مواضيع اليوم

الثورات العربية .. مراجعة الأهداف والمنطلقات

ياسر العزاوي

2011-05-17 15:10:17

0

لازالت شجاعة البو عزيزي التونسي وأمثاله من العرب المنتفضين ضد أنظمتهم القائمة تشكل لغزا لدى الكثير من المعنيين بدراسة الواقع السياسي العربي المعاصر, فمن المعلوم ان حالة التقييم لظواهر من قبيل المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات وما إلى ذلك كانت تبصم منذ اللحظة الأولى بطابع الارتباط والتبعية لدوائر القرار الأجنبي ومعسكر الشرق أو الغرب. أما اليوم فقد انشغل المراقبون بدراسة هذه الظواهر من جانب آخر بعد فشلهم في إقناع الشارع بنظرية المؤامرة والتي كانت تسعى لترويجها الأنظمة نفسها أو جهات خارجية حرصا منها على إدامة مصالحها في هذا المكان أو ذاك.
وقد بدا واضحا أن المؤامرة تأتي أما استباقا لأحداث مفترضة ومخطط لها مسبقا, أو أنها تأتي بعد انجلاء غبرة التغيير السياسي, ما يتيح للمتربصين والخاسرين أيضا فرصة التفكير في كيفية تدارك ما فاتهم أو على الأقل الحفاظ على ما تحقق لهم من مكتسبات قليلة كانت أم كثيرة.
الأمثلة الحية التي ساقتها التجربة العملية لشعوب المنطقة أدت إلى تراجع واضح لتوقعات الساسة والمنظرين للانقلابات أمام الإرادة الحرة للشعوب والتي جعلت ساعة الصفر وانطلاق الاحتجاجات والثورات من مختصاتها ولا يمكن لأحد أن يشاركها في هذا القرار, ودب التخبط في أوساط الذين قضوا السنوات الطوال للتخطيط لخارطة المنطقة ومصير شعوبها ما دعا تلك الأوساط إلى مراجعة شاملة للخارطة المرسومة للأنظمة السياسية العربية والإسلامية منذ بداية القرن الماضي ولحد الآن.
فبعد السقوط المباغت لنظام زين العابدين بن علي في تونس وكذلك نظام حسني مبارك في مصر أصبح واضحا أن قرارات التغيير والانقلاب على أنظمة الفساد والظلم بيد الشعوب لا بيد الدوائر المخططة كما كان في السابق , إلا أن المحاولات المغرضة لتذويب إرادة الشعوب ما يستدعي لمراجعة حقيقية لرسم خارطة واضحة للأهداف والمسارات الموصلة إليها بعيدا عن التهور والاندفاع غير المدروس والذي قد يضع المطالب المشروعة للشعوب في خانة أساليب الإرهاب أو التبعية لأنظمة مخابراتية داعمة له, هذا فضلا عن أن الشعوب لا زالت بحاجة إلى طاقاتها الشبابية والعلمية وبأساليب غير مدروسة وقرارات آنية قد تؤدي إلى ضياع فرصة الاحتفاظ بها وبالتالي تقع في مطبات التبعية من جديد, فعلى شعوب المنطقة الطامحة للاستقلال والحرية والانعتاق من ربقة الدكتاتوريات والتفكير بجدية في كيفية الوصول إلى الأهداف بأقل الخسائر لان العدو لا يتوانى عن استخدام أقذر الأساليب لمواجهة الإرادة الحرة لهذه الشعوب واقلها أن ينعتها بالإرهاب والتبعية والعمالة وهذا ما رأيناه في أماكن متعددة من ساحات المواجهة مع الأنظمة المرتبطة أصلا والراعية لمصالح دول الاستعمار الحديث, وما ساحات المواجهة الليبية والبحرينية واليمنية عنا ببعيد, والمنطق يقضي صحة المقدمات لكي تكون النتائج صحيحة كذلك. والعبرة بالنتائج وانتصار الشعوب وكيفية الحفاظ على هذا المكتسب العظيم.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !