الإتفاق النووي بين إيران والسداسية هو في واقع الأمر خارطة طريق لتقاسم الأدوار ولترويض إيران الثورة للتتلاءم مع طبيعة المنطقة. إيران ستحمل معها الملامح الجديدة للمنطقة و ستتحول من لاعب غير مرغوب فيه الى لاعب مقبول دولياً. فإذا نظرنا الى بنود الإتفاق النووي و ما أثير في إيران من توافقات سرية في جنيف بين السداسية و طهران لوجدنا أنّ كل هذه الإتفاقات تصبّ في إطار إعطاء إيران دوراً في الشرق الأوسط مقابل تخليها عن فكرة الثورة وإنّ النووي كان ذريعة للوصول الى كل ما وصلت اليه إيران مع الغرب. ويمكن لمثل هذا الإتفاق أن ينتج عنه تغيّر في توجهات إيران التي تحسّ
بحاجة كبيرة للتخلص من جلدها الثوري والتركيز على داخلها المنهك. على إيران أن تضع استثماراتها في الداخل، بدل استثمارها في المنطقة التي كلفتها الكثير طيلة العقود الثلاثة والنصف الأخيرة. إنّ وضع إيران في بوتقة الشرق الأوسط الذي يخوض مشاكل إجتماعية وسياسية وثقافية لاحصرلها بسبب الموروث التأريخي حيث أنهك هذه المنطقة ، هذا التغيير كان يحتاج الى تنازل إيراني في النووي و وقف تصدير الثورة في المقابل ستحصل إيران على اعتراف إقليمي ودولي و اقتصاد قوي يمكنها أن تستثمره في الإستمرار بثورتها لكن ثورة جديدة تشبه الإنقلاب على الماضي. لذلك حول الإتفاق إيران الى بلد مابين ثورتين ثورة قبل الإتفاق و ثورة بعد الإتفاق النووي.
التعليقات (0)