مواضيع اليوم

الثورة تأكل أبناءها

mos sam

2011-11-28 10:58:52

0

سمعنا بهذا الشعار لكننا لم نفهمه لاننا  لم نمر بثورة قبل 17 فبراير . سمعنا بالربيع العربي وثورات تونس ومصر وسوريا واليمن والبحرين ، وهذه في الحقيقة إنتفاضات شعبية أنتهت بنهاية ثلاثة رؤساء حتى الأن وبقت الأنظمة السابقة والجيوش الرسمية على حالها لم تمس ، أي بمعنى أخرهذه الأنتفاضات سميها ما أردت لكنها لا يمكن أن يطلق عليها إسم  ثورات بالمعنى المعروف . أما شعوب هذه الدول العربية من إسلاميين بكل طوائفهم وعلمانيين بكل طوائفهم  فبدلا من أن يتحد وا للتعامل مع الأنظمة المهترية وجنرالات الجيوش خلفاء الطغاة السابقين ، سعى العلمانيون والاسلاميين للوصول إلى كرسي الحكم  وتنافسوا على التحالف مع الأنظمة المهترية والجيوش الحاكمة أعمدة الكتاتورية السابقة . وهنا تدخلت القوى الأجنبية الغربية  من وراء ستار لتتأكد أن الأنتخابات التي ستجري بعد هذه الأنتفاضات  لن تاتي بحكومات إسلامية متطرفة في الشمال الافريقي والجزيرة العربية ، وهي خط الامن القومي لأوربا وأمريكا طوال التاريخ والحفاظ على الأمن القومي هو حياة أو موت  .  وقد ثارت المخاوف الغربية  من الأسلاميين ،  ولكن الأسلاميين كانوا إذكياء فطمنوا الدول الغربية  المرهقة بالديون والمتخنة بحروب الأرهاب في الداخل والخارج . وحاول الأسلاميون أن يفهموا الغرب إنهم حماة الديمقراطية والحريات ولن يوقفوا عجلة التقدم التي تحقق في كل المجالات فلا شريعة ولا خليفة ولا جهاد إذا وصلوا إلى الحكم ، وسيكون التعاون مع الدول  الغرببة والتغاطي على القضية الفلسطنية من أوليات سياساتهم . . وتجاوب صدى هذه التصريحات العلنية والسرية للأسلاميين لدى زعماء الغرب وتساءلوا  لماذا لا يجربون سياسة التعاون مع الشعوب ومع الأسلاميين بدلا من تعاونهم التقليدي مع حكام العرب الدكتاتوريين.  إذا كانت مصالحهم الاقتصادية والامنية ستكون مضمونة وإسرائيل ستكون أمنة  فان التعاون مع الشعوب والأسلاميين أفضل ، ففي ذلك تشجيع للحريات والديمقراطية وحماية لحقوق الأنسان والتعاون الدولي.
ولنتساءل  إذا كانت سياسة الأسلاميين اليوم لا شريعة ولا خليفة ولا جهاد  فلماذا يسمون أنفسه بالأسلامييم فكل الدول العربية إسلامية دون شعارهم ، ولماذا وقفت الأنظمة والحكومات الليبيرالية السابقة ضدهم في الماضي ، وخوض معارك معهم ومنعتهم بالقوة من الوصول إلى كرسي الحكم .  فهل هذا تغيير جوهري في أهداف دعوتهم الأسلامية أوهو تكتيك سياسي منهم . لكن أي تكتيك مع الدول الغربية  هو لعب بالنار وهي أقوى من أن يضحك عليها الأسلاميون . وإذا لم يوفوا بعهودهم للغرب قسيعيدوا المنطقة  الى صراع بين الشعوب العربية والغرب من جهة والاسلاميين من جهة أخري كما كان عليه الحال تحت الأنظمة الدكتاتورية . ودعنا ننتظر لنرى مشايخ الأسلاميين في باريس ولندن وواشنطون يغنونون بالحضارة الغربية ويحتضنون الأسرائليين  أو يتحول العالم العربي الى أفغانستان ثانية  وربنا يستر .
أما وضع ثوار ليبيا فمختلف ، فوقوف النظام الليبي والجيش الليبي (سميه كتائب الأنجال كما بقولون)  مع القذافي دفع ثوار ليبيا الشبان ألى خوض معارك شرسة مع النظام وكتائب انجال القذاف  وحماهم الناتو من السحق والأبادة الجماعية وسهل لهم عملية إنهاء نظام القذافي وقوات أمنه وكتائبه  . والوضع في ليبيا لم يكن إنتفاضية شعبية كما حصل في مصر وتونس وإنما هو ثورة بمعناها المعروف . فلم يعد هناك أمن أو جيش أو قانون او إدارة سوى  فصائل الثوارتسيطرعلى كل مدينة وقرية لا تربطهم زعامة واحدة ولا رئاسة واحدة وما سمي بإيتلاف فصائل الثوارلا يلزم أحدا فالسلاح في أيدي الثوار وليس في أيدي زعماء الأيتلاف . وهذا الوضع سيدفع الجميع  إلى حرب أهلية إن اجلا أو عاجلا لا خيار لها كما يحدث عادة في الثورات  وحتى يسيطر فريق منهم على البلاد بزعامة دكتاتور جديد .  هذا الوضع قد يعرض البلاد الى خطر التدخل  الخارجي والطابور الخامس وأنصار النظام السابق  ويمنع الحكومة المؤقتة من السيطرة على البلاد وحمايتها من هذه الاخطار . .وإذا لم يتوصل  الثوار والحكومة المؤقتة إلى حل سريع للوضع الحالي  فسيستمر الوضع إلى سنوات  أو أكثر حتى يتغلب فصيل من الثوار بزعامة دكتاتوروإخضاع بقية الفصائل ويتولى حكم البلاد . هذه نهاية طبيعية للوضع الراهن إلا إذا حكم الثوار العقل وإنضموا ألى قوات الجيش والأمن والحرس الوطني تحت علم واحد ، وقيادة واحدة  حماية لأنفسهم من مصير غير معروف  والتفرغ لتنمية بلادهم بدلا من دعوة شباب السودان لتنمية البلاد .على الثوار أن يسألوا أنفسهم لماذا قاموا بالثورة . هل هم قاتلوا للحصول على فوائد مادية ومرتبات وسيارات وسيطرة ، إذا كان هذا هدفهم  فهذا عمل ليس من شيم الثوار  .اوقاتلوا لاقامة دولة  حرة ديمقراطية يتوفر فيها الامن والأستقرار والحرية وحياة كريمة لكل المواطنين  فهذا ما كان الشعب الليبي يحلم به . إ ن ليبيا اليوم في مفترق الطرق إما أن تأخذ طريق الأمن والأستقرار والدولة العصرية أو طريق الفوضى والسلاح والحرب الأهلية تنتهي بعودة الحكم الدكتاتوري .           




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !