مواضيع اليوم

الثورة اليبيه وما بعد القذافي

ENG.KARLO ASSAF

2011-08-24 19:41:45

0

 بسسسم الله الرحمن الرحيم

الثورة اليبيه ضد نظام العقيد معمر القذافي في 17 فبراير فكانت ثورة سلمية بيضاء انطلقت شرارتها من مدينة بنغازي عندما خرج اهالي المدينة عن بكرة ابيهم مطالبين بالحريه ولا داعي لذكر اسباب الثوره اليبيه فهي اسباب اصبحت معروفه لدى الجميع...وكنت قد تناولت موضوع الثورات
العربيه على وجه العموم وطرحته في هذا المنتدى الموقر... شك ان هذه الاسباب هي اسباب موحدة فمعاناة الشعوب من ظلم وفساد وتجويع وتعذيب وحدت الشعوب العربيه وربطتت تطلعاتها بالثورة للمضي قدم نحو طموح التغير الحقيقي والجذري...ولا بد ان يشمل هذا التغير جميع المؤوسسات السياسيه
والاجتماعيه والاقتصاديه من اعلى الهرم الى اسفله... ولهذا السبب انطلقت ثورة الشعب اليبي البيضاء الذي عانى الامرين على يد نظام غاشم مستبد... عمل على اقصاء اليبين سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ... الا ان داء العظمة وجنون السلطة لدى القذافي اراد لهذه الثورة ان تكون ثورة حمراء ملطخة بدماء الشعب اليبي من الاطفال والنساء والشيوخ ... فاستخدم المرتزقة والطائرات والدبابات لردع الثورة الليبيه والقضاء على الثوار وقمع انتفاضتهم الشعبيه وكل من يعارض القذافي ونظامه... 

الا ان الشعب اليبي العظيم استمر في ثورته ورسم حكاية هذه الثورة بالدم ولم يرهبه جنون القوة فكسر حاجز الخوف بحثا عن نور الحرية التي لم يتذوقوا طعمها لاكثر من 40 عاما... تلك الحرية التي طمست معالمها على يد القذافي وزمرته وهمش هذا الشعب العظيم همش ثقافته وحضارته...

فامتدت الثورة اليبيه لتشمل كل المدن اليبيه و سرعان ما بدات الانشقاقات تتوالى سواءا على الصعيد السياسي والعسكري وبدا النظام يتاكل تدريجيا... الى ان اسقطتت الشرعية الدوليه عن هذا النظام وفرضت عليه العزلة السياسيه والاقتصادية والاجتماعيه ...فاصبح هذا النظام عبارة عن عصابات اجرامية وقتلة ماجورين من قبل القذافي يطاردون الثوار حارة حارة وبيت بيت وزنقة زنقة ...بناءا على اوامر القذافي واولاده المتحصنين في باب العزيزية في قلب طرابلس بهدف استعادة المدن التي تم تحرريها على يد الثوار الاشاوس
الا ان ارادة الشعوب اعظم من جبروت الطغاة... واقوى من ازيز الرصاص والصواريخ... واعلى من هدير الدبابات والطائرات... فلا احد يستطيع ان يكسر ارادة الشعوب ولا صوت يعلو فوق صوت الشعوب فهي ارادة مستمدة من ارادة الله تعالى التي تهدف لاعمار الكون والعيش بسلام وحريه وعداله بعيدا عن العنف والاتهاض والفساد والقتل والتعذيب الذي مارسه القذافي ضد شعبه

نعم ثمن الحرية ثمن باهظ جدا ولكن يجب ان ندفعه لنتذوق طعم الحريه فالحرية والكرامة تستحق هذا الثمن وشعب اليبي لم يبخل على ليبا واهلها بهذا الثمن فدفع الغالي والنفيس.. ورسم حكاية هذة الثورة ومسارها بالدم لتطهير ليبا من اعداء الحرية الذين يعيثون في في الارض فسادا ويستعبدون الناس لا ادري متى استبعدوا الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار وسيظلوا احرارا وان استعبدوهم سياتي يوما وينقشع فيه ظلمكم وظلم الاستبداد وتشرق شمس الحرية كما اشرقت شمسها في هذا اليوم على ليبا الابيه بعد ان بسط الثوار سيطرتهم على كامل الاراضي اليبيه ودخلوا طرابلس وخاضوا معركة شرسة استاطعوا بعدها من دخول باب العزيزيه وتطهيره من القذافي ومرتزقته 

فها هو الشعب اليبي اليوم يتذوق طعم الحرية المسلوبة منذ اربعة عقود ويصنع مستقبله بيده بعد ان دخل نظام القذافي في سكرات الموت وسيلفظ انفساسه الاخيرة في غضون ايام قليله ولم يتبقى من هذا النظام سوا الاب وابنائه وعدد من الموالين لهم يهربون كالجرذان امام الارتال العسكرية لقوات الثوار... اما القذافي ف مصيره مجهول الى الان وبراي الشخصي ان ششخصية نرجسية هستيريه كالقذافي مصابة بداء العظمة لن يعترف بهزيمته امام الثوار ولن يسلم نفسه الى الثوار فهناك احتمالين اما ان يكون قد انتحر... واما ان يكون قد اصبح مختلا عقليا...اما نجل القذافي سيف الدم وليس سيف الاسلام... الذي سمعنا نبا اعتقاله واما ان اشرق فجر امس واذ بنا نرى مسرحية هزلية بطلها هذا الصبي ليطل علينا مع بعض الموالين له ولابيه الذين لطالموا تقيئواالكذب والخداع الاعلامي... مستخفين في عقول العالم العربي والغربي بتقمصهم لشخصية البطل المنتصر وتصويرهم لطرف المقابل بانهم جرذان يتعاطون حبوب مهلوسة وان الشعب اليبي يقف مع القذافي قلبا وقالبا لردع هؤولاء المجرمين... 

لا ادري باي منطق يحيكون تلك الاوهام والخيالات ويصورونها على انها هي الحقيقة وهي الواقع... هل بمنطق الحرب خدعة كما يقال ؟؟ام بمنطق الاستخفاف في العقلية اليبيه والعربيه ؟؟
وها هو مسلسل الكذب والخداع يستمر حتى الرمق الاخير فكان ظهور سيف على الفضائيات الاعلاميه ليقول للعالم باني بخير وابي في صحة جيدة وان طرابلس مازالت تحت سيطرتتنا وليفند ادعائات نبا اعتقاله... ولكي يمتص لذة النصر التي يعيشها الثوار الليبيون بعد ان اعلنوا بسط سيطرتهم على طرابلس... الا ان الشعب اليبي عاش لحظات النصر وتذوق لذته بفضل الله بعد ان اقتحم طرابلس وحسم المعركة مع فلول النظام... و بعد ان دخل للحصن الذي حيكت الاساطير عن ضخماته ومناعته فكان دخولا سلسلا فاجا الجميع باحثين عن سيف وابيه ليقولوا لهم...من هم الجرذان اليوم ؟؟

ومن هنا اريد ان اوجه عدة رسائل ...الرسالة الاولى الى الشعب اليبي العظيم الى احفاد المختار الذي سطروا اروع قيم التحدي والصبروالثبات الذين سطروا بدمائهم حكاية ثورة طوت في ثنياتها 4 عقود من ظلم والاستبداد وفتحت صفحة تاريخية...
كتبها اصحابها ورسموا مسارها بدمائهم الزكية التي روت الاراضي اليبيه.. وكتبوا في اعلى هذه الصفحة (ان الحرية اغلى ما نملك وسنهب دمائنا واروحنا فداءا لها)... لكي تبقى قنديلا يضء الطريق امام الاجيال القادمة... وتبقى دستورا لهم يستمدوا منه الاحكام والقوانين التي تمكنهم من اقامة دولة حرة ترفع شعار الديمقراطية والحريه ...وستبقى ناقوسا ليذكرالعالم اجمع بان الثورة سوف تطارد وتلعن وتسحق كل الهة الطغيان..

اما الرساله الثانيه اريد ان اوجهها الى امهات الشهداء الذين قضوا نحبهم في معارك التحرير وروا بدمائهم الطاهرة الزكية ارض ليبيا من شرقها الي غربها ومن جنوبها الى شمالها... عذرا ايها الام اليبيه... فانا ادرك جيدا بان لا فلسفة السياسه... ولا يمكن ل منطق الحرية التي نتفق جميعا بان ثمنها باهض ويستحق ان تقدمي اغلى ما تملكين من اجلها... ان يشفي غيظكي 

الا انها ارادة الله وبفضل الله دماء هؤولاء الشهداء لم ولن يذهب سدى فبفضل دمائهم وتضحياتهم ستعيش ليبيا وشعبها بحريه وكرامة... فهم صناع ذلك النصر

اما الرساله الثالثه اريد ان اخاطب بها ... كل احرار وشرفاء ليبيا... ايها الاشاوس ان المعركة العسكريه حسمت ونصر قد تحقق... ولكن لا يعني هذا نجاح الثورة فاسقاط الحاكم ليس مقياسا لنجاح او فشل الثورة... ولكن نجاح الثورة وفشلها يكمن بما بعد الثورة... وما بعد اسقاط النظام فامامكم ايام عصبيه وجهود شاقه وجبارة... تتمثل في ضبط الامن والامان واعادة الطمانينه الى نفوس الشعب وتغليب العقل والحكمة ونبذ روح الانتقام والعصبيه القبليه ... وبث روح الارادة والعزيمة في نفوسهم واعادة الحياة الى طبيعتها... هذا على الصعيد الامني الداخلي..
.اما على صعيد السياسي فيجب ان تقوموا بنقل السلطة الى الشعب لكي يقرر مصيره ومصيردولته والرساله الاهم في هذا السياق موجه الى كل القيادة السياسين في ليبيا بان عليهم توخي الحيطة والحذر وان يبقوا متيقظين لعبث العابثين الذي يحيكون المؤمرات والمكائد لسرقه الدوله سواءا على صعيد الداخلي والخارجي فعلى الصعيد الداخلي يجب اجتثات كل فلول النظام ومحاكمتهم على الارض اليبيه وتيقظ لمؤامراتهم اما على الصعيد الخارجي فيجب التيقظ ايضا من الدول الي تحاول السيطرة على ليبيا ومقدراتها اقتصاديا فالهيمنه الاقتصادية شكل اخر من اشكال الاستعمار فلا نريد لليبيا ان تدخل في دومات ومتاهات الاحتلال الغربي الاقتصادي واما عمليات الناتو فيجب ان تتوقف كليا وبشكل عاجل وبعد تحقيق كل ما سبق يجب 
ان تبدؤا بوضع حجر الاساس لاقامة دولة تتبنى النهج الديموقراطي وسياسي والاقتصادي والاجتماعي بعيدا عن اقصاء أي طرف او حزب فيجب عليكم ان تكونوا على قلب رجل واحد وان توحودا صفوفكم وان لا تنجروا وراء النصر ولذته فهدف الثورة لم يكن قتل القذافي وابنائه ومحاربتهم ... الهدف منها يكمن في تغير حقيقي وجذري في ليبيا وعلى كل الاصعدة والجبهات... 

اما الرساله الرابعه اريد ان اوجهها لكل الزعماء الذين مازالوا يلهثون وراء وهم السلطة ومازالو متشبتين بالكرسي البغيض... ويمارسون نفس السيناريوا الذي استخدمه القذافي لقمع الثورة واخماد صوت الثوار ونارها التي سوف تاكل وتلتهم كل من يقف في وجهها ال ان تعقلوا ؟؟الا ان تتعلموا الدرس فدرس القذافي يجب ان يكون عبرة لكم ولكل دكتاتور فلا يمكنكم اخماد الفيضانات البشريه وان استخدتم سيناريوا القتل والتعذيب... فالثورة سوف تستمر بل وستزداد ارادة وتحدي وصمود 
وسيلعوا صوتها ولا سبيل امامكم سوا ان تنصاعوا لتطلعات شعوبكم وان تحترموا اراددة تلك الشعوب وان كانت تتناقض مع مصالحكم الشخصية فالمصلحة العامة هي الغاية وهي الغاية الاسمى ان كنتم تعقلون!!
!اما الرساله الخامسه فاريد توجيها الى الشعوب التي ما زالت تكابد الجلاد... اقول لهم ان عليكم ان لا تستكينوا وان لا تستلموا يجب عليكم المضي في ثورتكم وان تكسروا كل حواجز الخوف فالفقر والجوع والطغاة والجهل... ليسوا اعداء الشعوب وانما الخوف هو العدو الحقيقي لشعوب... لذلك يجب اجتثاثه من الصدور المؤمنة بقضيتها وبمسار ثورتها... فانزعوه من قلوبكم ووحدوا صفوفكم من اجل العهد الجديد ومن اجل الاجيال القادمة ولماذا الخوف ؟؟هل نخاف ان نفقد النعيم الذي نعيشه ؟؟أي نعيم هذا ؟؟!ّ!اي نعيم والحريه مسلوبه ؟أي نعيم والظلم والفساد ينخر جسد امتنا ؟؟أي نعيم والكرامة اصبحت وهم وسراب ؟؟اين نعيم ورغيف الخيز اصبح من الاحلام والطموحات ؟؟أي نعيم ونقض الشارع الشعبي لسياسة حكومته اصبح عقابه القتل والتعذيب ؟؟؟اذن فنحن لا نعيش في جنة الفردوس فلماذا الخوف ؟؟يجب ان نكسر كل حواجز الخوف وان ناخد باسباب التغير المنشود وسوف يتحقق النصر باذن الله لان الله معكم حتما سوف يتحقق وستسحقوا كل الطغاة الذين سيذهبوا الى مزابل التاريخ وجحيمه .






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !