مواضيع اليوم

الثورة المتسخة

ماءالعينين بوية

2013-04-14 15:44:42

0

سنتان أو أكثر مرتا على ثورة سوريا إن صح القول، بلاد دمرت و أرض خربت و أناس هاجروا و هجروا، و قبلها ألوف قتلت و أعدمت و من المسئول؟  قالوا ثورة، قلنا بحماسة هي كذلك، قالوا ثوار أحرار،  قلنا نعم الشباب زينة الأبطال، قالوا هي سلمية، قلنا أصوات مدنيين في الميدان سلاحهم التصفيق و الحناجر...

قالوا و قلنا، و طال الأمد  و انقشعت السحب، تداخلت الخيوط و مضت البراءة إلى حال سبيلها، سلاح و إرهاب،  تحريض و افتراء، تكفير و تبديع و إهدار دماء، قتل البوطي... حادثة كهذه وحدها كفيلة بوضع عنوان لما يجري في سوريا.

كنت قد كتبت مرارا عن سوريا و بشكل حماسي من مؤيد إلى رافض، الثورة المملة ثم الآن الثورة المتسخة، اتسخت بتدخل الغرب و الأقاليم القطرية العربية الشقيقة، اتسخت بحمل السلاح و تدمير البنية التحتية لدولة مثل سوريا، اتسخت بإعلام أفرط في تسخير آلياته بشكل فاضح و غير مبرر، دعاة جعلوا من ألسنتهم سبيلا لنصرة جهاد وجد ضالته في طائفة بشار و ترك  قوم نتنياهو و حزمته.

الحال في سوريا تجاوز الثورة بل حتى تجاوز مصطلح عسكرة الثورة ليصبح في مقام الحرب الأهلية، و اللاعبون الحقيقيون استشعروا الآن فداحة الموقف، حركات إرهابية إسلامية كما يطلقون عليها تتقوى و تسيطر على الوضع بدلا من بشار، جبهة النصرة تبايع الظواهري، القاعدة في سوريا، هل هذا ما يريده الغرب؟  هل يعقل أن يكرر الغرب خطأهم في العراق و افغانستان و الصومال و الآن سوريا و قبيلها ليبيا، وإن بشكل  مغاير؟  هي حجة أهل المؤامرة لا ريب.

من الثورة إلى الحرب الأهلية الطائفية، أحلام الشباب الثائر بكل براءة  تبخرت، قد ينتهي الحال و في أفضله، إلى توافق بين النظام و المعارضة، توافق تتغير شروطه مع تغير ميزان القوة العسكرية، و في دوامة ميزان القوى ضاعت سوريا كدولة. هي حقيقة قد لا يرضاها البعض، الحالمون بربيع عربي يرفع بلاد الشام درجات، اليوم هم في أتون صيف حارق هالك، و الخوف من أن النار في طريقها إلى لبنان و هو البلد الطائف في بحيرة أزمات إثنية و طائفية و إقتصادية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات