الثورات العربية تتلاحق من بلد الى بلد دون اتباع خط جغرافي معين فحينا تندلع في شمال افريقيا وحينا اخر في شرق القارة الافريقية واحيانا اخرى في منطقة الخليج العربي من تونس انطلقت ولحقت بها مصر والبقية تاتي هذا متاكد لان الوضع لن يعود كما في السابق والمتامل في هذه الثورات يباركها بسرعة خاصة اولائك الذين خبروا حياة المواطن العربي من الخليج الى المحيط وادرك بان الشعوب عبيد عند الحكام اغلب المواطنين العرب من الذين بقي لديهم همة الحياة مرتفعة فرحوا ودافعوا عن كرامتهم في هذه الثورة العربية وكلهم رغبوا في التغيير والعاقل في هذه الشعوب يتساءل عن اي تغيير يبحث العرب ؟وهل هي ثورة محلية على الحكام العرب فحسب ا انها ثورة قيم ومبادىء انسانية يجب ان تطال كل العالم ؟الغرب يتفرج ويعلق على هذه الثورات بمقادير فالشعوب الغربية اعجبت بالشخصية العربية التي لا طالما قيل عنها انها وضيعة وخسيسة وعديمة الفائدة تبحث عن المذلة وتريد حياة المهانة اما الحكام الغرب فان موقفهم يتراوح بين الشخصي المعجب والسياسي المسؤول الخائف من حقيقة ما يدور .وحقيقة ما يدور في العالم ان الثورات العربية هذه هي عملية استبطان للانسان في كل العالم ومن ظن ان الثورات العربية ستقف حد العرب فهو مخطىء واذا ذهب في ذهن عموم المواطنين العرب وحتى المثقفين والساسة ان هذه الثورات هي بغاية تغيير نظام الحكم العربي فان ذلك لا يعدو ان يكون تغيير حكم بحكم وليس تغيير نمط سياسي كامل والنمط السياسي لم يكن بيد العرب ولا المسلمين بل كان بيد الدول الغربية .اذا اراد العرب حقيقة هذه الثورات وذهبوا حتى النهاية فهذا امر مفرح لان هذه الثورات منتهاها سيكون بتغيير الانظمة الغربية كاملة .لماذا ؟لان الغرب كان وعلى امتداد قرون يتحكم في الادارة السياسية العربية والاسلامية وكان على علم بكل تجاوزات الحكام والملوك العرب وكان يساعدهم في اخفاء اموالهم بالبنوك الغربية وامريكا دون رغبة في كشف المستور ومساعدة الحكام العرب على هذا التصرف يخفي وراءه سياسة كبيرة تكشف تورط السياسة الغربية والشخصيات الغربية في تازيم الوضع العربي ومساهمتهم الكبيرة في اذلال الشعوب العربية والاسلامية وما حدث للعرب على مدى هذه العقود كان بتدبير مسبق بين العرب والغرب ساسة وحكاما .لذلك فان هذه الثورات ان اكتفت بالتغيير المحلي للعالم العربي فهي مبتورة وهي لا تعدو كما اسلفت ان تكون تغيير نظام حكم باخر ولكن ما اقدم عليه العرب في عمقه هو ثورة اعمق فهي عملية استئصال للغول البشري من العالم وهذا الغول متاصل عند الحكام في كل العالم واذا لم يرتقي الوعي العربي للتحليل الى هذا العمق وبتصدير هذه الثورات للعالم الغربي فلن يتغير شيء ذلك ان الانسان الغربي او المواطن الغربي بسيط في تفكيره ولا يدرك هذه التداخلات وهو الذي عودوه بالتحليل المنطقي والديمقراطي ولكن بعيدا عن الممارسات السياسية التي لا يغوص فيها وان غاص فهو متقلد لالة القمع الغربية كغيره لذلك فان الثورات العربية ستطال الغرب واذا العرب سيتقيدون بالنموذج الديمقراطي الغربي لتطبيقه على انظمة الحكم الجديدة فاننا سنعود الى القمع بلغة ديمقراطية واكثر ايلاما من التي كان العرب يعيش بها وهنا فان العرب مطالبوم بالبحث على نموذج سياسي حكمي ياخذ بايجدابايا الغرب والعرب معا مستئنسا بالتاريخ والامبراطوريات القديمة التي عمرت طويلا وذلك لانتاج شكلا سياسيا جديدا يتماشى وواقع العرب وبمناخهم وعقيدتهم ومنه التاثير الايجابي على الغرب ليبحث بدوره على الثورة المناسبةالتي ستخرجه من مازقه الديمقراطي الحالي القاتل للبشرية
التعليقات (0)