مواضيع اليوم

الثورات العربية – استبداد و مؤامرة (1)

Wael Abubaker

2012-01-05 12:22:51

0

الثورات العربية – استبداد و مؤامرة (1)

ليس من طريقة أفضل للبدء بالحديث عن الثورات و الاستبداد و الظلم و الحكم من الاستشهاد بما قال الكواكبي, حيث قال :
المستبد يود أن تكون رعيته كالغنم برا وطاعة، وكالكلاب تذللا وتملقا , المستبد يسره غفلة الشعب، لأن هذه الغفلة سبيله لبسط سلطانه عليهم , المستبد خواف رعديد، يخاف من أفراد رعيته أكثر مما يخافون منه , الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية.
فمات البوعزيزي و انتقضت تونس و هرب بن علي و ليلى , و انتفضت القاهرة و تنحى مبارك و بعض من حاشيته. ثورتا تونس و مصر كانتا لطيفتين, ثورتان سلميتان إلى حد ما, غير دمويتان ( مقارنة بغيرهما) نسبيا و تنحى الرئيسان بسرعة و بطريقة غير مفهومة. و هنا كانت المصيبة. فظن بقية المنتقضين العرب أن الأمر سيكون بذات البساطة و السرعة في بلادهم, و ارتعب المستبدون من أن يذوقوا مصير ليلى و زوجها و مبارك الذي. فبدأ استبداد المستبدين بأقسى صوره في ليبيا و سوريا و اليمن, بالرغم من تشابه اليمن السعيد في سلمية ثورته و شعيه مع ثورتا و شعبا مصر و تونس. حيث خاف القذافي و ابن حافظ الأسد من أن يذوقوا ذات المصير. مصير الانهيار و الرحيل و المحاكمة. فقالوا علي و على أعدائي و تمسكوا بالسلطة كتمسك الأم برضيعها. يقول الكواكبي أيضا : " المستبد في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً"
إلا أن الغريب هو ظهور محبي المؤامرة من جديد في بلاد العرب و بساذجة لم نعهدها. فما يحدث في الوطن العربي للأنظمة المستبدة هو و بكل بساطة مؤامرة من قبل الغرب و الصهيونية !! فالبوعزيزي هو صنع اسرائيل , و الملايين من ثوار مصر و التحرير هم عملاء أجهزة المخابرات الغربية التي دربتهم على صنع الثورة. أما ما يحدث في سوريا هو ببساطة لأنها دولة ممانعة! أي ممانعة ؟ أو لربما يقصدون أنها دولة تمانع المواجهة و الحرب مع اسرائيل حتى اخر قطرة من دماء الفلسطينيين و اللبنانيين. و كذلك يقول محبي المؤامرة أن شوارع سوريا قد امتلأت فجأة بإرهابيين و سلفيين و مجرمين. متناسين أن الأمن القمعي المخابراتي في سوريا يعرف التفاصيل الكاملة حتى عن عائلة أي ذبابة تأتي إلى سوريا و ذلك بعد إخضاع تلك الذبابة المسكينة للتحقيق. متناسين و بذات البلاهة إجرام تلك الأنظمة بحق شعوبها , و دماء الأحرار و دموع الأمهات المقهورات.
المحزن فيما يقوله أولئك هو عدم إيمانهم بأن الشعوب العربية قادرة على الإنتفاض, و التغيير, و الثورة. فبعد سبات عميق لعقود طويلة على تلك الأنظمة أصبح ما يحث لا يصدق, كالحلم . و لكن نعم , تلك الشعوب قادرة على التغيير, و عدم السكوت , و إجبار الأنظمة على الرحيل, و بناء أوطانهم من جديد بسواعد من حديد. بغض النظر عن ما هو ات , فالقادم و بكل تأكيد أفضل من المستبد السابق, و الذي هو موضوع المقال القادم.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !