موسوعة المختار من الاخبار:10
الثورة النفطية الجديدة!:
تناقلت وسائل الاعلام الارقام الجديدة للاحتياطي النفطي التي اعلنها العراق يوم4102010 والتي وصلت الى اكثر من 143 مليار برميل من الاحتياطي الثابت المؤكد وحوالي 505 مليار من الاحتياطي المتوقع،وجاء الارتفاع من الرقم السابق 115 مليار من حقلين فقط واحدهما اصبح الثالث عالميا حسب الارقام!(وليس الثاني كما يشاع!) اعيد تقييم حجم الاحتياطي فيهما نتيجة لاستخدام احدث الوسائل التكنولوجية التي تملكها الشركات الاجنبية في اضخم صناعة في العالم.
الارقام القديمة تعود لعام 1983 وهي شبه ثابتة نتيجة للدمار الذي حصل لذلك القطاع الحيوي نتيجة للحروب والحصار الاقتصادي المفروض مما جعل تحديثها صعب المنال،والتكنولوجيا التي استخدمها العراق وبلاد اخرى مثل ايران وليبيا والجزائر وفنزويلا وغيرها قديمة نتيجة لرفض تلك الدول من عودة الاستثمارات الاجنبية الى هذا القطاع الحيوي منذ بداية السبعينات خوفا من عودة النفوذ الغربي والامتيازات التي منحت خلال تلك الفترة والتي تميزت بالاستغلال البشع دون مراعاة الحصة العادلة للبلدان المنتجة،اما الان فالظروف الدولية تغيرت كثيرا واصبحت الشركات العالمية تتعامل وفق منهج وطرق تختلف عن اسلوب الامتيازات القديمة، بحيث اصبحت المنافع الاقتصادية لوجود الشركات الاجنبية حسب عقود تراعي المصلحة الوطنية بالطبع اكبر بكثير من منعها ولذلك سمحت حتى الدول المتقدمة في عمل مختلف الشركات المتعددة الجنسيات في اراضيها وحسب التقنية المستخدمة، ومن الدول التي استفادت كثيرا هي مصر التي كثفت الشركات النفطية البحث والتطوير في اراضيها قبل عقدين من الزمن،وبالرغم من ان النتائج النفطية بقيت متواضعة لحد الان(4.5مليار)الا ان النتائج كانت مذهلة في ارتفاع احتياطي الغاز الطبيعي للمرتبة السادسة عالميا! ولهذا السبب فتحت تلك البلدان ومن ضمنها ايران(الخاضعة للعقوبات الغربية) قطاع الطاقة للاستثمارات الاجنبية لكون هذا القطاع محتاجا لاستثمارات مكثفة مع تكنولوجيا عالية تعجز عن توفيرهما محليا... وفي الحقيقة ان تلك البلاد تضررت كثيرا بسبب سوء وقدم الوسائل المستخدمة فيها بينما وصلت التكنولوجيا الحديثة الى مديات ابعد في كافة النواحي وتراعي البيئة ايضا،ومن ضمنها ارتفاع المقدرة على الاستكشاف وتقييم حجم الاحتياطي بمدى اعلى وبدقة اكبر والذي قيمت على اساسه الحقول النفطية العراقية على سبيل المثال ورفع القدرة الانتاجية بمستوى اعلى بكثير من السابق.
الرقم الاخير للعراق لم تضاف اليه التقييمات الجديدة للحقول الاخرى التي منحت!وكذلك للحقل العملاق الجديد الذي اعلن عنه بعد يومين وقدره 15 مليار برميل وكذلك الاحتياطي في اقليم كردستان العراق البالغ 45 مليار برميل مما يعني ان الاحتمال الاكثر دقة ان الرقم الحالي للاحتياطي المؤكد الثابت بدون استكشافات جديدة في غير تلك الحقول المعروفة سوف يكون بين 275-290 مليار برميل! وهو رقم خرافي جديد مما يعني اننا امام ثورة رقمية جديدة تحطمت بموجبها الارقام السابقة وجعلت كافة النظريات التي توقعت انتهاء عصر النفط في العقد الاول من هذا القرن في متاحف التاريخ لفترة لا تقل عن قرن جديد!.
الترتيب المتغير!:
كان التغييرات في الارقام وترتيب الدول حسب الاحتياطي بطيئة التغيير في السابق، ولكن منذ عام 2000 والارقام الجديدة فرضت تغييرات في الجداول الاحصائية،فقد اصبح موقع السعودية الاول في العالم مهددا الان فهي لديها احتياطي مؤكد يقدر بحوالي 264 مليار برميل لم يتغير منذ عام 1988 تقريبا!مما يعني ان الرقم الحقيقي اقل من ذلك بكثير ولكن يمكن لها ان ترفعه اذا اكتشفت حقول جديدة واعلنت ذلك بالطبع، ولديها مساحات شاسعة كما هو معروف لم يتم الكشف عنها مما يعني بقائها ضمن المراتب الاولى امرا متوقعا.
وهنالك دول عديدة لم تغير من ارقامها المعلنة منذ ربع قرن بالرغم من مطالبات منظمة الاوبك لدول مثل الامارات والكويت ونيجيريا وغيرها وقد يكون السبب الرئيسي محاولة الحفاظ على حصتها الانتاجية العالية! مما يعني ان حجم احتياطياتها الحقيقة اقل من المعلنة بكثير.
المركز الاول سوف يكون نهاية هذا العام لفنزويلا...والغريب ان هذا البلد لم يزد الاحتياطي فيه عام 1980 على 19 مليار برميل فقط ارتفع الان لحوالي 212 مليار! ومن المنتظر ان يصل نهاية هذا العام الى 316 مليار وصولا الى الرقم النهائي الذي طرح بداية هذا العام اي بين 550-650 مليار قابلة للاستخراج وفق التكنولوجيا الحالية من 1300 مليار متوقعة ولكن المعروف ان غالبيته نفط ثقيل الكثافة ويكون عادة باهظ التكاليف وارخص ثمنا بنسبة معينة!.
المرتبة الثالثة تمنح احيانا لكندا بحوالي 179 مليار برميل الا ان 95% هو نوعية نفط الرمال اي ليس نفط خام ويكون عالي الكلفة وملوث للبيئة!...اما ايران التي هبطت للمرتبة الرابعة (137مليار)فهي في مرتبة مؤقتة لانه في حال زوال العقوبات الغربية واستخدام احدث وسائل التكنولوجيا فأن الارقام الحالية لها سوف تتضاعف عدة مرات بسبب اتساع رقعتها الجغرافية الغير مكتشفة والمتوقع احتوائها على النفط بكميات ضخمة!.
من الدول التي تقدمت ايضا هي ليبيا والتي تضاعف احتياطيها النفطي من 22 مليار برميل عام 1995 الى 44 مليار برميل الان ومن المتوقع ارتفاعه مجددا في ظل فتح القطاع امام الاستثمارات الاجنبية التي بدأت في استكشاف مناطق جديدة،كما ان النفط الليبي يمتاز بصفتين مثاليتين هما جودته النوعية العالية وقربه من اسواق الاستهلاك الرئيسية في اوروبا.
يتوقع ان تدخل دول اخرى ضمن صفوف المراتب الاولى مثل البرازيل والتي تقدر بحوالي 50 مليار بعضه غير مثبت،وان تخرج دول مثل المكسيك واندونيسيا!.
الاحتياطي العالمي الذي توقعت النظريات المتشائمة نهايته ارتفع من حوالي 700 مليار عام 1980 الى 1006 مليار عام 2005 والان(2010) اكثر من 1350 مليار! ولكن غالبيته المتوقعة في المستقبل سوف تكون في:العراق وايران والسعودية وفنزويلا بالدرجة الاولى ثم في روسيا والبرازيل وكندا واستراليا وليبيا ودول آسيا الوسطى ومن يدري فقد تظهر دول اخرى فالمستقبل يحمل لنا دائما مفاجئات مرعبة ومثيرة في نفس الوقت!... ولكن تضاف اهمية بالغة لعوائد النفط اهمها صغر حجم السوق المحلية وانخفاض التكاليف الانتاجية وارتفاع اسعار النفط وتصنيعه الخ من العوامل الاخرى كما ومن المحتمل ان يبقى النفط والغاز في مقدمة المصادر العالمية للطاقة لفترة طويلة،والكرة الارضية مازالت مستمرة في عطائها الثري للانسان الذي يتغافل عنه في غمرة انشغاله في صراعاته الجانبية المهلكة!.
التعليقات (0)