السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، وبعد:

لا شك أنّ ما تفعلّه إيران وحزب الشيطان الذي يسمي نفسه زوراً ب"حزب الله" لا يفعلونه إلا لمصلحتهم هم ومن أجل منفعتهم هم ولا يبالون بأهل السنة بل هم يكرهونهم ويسمونهم بالنواصب ويحملون من الغل والحقد عليهم ما يحملون. وما مساعدتهم المدعاة لحركة حماس (إن صحت) إلا من أجل مصلحتهم أيضاً ومن جهه أخرى يستخدمون ذلك للّعب بعواطف أهل السنة والاستفادة من هذا الأمر لمصلحتهم كذلك ، وهم يلعبون على هذا الحبل كثيراً (حبل العاطفة) ويستخدمون في ذلك كل العوامل المحيطة التي من الممكن أن تساعدهم، فهم من جهه يستخدمون حركة حماس السنيّة كأداة لمساعدتهم فيساعدونها لما فيه مصلحتهم وفي نفس الوقت يستخدمون ذلك لاستجلاب عواطف أهل السنّة ولتييض صفحتهم أمامهم للتغطية على المجازر والمذابح التي ارتكبوها بحقهم في لبنان أمس وفي العراق اليوم وفيها وفي مناطق أخرى عبر التاريخ.
ومع ذلك فليس علينا أن نلتفت إليهم ونحاربهم أو ننشغل بهم ، بل علينا أن نترك ذلك ونلتفت للعدو المباشر (اليهود) الذي يتحكم بهم شعروا بذلك أم لم يشعروا ويستخدمهم كأداة متى شاء وحيث ما دعت الحاجة ؛ وجميع العلماء علماء أهل السنة الحقيقين الذين يتكلمون عنهم ويحذرون منهم (أي من الشيعة ورؤوسهم) إنّما يفعلون ذلك تقريراً للعقيدة الصحيحة ونبذاً لتلك العقيدة المنحرفة إلى حد بعيد التي يدعوا إليها رؤوس الشيعة وكتّابهم وهمّهم في ذلك (أي العلماء) إقامة جدار ناري حول أهل السنة لحمايتهم من وصول هذه العقائد الفاسدة إليهم وتغلغلها خلسة بين ثنايا أفكارهم، لا كما يحاول الإعلام الشيعي إيهام الناس؛ من أن علماء السنة يدعون إلى الفرقة والفتنة والاقتتال بين المسلمين، بل هم أحرص الناس على التحذير من الفتن ومشعليها وأحرص الناس على توحيد كلمة المسلمين، ولطالما دعوهم إلى تصحيح عقيدتهم والتوحد على كلمة سواء بعد التجرد من الحقد والضغائن قال تعالى : (( تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون)) سورة البقرة، فهم أحرص الناس على الاستعداد للعدو المباشر بدل الانشغال بالعدو الذي يطعن بالظهر، اللهم إلا دفاعاً عن النفس فشأنهم شأن أي دولة أخرى إذا هاجمونا أو اعتدوا علينا وجب على المسلمين محاربتهم أو إذا منعوا دعاتنا من الدعوة إلى العقيدة الصحيحة في بلادهم سواء كانت هذه البلاد في إيران أو أمريكا.

إذ أنّ
أهل السنة في الأصل ليسوا دعاة فتنه، ولا يحذرون من الروافض لهوىً في نفوسهم أو بإيعاذ من العدو كما يروج لذلك إعلام الروافض الخبيث، وإنّه في حال عدم تعرضهم لأهل السنّة فإننا لا نزيد عن التحذير من عقائدهم الفاسدة، وأفكارهم المنحرفة؛ غير أنّ الروافض أبوا إلا أن يجعلوا من أهل السنّة ضحية لهم في غير مكان من البلدان الإسلامية وما يحدث الآن في سوريا واليمن أبلغ مثال على ذلك؛ فهم بأفعالهم دعاة فتنة بامتياز وإن زعمت أبواقهم غير ذلك.
إنّ الثورات العربية من ألفها إلى يائها مخالفة للشرع القويم وحائدة عن الفهم السليم ففي بلاد مثل مصر واليمن والبحرين حيث لا يستطيع أحد أن يكفّرحكامها ويخرجهم من الملّة إلا بدليل صحيح وبرهان واضح من الكتاب والسنّة؛ فلم يسبق لعالم من علماء السنّة أن كفر حكام تلك البلاد؛ فالخروج على الحاكم والثورة عليه في مثل تلك البلدان لا تجوز للحديث الثابت عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: (( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله وقال: إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان )) متفق عليه والأحاديث الثابتة في هذا الباب كثيرة.
وفي بلاد على غرار ليبيا وسوريا ومع أنّ الرئيس الليبي قد أجمع العلماء على تكفيره لإنكاره للسنّة وتحريفه للقرآن والرئيس السوري الذي لم بنكر يوماّ أنّه علوي أو بعثي على الرغم من أنّ ذلك قد عرف عنه وانتشر انتشاراً شديداً، والعلماء مجمعون على تكفير الطائفة العلوية ( النصيرية ) لما تنطوي عليه من عقائد فاسدة ومناقضة للإسلام وعقيدة التوحيد، على الرغم من ذلك فالخروج على هؤلاء الحكام والثورة عليهم لا تجوز شرعاً لعدم توفر القدرة الضرورية لذلك عند من يريدون الخروج؛ فلا يجوز بحال للمسلمين أن يخرجوا ويثوروا فجأة ثم يطلبوا العون ويستجدوا النصرة من عدوهم من الدول الكافرة لما سينطوي على ذلك من سفك كثير للدماء وفتن وفوضى وقتل، كما لا يصح لهم ذلك قبل أن يتوحدوا أولاً على العقيدة الصحيحة، أمّا أن يتوحدوا فقط على إزاحة الحاكم وهم مختلفون فيما بينهم أشد الاختلاف فهذا لا يجوز بحال ولا يقول به عقل؛ لإنهم باختلافهم هذا يكونون قد سلموا بلادهم إلى أعدائهم لقمة سائغة بعد أن ينجحوا بإزاحة حاكمهم، ويكونون بذلك وقود لحرب هي ليست حربهم .
هذا من ناحية شرعية أمّا من ناحية سياسية فبنظري أنّ الداعم والمحرك الخفي للثورات العربية ما هو إلا الماسونية العالمية والمتتبع للثورات عبر التاريخ يعلم ذلك جيداً وها هي تترك بصماتها هنا وهناك وأساليبها هي هي وكأنهم لم يبذلوا جهداً حتى في تطويرها إذا ما استثنينا استفادتهم واستخدامهم لأدوات الاتصال الحديثة ، هم اليهود إذاً ومن غيرهم زعماء الماسونية العالمية ومن غيرهم يشعل الفتن والحروب بين الشعوب، وكأنّي بهم يرون أنّه الوقت المناسب ليبدأوا بالمرحلة الثانية من تقسيم العالم الإسلامي وبالأخص العربي بعد سايكس بيكو وأخواتها والتي جاءت بعد ثورة عربية أيضاً ! وربما يكون من الأدق للمطلقين أن يطلقوا عليه الربيع الماسوني لا العربي إن كانوا واقعيين؛ فما أجمله من ربيع لليهود وما أصعبه من خريف على المسلمين.
وبعد كل ما سبق فإن نظرنا إلى الحالة السورية بشكل خاص يظهر لنا جليّاً أنّ المستفيدين الأساسين من ما يسمى بالثورة السورية هما طرفين لا ثالث لهما : أحدهما اليهود ومن على شاكلتهم فهم يرون فيها وسيلة ناجعة لبث الفرقة والفوضى في بلاد المسلمين، وربما لتقسيمها في مراحل لاحقة، وما أسعدهم وهم يرون دماء المسلمين تسيل أنهاراً دون أن يبذلوا بذلك رصاصة واحدة أو يخسروا جندياً واحداً ، والآخر هم الشيعة الروافض الذين يجدون فيها فرصة سانحة لتفريغ غلّهم وحقدهم بإقامة أكبر عدد ممكن من المذابح المنكرة في حق أهل السنّة.

وربما هم كثيرون الذين سيتساءلون عند قراءة هذا الكلام قائلون؛ إذاّ ما الحل ؟!

والإجابة عن هذا السؤال قد تحتاج كتب مجلّدة ولكن في نفس الوقت يمكن أن تتلخص في آية وحديث ؛

أمّا الآية فهي قوله تعالى في سورة الرعد : (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) الرعد :11
وأمّا الحديث فقوله (صلى الله عليه وسلّم) : (( إذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب البقر ، و رضيتم بالزرع ، و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا ، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ))
الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: الالباني – المصدر: صحيح الجامع –الصفحة أو الرقم: 423
خلاصة حكم المحدث: صحيح

إذاً الحل هو بالرجوع إلى الدين بنص الحديث ؛ الحل أن نصلح ما بأنفسنا وأن نعرف ربنا حق المعرفة ثم نعبده على الوجه الذي أمر به،
التوبة والرجوع إلى الله؛ هذا هو الحل
.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين