مواضيع اليوم

الثورة العربية الشعبية الكبرى

sulaiman wwww

2011-02-13 13:45:44

0

الاهتمام العالمي والعربي بالثورة التونسية في البداية والمصرية بعدها يبرز الأهمية الكبيرة لتلك الثورات كبداية لما قد يكون أول ثورة عربية كبرى لا ترتبط بأجندات شخصية أو استعمارية. هذه الثورة تؤكدها الصور والشعارات والأعلام التي تم رفعها من قبل المشاركين في الثورتين المشار إليهما ومن قبل الشعوب العربية الأخرى التي تتفاعل مع تلك الثورات وتتطلع إلى استنساخها لاستكمال ما بدأ يمثل حلم ثورة عربية كبرى تحرر المواطن العربي من قمع وفساد أنظمة لا تملك المشروعية الشعبية ولا تلبي تطلعات الشعوب وتحترم حرياتها وكرامتها .
الثورات الشعبية الحقيقية، كما يمكننا أن نرى في الثورة العربية الحالية، تشترك بالعديد من الجوانب مع الأديان وتحقق منجزات كبيرة قد تبدو كالمعجزات.فأحد جوانب ذلك التشابه يتمثل بتوحيد الشعوب ، فقد شاهدنا التقاء المسلمين والأقباط في ميدان التحرير في القاهرة بشكل لم يكن متوقعا بعد أحداث كنيسة القديسين في الإسكندرية ولربما تكون الثورة المصرية هي العامل الذي جنب المجتمع المصري فتنة لا تحمد عقباها بدت محتملة إلى حد كبير قبل الثورة. وكما رأينا في الأردن بعد انطلاق بوادر الثورة ومنذ مسيرة ذيبان الأولى حيث شهدنا تراجع كبير في مستويات العنف الاجتماعي الذي يعد احد اخطر نتائج الفتنة التي غالبا ما تكون نتيجة سياسات ممنهجة.
احد الجوانب الأخرى للتشابه بين الثورة العربية الكبرى التي نأمل أن لا يتم اغتيالها وبين الأديان يتمثل بعدم ارتباطها بشخص محدد مما سيسهم في ديمومتها وزيادة مساحتها حتى تحقق أهدافها، فحتى لو لجأت الأنظمة التي تقف في طريق الثورة إلى قتل أو سجن أشخاص ناشطين في تلك الثورة في أي من البقاع والدول التي شهدت الثورة أو شهدت بوادرها، فلن ينقلب بقية المشاركين على أعقابهم .
الثورة العربية الكبرى التي أحاول تقديم قراءة أولية لها في هذه الفقرات سيكون لها العديد من الآثار العميقة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فبالإضافة إلى وأد الفتن الطائفية التي أنتجتها سياسات الأنظمة القائمة ، فسوف تؤدي الثورة إلى تحولات في الأنظمة السياسية بحيث يصبح المواطن العربي مصدر الشرعية لها، كبديل للشرعية النضالية المزعومة أو الشرعية القائمة على القبول الدولي من قبل القوى الاستعمارية والصهيونية والشرعية القائمة على توارث الشعوب والبلاد أو القائمة على القمع والترهيب.
الثورة العربية ما زالت في بدايتها ، وبدأت غالبية الشعوب العربية تستعيد أحلامها القومية الكبرى بالإضافة إلى الأحلام والتطلعات الوطنية وعلى المستوى الشخصي والحياة اليومية بما يتضمن استعادة الحريات والاحترام من قبل المواطن العربي ، فكان من أجمل ما شاهدناه بعد تنحي حسني مبارك انطلاق تكبيرات العيد في كافة أرجاء المنطقة العربية في دلالة أخرى على أن تلك الثورة ليست حدثا محليا مصريا بل إن من المبرر وصفها بأنها الثورة العربية الكبرى الأولى.
خالد حميد حسين البطاينة
kalidhameed@hotmail.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !