مواضيع اليوم

الثقافه العربيه

جواد الحسن

2009-07-25 18:08:25

0

 الثقافه العربيه الى اين

من المفردات المتداوله والهامه جدا بحياتنا هى مفرده الثقافه ,والثقافه هى اساسا التمكن وصقل النفس والفطنه وادراك الفرد للمجتمع وللعلوم والمعرفه فى شتى الميادين وازيدها انا هى فن التواصل مع الاخرين . فكلما زاد نشاط الفرد ومطالعاته واكتسب الخبره فى الحياه زاد معدل الوعى لديه واصبح عنصرا فاعلا فى بناء المجتمع.
يقول البرفسور العربى شكرى عياد ان علاقه الثقافه العربيه بالتحديث لا يمكن ان نطمئن انفسنا لها . فلقد تعلمنا من التجارب السابقه ان امر التحديث لا يمكن ان يكون الخيار الاوحد وانما هى ثلاثه خيارات يجب علينا ان نقرر الاصلح منها. اما ندع القالب يتحكم بالماده وهذا يكون بان ناخذ
الثقافه الغربيه بقوالبها ومادتها ,بشكلها ومضمونها اى تصبح غربيه قلبا وقالبا .واما ان نرفض القوالب الثقافيه المستورده ونبقى متشبثين بما عندنا .اما الخيارالثالث ان نعرف ما يصلح لنا من ماده الثقافه الغربيه المعاصره.
وعليه كانت الثقافه بكل ارجاء العالم هى روح الامه وهى ابداع الامه وعنوان هويتها والركيزه الاساسيه فى بناء المجتمع والامم .وعرف التاريخ الانسانى ثقافات متعدده كالثقافه اليونانيه والرومانيه والفارسيه والهنديه والفرعونيه وغيرها.وبعد استلام العرب دفه القياده الفكريه والعلميه فى القرن السابع للميلاد, فقدمت الثقافه العربيه الاسلاميه فى ذلك الوقت الابداع الامثل
على مر العصور حتى جاء انحسارها فضعفت فى ميادين الفكر والعلم والمعرفه وغلب عليها الجمود وضعفت امام تيارات الثقافه الغربيه .
وفى حقبه العشرينات من القرن المنصرم ضهرت من جديد مجموعه متميزه من المفكرين والمبدعين كان ابرزهم سلامه موسى والذى تتلمذ على يديه كبار كتاب الفكر والمعرفه ومن ضمنهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ ولكن سرعان ما اتهموه بعدو الدين لانه طالب بالفكر الاشتراكى والذى اصلا ماخوذ من الفكر الاسلام كمضمون .
وبعد رحيل سلامه ضهرت شريحه كبيره من المبدعين والكتاب والمفكرين والمثقفين سرعان ما تلاشت فى نهايه السبعينات .
ويوكد الدكتور غالى شكرى احد المتحمسين لفكر سلامه حين قال ان سلامه كان يرى ان تحرير الطبقات المطحونه من العبوديه ( ويقصد الوهم والخرافه) سوف يودى الى تحرير الفئات الثانيه وهى عبوديه الاستغللر الطبقى.
مات سلامه وترك لنا الكثير من المولفات وكثير من التساولات فاتهموه كما ارادوا . فمن يكتب بالعقلانيه يرموه بالحمم ومن كتب بالفكر الاسلامى الصقوا به تهمه التطرف والارهاب حتى هلت علينا ثقافه جديه سرعان ما انتشرت وتنامت الا وهى ثقافه التعرى والانحلال وثقافه الجنس وثقافه الافلام الاباحيه والبرامج المناديه للفساد وقامت تلفزه عربيه بواعز وبدونه بنشر التفسخ والترويج لبضاعه فاسده .
اما الجانب المعاكس انتشرت قنوات عربيه اخرى متشدده رات من هذا التشدد هو الرجوع الى الفكر الاسلامى وكانت النتيجه محتومه بالتطرف الدينى وضاعت الوسطيه والعقلانيه.
ان الصرخات المدويه التى يصرخ بها المثقف العربى لم تعد مسموعه مع وجود الكم الهائل من محطات التلفزه الغير موجهه والتى زادت من تهميش المجتمع وتزيد من غربته وتزيد من معاناته
وحزنه وفقره بالاضافه الى عالم الانترنت وهذا عالم لا يمكن مراقبته والتحكم به فبرزت من خلال كل هذا تناقضات مضحكه مبكيه فحين لا يجد الفرد منا قوته نرى على صفحات االمجلات والجرائد اخبار حفل خطوبه لمغنيه عربيه يكلف الملايين ليتبارى الوزراء والدبلوماسين لحضور هذا الحفل .
ان حاله الاحباط والانكسار والتردى الذى يمر بها المثقف العربى ويمر بها المجتمع بشكل عام
تستوجب منا نضره تامل واعاده الحسابات حيث اصبح المثقف يموت ولا يجد من يمشى بجنازته
الا المهمومين امثاله ولربما مات من قسوه الزمن ولربما لم يجد ما يقتات به .
ان وجود شريحه كبيره ومتميزه بالمجتمع العربى من المفكرين والكتاب والمفكرين لهو عار على المجتمع حينما لا يجد هولاء فرصتهم وحتى قوتهم ويبقوا مهمشين حتى يصابوا بالغبن وخيبه الامل.
اما المرتزقه والطبالين والراقصين على القبور واللذين يجيدون فن التلون لكل حاله ومن مدعى الثقافه فقد نالوا النصيب الاكبر وكتموا الاصوات الشريفه التى ارادت ان تبنى لمجتمعها .
يعيش العالم العربى على فوهه بركان من انحسار الواعز الدينى والاخلاقى والثقافى واصبح الكتاب يباع بسوق الخضار ليلف به بعض الخضروات ومصيره اخيرا المزابل , ولم نعد نعرف طه حسين ولا العقاد ولا نجيب محفوظ ولا سلامه موسى مقارنه مع اسماء المغنين والراقصين .
ومن هذا المنطق لابد من تدخل المسئولين وبقرار حاسم لاعاده النظر وانصاف المبدعين والشد على ايديهم وتهياه المناخ واعطاهم الفرصه وتامين قوتهم على اقل تقدير حتى يستطيعوا ان يقدموا ابداعهم الفكرى والثقافى والفنى من جديد والنهوض بالمجتمع بنوع من العقلانيه والمنطق
ليستفيد منهم الجميع والا سيبقى المثقف والمبدع مهمشا والى الابد حتى نقول لكم ولهم مات الفكر ومات المفكرين ومات المثقف وماتت الثقافه وماتت الامه والبقيه بحياتكم.
وللحديث بقيه 


جواد الحسن




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !