.
لقد أصر المحتشدون بميادين مصر كلها يومها على هذه المطالب وعلى عدم التنازل عن اياً منها وفى لقاء نائب مبارك ـ عمر سليمان مع ممثلى الميدان اصروا عليها رغم الوعد والوعيد وخروج من اللقاء أكثر اصراراً على إكمال الطريق ،
وقتها بدأت سلسلة مناورات حكومية مثل تشكيل لجنة للحوار وتعديلات فى وزارة شفيق ، وتصريحات لرئيسى مجلس الشعب والشورى اعقبها أعلان المستشار سري صيام رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى، أن المحكمة بدأت في توزيع كل الطعون الانتخابية المقدمة ضد أعضاء مجلس الشعب على دوائر المحكمة لسرعة البت فيها و البالغ عددها 1527 طعناً تخص 195 دائرة انتخابية ،
ومع تصاعد الاصرار والعزم على تحقيق تلك المطالب والوفاء لشهداء الثورة ودماء مصابيها بدأت حركة مضادة مخططة فلآستيلاء على الثورة ـ فاصدر المجلس الاعلى للقوات المسلحة بياناً بعد أنعقاده بدون رئيسه يعلن فيه انه فى حالة أنعقاد دائم ، ليصدر فى يوم الجمعة 11 فبراير بياناً أخر يتعهد فيه صراحة بإجراء تعديلات دستورية وانتخابات حرة نزيهة ، وضمان تنفيذ الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس حسني مبارك في خطابه الخميس ، وتعهد بإنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية، والفصل في الطعون الانتخابية لأعضاء مجلس الشعب وما يتبعها من إجراءات، وإجراء التعديلات الدستورية ، وإجراء انتخابات حرة نزيهة وصولاً إلى مجتمع ديمقراطي حر" وطالب البين الذى حمل رقم (2) بعودة الحياة الطبيعية" في البلاد، محذراً من المساس بأمن وسلامه الوطن والمواطنين" ويتعهد بعدم الملاحقة الأمنية للمتظاهرين الشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالإصلاح"
لكن الاصرار تصاعد ، وفشلت محاولات رجال الدين امثال محمد حسان وعلى جمعة فى منع المحتشدين بالميادين من التوجه نحو القصر الرئاسى فى مصر الجديده ،
وأستمرت التحركات المضادة للنظام ـ فأطل علينا عمر سليمان فى بيان مقتضب ليعلن تخلى الرئيس عن إدارة العزبة ، ويوصى بها إلى المجلس الاعلى للقوات المسلحة ،
وصدق الكثيرين ممن أنضموا إلى شباب الثورة مدفوعين بيأس السنين والآم ومعاناة ثلاثة عقود وأحتفلوا بالرقص والهتاف ، وعادوا إلى منازلهم ،
وتابع النظام خطته ، واصدر المشير قرارات عدة تتضمن إطلاق سراح الالاف من السلفيين المحكوم عليهم ، والمعتقلين ، وبعضهم لم تكن مدة عقوبته أنتهت فصدر لهم عفو ،
وتوقف محاكمات كثيرة منها قضية التنظيم الدولى للإخوان ، وأطلق سراح عدد ممن حُكم عليهم من قيادى جماعة الأخوان المسلمين وتسابقت المحطات الفضائيه لاستضافتهم بحيث سيطروا على كافة البرامج والمحطات ،
ومضى شهر ولم يظهر فى الأفق أى ملامح سوى حل مجلسي الشعب والشورى ، وتشكيل وزارة كل اعضائها عدا عضوين من لجنة السياسات التى تتبع الحزب الوطنى إضافة للدكتور يحى الجمل ،
وبدأ الانقسام يشتد بطرح قضايا ودعوة القوى للتنازع حولها وليس للحوار ومن سخرية القول أن المجلس تبنى وجود القوى التى قامت الثورة ضدها من الحزب الوطنى والاحزاب الكرتونية التى أيدت حسنى مبارك وقالت فى معتصمى التحرير أنهم مخربون ، وتسابق الجميع للقفز على الثورة ، ونسى الجميع المطالب العشر التى جرى اعلانها بالميدان يوم احد الشهداء ،وتسابقوا نحو الغنيمة ،
وحصد النظام مبتغاه وضع على رأس الثورة بالخيار الديمقراطى من سيقوم بؤدها ودفن بقاياها بحيث تعدو ذكرى مثل "هوجة عرابى" وبقي متربعا على العرش قابضاً على مقدرات الوطن ،
وفى المقابل حقق خلفاء سيد قطب مبتغاهم بالاقتراب من حلم الخلافة الوهمية متفوقين على من سبقوهم فى غزة والكويت والجزائر وتونس والمغرب والسودان الذين حصدوا جانباً من البرلمان وجانبا من السلطة ،
ومضت سنة وشهرين حصل بعض المتهمون على أحكام بالبراءة من تهمة قتل "المتظاهرين" كما تطلق عليه أبواق الاعلام الرسمى ( وهم ليسوا شهداء برؤية البرلمان والوزارة والعسكر) ولايزال مبارك ينتقل بين مقر أقامته الفاخر وبين المحكمة فى نزهه تقتل ملل الوحدة ،
ولايزال عصابة حبيب العادلى قابعة بالداخلية قابضة على زمام الامور ، وبدد العسكر بسوء الادارة والجهل ثلثى الاحتياطى النقدى ،
وبقي الشعب المسكين الذى يغط فى سبات الجهل ، ومزقته الفوضى ، والاوهام ، والحقبة المباركية الوطنية ، لينتقل إلى ذوى الذقون واللحى المصبوغه والعباءات رغم تحول بعضهم إلى بدل الفرنجة ،
لكن الثورة ستستمر لأن الثورة تغيير إلى الأفضل ، وليست استبدال للوجوه ، واستساخ للأنظمة الثورة لم تحقق احلام الشباب فى غد أكثر اشراقاً ، وانتصرت للعجزة المخرفين ومشايخ السلاطين والساعيين لدولة مصرستان الجديدة ،
الثورة ستبدأ مجدداً من نقطة الصفر ، من الجامعة والمدرسة والمصنع والحقل وسلاحها المعرفة ومحو الامية الثقافية والسياسية لثلاثة اجيال تم تجريف عقولها وأجسادها بالجهل والمرض ،
اما خلفاء وأعوان النظام فمآلهم إلى حيث سبقهم أمثالهم عبر التاريخ ، صحيح أن الثورة واجهت ديكتاتوراً يقود نظاماً والان تواجه نظاماً يقوده الف ديكتاتور ، لكنها ستنتصر بإذن الله ستنتصر ،
فى الشارع الان الالاف من حركات الشباب تقود حملة من البناء المعرفى ومحو الامية عبر مبادرات كثيره يلتقي عندها جيل من الشباب أبى أن يستسلم ، وخرج فى الخامس والعشرين من يناير ومصمم على أن يخرج مرة أخرى ليسترد ثورته من اللصوص ،
الثورة مستمرة
الثورة بإذن الله ستنتصر
التعليقات (0)