مواضيع اليوم

الثورة حق تاريخي لكل الشعوب

حسن الطوالبة

2011-11-14 13:46:22

0

 عندما تفجرت الثورة في تونس قال المسئولون المصريون أن مصر ليست تونس, واليوم بعد أن نجحت الثورة في مصر, يقول المسئولون في أكثر من بلد مثل الجزائر واليمن وإيران والعراق أن بلادهم ليست مثل تونس ومصر. لماذا ؟

هل بيئة تونس ومصر مهيأة للثورة فقط, وغير مهيأة في البلدان الأخرى ؟ أم أن الثورة حلال على شعب وحرام على شعب أخر ؟

منذ أقدم العصور وقانون التاريخ يفتي بأن الشعوب دائما على حق, وان حكمها هو الحكم الصائب والصحيح, فهل يتنكر هؤلاء إلى حكم التاريخ ؟ أم أنهم لا يعرفون حقائق التاريخ ؟ .

إن منطق التاريخ يقول أن لا دوام للأنظمة الديكتاتورية مهما كانت قوتها المادية ونفوذها السياسي , فكل الإمبراطوريات الكبرى في التاريخ قد سقطت وصارت أخبارا في كتب التاريخ , وقلما نجد مؤرخا مدح ظالما ومتسلطا , بل نبشوا في تاريخهم الشخصي واظهروا كل سلبيات حكمهم , ونشروا فضائحهم التي كانت سرية طوال مدة حكمهم . فبعد سقوط حكم زين العابدين بن علي وحسني مبارك ظهرت الأسرار التي لم يكن بمقدور احد أن يفصح عنها أو يتحدث عنها , رغم مرور ثلاثة عقود ونيف على حكمهما , وبعد سقوطهما ظهرت فضائح مالية كبيرة تثير حفيظة كل الفقراء في تونس ومصر .

يبدو أن المسئولين في البلدان العربية لم  يتعضوا مما حصل في تونس ومصر , فما زالوا يكابرون ويواكحون  أن بلدانهم ليست مثل تونس ومصر , ويستخدمون الأساليب ذاتها التي استخدمها نظاما بن علي ومبارك , أساليب القمع البوليسي , كالاعتقال والضرب والقتل والجرح واستخدام الأسلحة المصنعة في بلدان الغرب مثل الغازات السامة والمسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه .

وكدليل على ما قلناه فقد وقعت اعتقالات ومصادمات في الجزائر واليمن والبحرين وإيران, كما سقط قتلى وجرحى في هذه البلدان, لماذا ؟ ألا  يدركون أن العنف يولد العنف ؟ .ألم  يستخدم نظاما بن علي ومبارك ذات الأساليب , ومع ذلك صمد الشعب في هذين البلدين ؟ ومن ثم انتصر على الظلم والاستبداد والفساد ؟

 يوم الجمعة الماضية وقف مرشد الثورة الإيرانية علي خام ينئي في خطبة الجمعة يصف ثورتي تونس ومصر بأنها صحوة إسلامية أشبه بثورة إيران عام 1979 , وهنأ الثوار في هذين البلدين ,ولكن عندما أراد الشعب الإيراني أن يتضامن مع الشعب المصري , وقفت قوات ( البيسيج ) وهي قوات مساندة للجيش والحرس , وقفت بالمرصاد , فأغلقت الشوارع المؤدية إلى ساحة ( ازادي ) أي ساحة الحرية , وكذلك إلى ساحة ( صادقيه ) أي إلى ساحة انقلاب ,وتوعد قائد هذه القوات محمد رضا نجدي المتظاهرين بأشد العقوبات وان قواته مستعدة للتضحية دفاعا عن نظام احمدي نجاد  , ووصف المتظاهرين بأنهم يمثلون حزب الشيطان , وأنهم دعاة فتنة .

واستخدم النظام الإيراني الأساليب ذاتها فقطع خطوط الهاتف والانترنت عن رموز المعارضة , كما وضع مهدي كروبي تحت الإقامة الجبرية منذ يوم الخميس الماضي , كما تم إغلاق الطريق المؤدية إلى منزل مير حسين موسوي , في محاولة لمنع موسوي وزوجته ( زهرة رهنورد ) الاشتراك في مظاهرة يوم الاثنين الماضي ,

ومع ذلك لم تحل تلك الإجراءات القمعية من خروج المعارضين للنظام إلى الشوارع وساحتي الحرية وانقلاب , وتم اعتقال العشرات من أعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة , وقتل احد المتظاهرين .

إن هذا المشهد يعيد إلى الذاكرة مظاهرات عام 2009, التي انطلقت بعد الانتخابات الرئاسية وفاز فيها نجاد, وقيل أن النظام زور تلك الانتخابات, وعلى إثرها تحركت المعارضة في مظاهرات حاشدة قتل فيها حوالي 10 وجرح أعداد كبيرة من المتظاهرين.

وبالمقابل فان المعارضة يشبهون ثورتهم عام 2009 بثورتي تونس ومصر من حيث الظروف السياسية والاقتصادية , فالفقر في تزايد والحريات مقموعة والفساد في اتساع ولاسيما في طبقة الحكام , كما يستند المعارضون الإيرانيون على رصيد من حالات القمع التي يمارسها النظام الإيراني ضد المعارضة في الداخل والخارج , فالمعارضون في الداخل تحت الإقامة الجبرية أو تحت المراقبة الدائمة من قبل أجهزة النظام , كما أن المعارضة في الخارج مطاردة من وزارة المخابرات ( اطلاعات ) ومن أعوان النظام في بعض البلدان كما هو حاصل في العراق , حيث يحاصر مخيم اشرف منذ عام 2009 ويمنع على سكانه الغذاء والدواء , وتتم مهاجمته بين حين وأخر من القوات العراقية التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي ومن أعوان السفارة الإيرانية في بغداد , ويتم إزعاج سكان المخيم بنصب مكبرات الصوت حول المخيم . ووصل الأمر بالنظام الإيراني أن اعدم في الأسبوع الماضي اثنين من المعارضين لأنهما زارا ذويهم في مخيم اشرف ,فقد اعدم ( جعفر كاظمي 57 سنة ) ومحمد علي حاج اقابي 52 سنة ) .

لابد أن نذكر بالمثل القائل ( إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الآخرين بالحجارة ) .

فالأنظمة العربية والإسلامية ليست أحسن حالا من حالتي تونس ومصر, فهذه الأنظمة تمارس الأساليب ذاتها.الغش والخداع والفساد والظلم والعمالة للأجنبي, فمعظم هذه الأنظمة تدين بالولاء للإدارة الأمريكية أكثر من ولائها للأمة العربية,

والأمر الأدهى من ذلك أن الزعماء في هذه البلدان يكذبون على شعوبهم ويخفون الحقائق عنهم , ويثقون بزمرة أو عصابة من حولهم أكثر من ثقتهم بالشعب , وعندما تأتي ساعة الحساب يدعون أنهم لا يعرفون الكثير من الحقائق وان من حولهم قد خدعوهم , كما حصل لحسني مبارك الذي وضع اللوم على زوجته وولديه علاء وجمال , وهذا تبرير ساذج , فكيف برئيس لا يعرف ما تفعله عائلته أن يعرف ما يريده الشعب ؟ . إنها محنة الأمة العربية والإسلامية, وقد آن الأوان أن يكنس الحكام السادرين بغيهم البعيدين عن شعوبهم, وحان الوقت لان تستعيد الشعوب كرامتها وحريتها وتبني مستقبلها بنفسها. والشعوب لا تعرف المستحيل .  

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !