الثقافة الوجه الغائب
الثقافة عنوان الشعوب ووسيلة التقارب وفضاء الحرية الواسع ,وبسمائها يٌحلق طائر الفكر, فهي مرآة تعكس كل مايدور بداخل المجتمعات وهي وسيلة الدراسة التي لا تحتاج مراجع كثيرة فإن تنوعت مصادرها واتجاهاتها عكست واقع المجتمعات وأبرزت صورته وإن غابت أو غاب أي فرع منها أصبحت المرأة مقلوبة لا تعكس إلا الصور القليلة الحاضرة بقسوة !
صناعة الثقافة ليست بحاجة لجهود وطاقات بل تحتاج لمنابر ووسائل متعددة ومتحررة فالأندية الأدبية والصوالين الثقافية والمنتديات والفعاليات لا تصنع ثقافة إذا لم تكن ذات إستقلالية تامة , ويزداد الأمر سوءاً إذا أصبحت منابر الثقافة مختطفة وغابت أوعية ثقافية عن الساحة قسراً , فغياب أوعية اشد من الاختطاف فهي غائبة بحجج كثيرة لا صحة لها وما بقي لا تصنع شيئاً فهي بوق تارة ومسمار جحا تارة أخرى .
التنوعي الوعائي للثقافة يٌسهم في زيادة الناتج الفكري والمعرفي ويهدم أوتاد الفكر الواحد ويعزز قيم المجتمع ويحتضن الطاقات والمواهب , ويسهم التنوع الثقافي في إظهار الصور الناصعة للعيان فلا الوان فاقعة ولا الوان حاجبة .
لا تكون الثقافة جزءًا من المجتمع ألا إذا كانت نابعة من المجتمع وللمجتمع وكان من يتصدر منابرها وأوعيتها من المجتمع حاملاً لهمومه وأطروحاته , ناطقاً بإسم المجتمع غير باحث عن شهرة أو مال وغير مميع ولا مضخم !
تعددت منابر وأوعية الثقافة بداً من الصحافة مروراً بالفنون الأدبية وصولاً للسينما والمسرح وأصبحت حائرة إما مختطفة مسيرة لا مخيرة , أو واقعية بأيدي لم تحسن التعامل معها ولم تسخرها للخدمة الاجتماعية والرسالة الإنسانية بل سخرتها لمصالحها الشخصية وذلك الحال مسخ الثقافة وذاق من وقف صارخاً بوجه الاختطاف والتمييع سم الصراحة والنقد الذي بسببه مات كل غيور على المنابر والاوعيه .
لن تعود الثقافة للمجتمع وتصبح جزءاً منه وخادمة له إلا إذا تحررت من قيود الاختطاف و قبضة أصحاب الأهواء والمصالح الشخصية , عندئذٍ نقول كل الفنون بمختلف أنواعها للمجتمع ومن المجتمع حتى وإن استدل البعض بنماذج سيئة فإن الخير كثير والشر قليل فلكل مجتمع أطروحاته الخاصة به !
الثقافة مرآة الشعوب العاكسة لما بالدواخل فلنحمي الثقافة المتنوعة المتعددة ولنشجع كل من ركب موج من أمواجها فهي لنا وللأجيال من بعدنا !
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى .
التعليقات (0)