مواضيع اليوم

الثورات العربية و فلسطين

رأفت الظاهر طه

2011-12-01 11:56:40

0

 

ان الثورات العربية في بدايات القرن الحادي و العشرين ما هي الا البوصلة التي ستوجه و تحدد مسار القضية الفلسطينية. نقول الثورات ولا نقول الدول و ذلك من واقع تجربتنا مع الدول العربية و الاسلامية التي تنتظر الانبياء و الرسل او الرومان و الامريكان ان يحرروا فلسطين او ان يجعلوا من قضيتها قضية الامة و قضية الساعة!! و انا اؤيد و اتقبل اي نوع من التحرير و على يد من كان, فكفى احتلالا اسرائليا و تدميرا دوليا للشعب و الارض الفلسطينية.

الثورات العربية هي بذات ايدي وعقول الشعوب التي استُعبِدت و قُمعت على مدار قرن كامل او اقل, و هي ذات الشعوب التي انتخبت و اختارت حكامها بالماضي القريب و خربت بيوتها بايديها و كادت ان تذوب و تنصهر دونما اية مجد او تاريخ, و لكن هذه الشعوب اصبحت اليوم تحمل فوق رؤوسها شيئ اسمه الكرامة و الحرية و عدم الخوف من الحاكم و بالتالي سيكون من السهل عليها ان تفكر في فلسطين بعدما حصلت على نواقص الحياة السياسية و الاجتماعية التي طالما بحثت عنها في ماضي الزمن و الذي لم يسجل لامة باكملها سوى انجازات "كتاب غينز و الرياضة و الفساد و الجوع و الاعتماد على الاخرين ...".

الثورات العربية هي ثورات بعقول و ايدي شابة و احيانا هناك بعض الكبار في السن الذين لا يزالون يخافون على مصالح دولهم اذا اقتربوا من مسألة فلسطين و بالتالي هم من يديرون المعركة سياسيا و اعلاميا و ليس على الارض او على الاقل لا يزالون على مسافة بعيدة من طموحات و احلام "شعوب الثورات" ولذلك فاننا بل انني و حتى اللحظة لم نسمع او نرى اسم فلسطين في ثورات الشعوب او في الربيع العربي وقد ياتي ربيعا اخرا و نحن على نفس الحال !!!

الثورات العربية هي ثورات ضد الفساد و ضد ظلم العباد, هي ثورات تبحث عن الكرامة و لقمة العيش, هي ثورات شبابية تبحث عن عمل و حياة كريمة و عن حرية تعبير و حرية انترنت و فيسبوك و تويتر و حتى انها ""بدأت"" باحثة عن حرية البيع على بسطة كما حدث مع ابو عزيزي "يمنعون الشباب من وضع بسطة على الرصيف بحجة النظام و ان هذا فضيحة و سوء سُمعه امام السياح الغربيين و بالتالي الدولة لم توفر لهذا الشاب او الشابة سوى الفقر و الحرمان و انعدام الفرص و تفرض عليه ان يكون تحت النظام و القانون و بحجج سخيفة لا تساوي ذرة كرامة او دم ". اذن هذه الثورات العربية لم تقوم لتحرير فلسطين او الجولان او العراق او افغانستان بل انها لم تطلب شيئا من هذا و اهتمت فقط بحياة عادلة و كريمة فهذه الثورات لم تحرك عملية السلام سنتميترا واحدا او مارست ضغطا على الغرب ممثلا بامريكا و اوروبا او على الشرق ممثلا بالثنائي الصيني الروسي لايجاد حل للقضية الفلسطينية او حتى انها لم تُقنع واشنطن بعدم استخدام حق النقض الفيتو في اقامة الدولة.

الثورات عربية و حتى اللحظة لم ارى من - يبوس او يُقبل - علم دولة  او جامعة عربية او علم فلسطين المُحتلة. فقد راينا جميعا كيف تنصب القُبلات على اعلام الناتو و امريكا و احيانا اخرى للعلم و الرئيس الفرنسي او لمهندس الدعم الفرنسي برنارد ليفي(صهيوني) . لا اعلم لانني ارى و نرى جميعا ان الدعم و التمويل و التدويل و المجالس الوطنية و اخرى المحلية و حتى اليافطات في الشوارع و علب الاسعاف في المستشفيات الميدانية و المقابلات التليفزيونية و حتى ايام الجُمعـــــــــــة """ جُمعة الحرية و الكرامة و المجلس الوطني و حظر الطيران و الامم المتحدة ...""" كُلها قد تكون مدعومة بايدي و عقول اجنبية و احيانا بجواسيس هنا و هناك - في ميدان التحرير مثلا كما حدث مع غبرائيل و غيره من الطلبة الاجانب!.

ثورات عربية و عربية بامتياز فقط لما خسرناه من موارد بشرية و مادية في ثورة ليبيا حُرة و ها نحن نخسر ذات الشيئان في سوريا و احيانا اخرى في مصر العروبة و لا داعي ان اكتب عن اليمن, فاليمن حُرق رئيسها و هو يُريد ان يحرق ارضها و شعبها و تحديدا شبابها و قد يسعى لتقسميها من جديد و بالتالي ما يهُمنا كفلسطينين هو غياب فلسطين و علمها و اهلها عن عيون و افكار الثورات العربية و ان اردت ان اكون خريفيا فاقول النتيجة هي تقسيم السودان؟. ففلسطين غائبة و مُغيبة و حتى انها غابت كُليا عن البرامج الانتخابية لبرلمانات ما بعد الثورة في تونس الخضراء و في مصر العروبة و قد يكون ذلك ايضا في ليبيا و اليمن و سوريا !!...

دمتم بخير

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !