مواضيع اليوم

الثورات العربية هل هي ثورات مدبرة ام ثورة حضارات

mos sam

2012-05-15 14:51:01

0

 الثورات العربية 

هل هي  ثورات  مدبرة  ام صراع  حضارات 

الثورات العربية   هي  قفزات  محتومة  نحو التغير    كردة فعل  دفاعية  للذاكرةالتاريخية  الحضارية للانسان العربي   فهي ثورات  كرامة  وحضارة 

الكثيرين  يقلقون  هل  هي  ثورات  مدبرة 

ام  هي  ثورات  عفوية ؟؟  ان  ثوراتنا  ترتكز  على  جذور  قديمة   سبق  نموها  وتاصلها   وهذه الجذور  هي  موروث  حضاري  قديم  مختزن  في  ذاكرة المواطن العربي  ((موروث فكري   اجتماعي  ديني ))

ولا يمكننا التكلم  عن اي بند  بشكل  مستقل  فكلها   واحدة 

ان الذين  ثارو  انفسهم   في الساحات  لا  يزالون  مندهشين الى  اليوم  بما فعلوه  ولا  يصدقون انفسهم  دائما  جوابهم  هو   لم  نكن    نتوقع ان  نحقق  ثورة  خرجنا  غاضبين   معترضين  نريد  الاصلاح   وفجاة  تغير  بنا الوضع الى  الاطاحة بالمظام في  ظل التايد  الجماهيري  العام   

وفعلا  ثورة  مصر  كانت  ولا  تزال  بغير  قائد  هي  فعلا  انتفاضة  شعبية  ولا  تزال  تفتقر  الى التنظيم 

ان  ما حصل مرتبط  بعوامل  داخلية  وخارجية  وليس   موضوع الفوضى  الخلاقة  فالغربيون لديهم موسسات تدرس وتتوقع الحدث  وفي  حال   صحت  نبوءتهم  ينسبونه اليهم  ليشككونا بانفسنا 

لقد    قامت الثورات في البلاد  بشكل  متناغم  ومتتالي  هذا  لان  الشعوب العربية  اصلا  هي  شعوب  متقاربة  وتفكر  بطريقة واحدة  تقريبا   ويربطها  تاريخ  مشترك  تاريخ  ديني واجتماعي  وقبلي  وانساب  كثيرة  جدا عبر التاريخ وهي  تعاني  من ادراة  سياسية  واحدة ايضا  جعلت  معاناتها  مشتركة 

ورب ضارة نافعة 

ففي  ظل  التراث  المشترك  من تراث  ديني واجتماعي  واقتصادي  وتاريخي    بحسب  درجة  ثقافة  مواطنينا  من راس الهرم الفكري  الى قاعدته  تشكل  الشعور  العام  وردة الفعل 

ان  تدخل  عوامل  داخلية  وخارجية   في  محاولة  لاختراق  هذا الكيان التاريخي  للفرد  ومحاولة  محو  ذاكرته التاريخية  او صهره في  قاعدة  فكرية  جديدية  جعل  جرس  الانذار  يدق  والانفجار  المفاجئ  ينطلق في  ثورة الغضب والكرامة 


من اسباب  ثورة  الغضب والكرامة 

العولمة 

العولمة المفتوحة  بدون قيود   وعملية  الاتصالات الواسعة    والاختلاط  الحضاري الذي  يتعرض  له العالم  اليوم   كان سببا  مباشرا  في  ردة الفعل  هذه   فعادة  في العولمة المجتمع  الاكثر  تطورا  يمتص المجتمع  الاقل منه  علما  وتطورا  الى  ان يلغي  ثقافته  ويحوله الى  ذاتيته 

وهذا  سبب  صدمة لدى  الانسان العربي  الذي يمتلك  ارثه التاريخي  واصالته الداخلية التي  لم  يفقدها برغم  كل  الاحداث التي  مرت  على المنطقة  عبر  التاريخ 

السبب الثاني  ان  طول بقاء  الانظمة العربية  على  سدة الحكم في  كل البلاد  شكل  ازمة  اجتماعية فهذه  الانظمة  لم  تعد   حكام  موظفين  وروساء  تحولت   بهيكلها التنظيمي السياسي  الى  مجتمع  جديد  بدا من اتحاد مصالح   الروساء  بالتجار اولا  واصبح  عبر الوقت  لهم  مصالح  شكلت  رعايا  كثيرة  تابعة  لهم  وصارو  مجتمع  ضمن  مجتمع  وهذا المجتمع الجديد هو  مجتمع  مصالح  اسود  لم  يستطع  المواطن العربي في  البلاد  تحمل  الاحتكاك  به 

هنا  احس  الانسان  ان ذاته  وشخصيته  تسلب منه بالتدريج  وترسم  له  ملامح  جديدة لا  يقدر  ان يتقبلها  والاجابة  هي الرفض  

في  تقاطع الفكر الحضاري  للشعوب   

لدينا الان  شعب  محاط  بعولمة  جارفة  تاتي من الخارج   ونظام  اجتماعي  داخلي  جديد  خلق من النظام السياسي  وهو  مفروض  عليه  بالقوة فانفلت  صمام  الامان  ودقت  طبول  الاعتراض  والثورة 

ومواجهة الموروث  الديني  ايضا  بالعولمة  يعتبر  سببا  رئيسا  من اسباب التطرف  الديني  فلا  يمكنك  ان تكون معتدلا امام  تيارات  تحاول  ان  تلغي  عقيدتك   وهذه  ازمة  كارثية  تودي الى العنفس لدى للمتدينين 

وفيما  بعد  الثورة    لم  تكفي فكرة  بهدم النظام  السابق  لان البنية الاجتماعية التي  تركها النظام  وراءه  هذه  الان تحارب الثورات  وتستمد  قوتها من الغرب  الداعم للديكتاتوريات   لحماية  مصالحه المرتبطة بمصالحها  مباشرة 

فبدات  الثورات  تغير  مسارها  من نظام  ثوري  سلمي  او مسلح  الى  نظام موسساتي  لتضمن  استمرارها  وعدم  الالتفاف  عليها  وكانت  بداية  هذا النظام  اللجان   الشعبية  ثم  التنسيقيات 

ومنبع اللجان الشعبية  كان  مصر  والتنسيقيات  الثورة السورية 

وتنتقل  هذه السياسة  الى  كل المجتمعات الثورية  كادبيات  ثورية  لاعادة  تنسيق  البنيان  الاجتماعي الذي  تبعثر  بسبب موجة العنف التي تعرض  لها 

نحن اليوم محتاجين الى  النقد  الذاتي  والتنسيق  في  نظام  موسسات   لمعرفة   حددود  ثقافتنا وحضارتنا العربية التي  يحاول الغرب  سلبنا اياها  منذ  قديم الازل  ولم  يقدر الى اليوم  

واطرح  مثل بسيط جدا  لو  ان  دول العالم اليوم كلها  اصبحت فيها  درجة  الاستهلاك والانتاج  مثل الولايات المتحدة  الامريكية  فنحن محتاجين الى  ثلاثة  كواكب  بحجم كوكب  الارض  لتغطية  هذه الكلفة  ما بين طاقة ومواد خام  

وهذا  مستحيل فاين هو العدل  االاجتماعي  اذا فالدول المتقدمة  تحاول  ان  تحافظ  علينا  فقراء  لانها تاخذ  حصتنا من الانفاق  وفي  حال  نمو مجتمعاتنا  فهذا  سيوثر على تقدما  ويخفف من درجة رفاهية الفرد  وحياته  عندهم ثم ماذا  لو  احتجنا  موارد الطاقوة التي  نملكها  فماذا  هم فاعلين الموضوع  معقد  جدا  وهو  راس الحربة في كل السياسات الغربية بحقنا  سيما الان ان  امريكا  مثلا تعاني  من الشعور  بفقدان الامان في  مواطنيها  واللاهدف والازمة المالية   وهي التي  تحتاج الى  دعم  شعوبنا  وليس العكس  كما تحاول ان توهمنا به  نحن  قادرين على  النهوض  والتطور  ولكننا نحتاج  ان نعيد هيكلة انفسنا  وتطهير مجتمعاتنا ممن  تشوهت  نفوسهم  وتمنهجو  بسياسة  تخريب  كل  شيئ  حولهم  لمصلحتهم  فعلينا ان نعرف  مواطننا انه هو  الغاية النهائية  في  كل  شيئ  ومن يكون  ومن اين اتى والى اين يذهب  بارك الله في  ثورتنا  واحرارنا  والمجد لدم الشهداء 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !