الثقافة المُنتظرة
للثقافة عدة تعاريف تختلف بإختلاف تفكير وبيئة المُعرف لها لكن ومع ذلك الإختلاف هناك إجماع على أن الثقافة منتج إنساني قادر على الارتقاء بالبشرية في شتى المجالات ، يترقب السعوديين بداية اعمال هيئة الثقافة بعد صدور أمر ملكي بإنشائها وتشكيل مجلس إدارتها فبداية العمل تعني بداية دورة جديدة في حياة مجتمعِ عاش حقبة زمنية تلقى فيها ثقافته واعاد تدويرها من خلال منابر الوعظ وأشرطة الكاسيت وجولات الدعاة بمختلف المدن والهجر تلك الحقبة تستحق أن يُطلق عليها "ثقافة الموت" أيضاً كانت هناك بعض الفعاليات الثقافية والفكرية الخجولة والتي أسهمت في تكوين حس ثقافي مُغاير كثير ما تصادم معه التيار الديني الحركي خصوصاً مغامروا الصحوة "المُحتسبين" ، الثقافة مفهوم شامل فني وفكري وتعليمي وإبداعي ومع وجود مؤسسات تتقاسم كعكة الثقافة وتُسير عجلتها بشكلِ تقليدي يترقب الوسط الثقافي توحيد الجهود الثقافية وإدارة الشأن الثقافي بشكلِ علمي سلس لا يترك صغيرةِ ولا كبيرة إلا وجعل منها مادة يُستفاد منها ، من الفنون مروراً بالمسرح وصولاً إلى الإهتمام بحركة التأليف ودور الكتاب في تشكيل وعي الأجيال والأفراد أمام هيئة الثقافة دورُ كبير ومسؤولية شاقة خصوصاً وأن المجتمع خرج للتو من شرنقة الصحوة وأنكشفت له خفايا تنظيمات الإسلام السياسي بعدما كانت تقوده العاطفة وتسيره خُطب ومواعظ الظلاميين الذين تحكموا طويلاً في المشهد بإسم الله كما كانوا يدعون ، المسؤولية الجسيمة التي تنتظر هيئة الثقافة يجعلها بمرمى نيران الظلام وأهله ليس لأنها خارجة عن نطاق إرادة أهل الظلام وهي كذلك بل لأنها ستضع حداً للظلام وستفتح للمجتمع آفاق كان أهل الظلام يقفون بطريقها مُحرمين ومتباكين فتلك الآفاق ستحرق أهل الظلام وتُبدد ظلامهم إلى الأبد وسيكون للفن والعلم والعقل مكانة طاغية لا تُغلب ولا تُقهر شريطة أن تكون الهيئة قادرة على تحقيق تطلعات المجتمع المتنوع والذي ينتظر من هيئته الوليدة تقريب المسافات وتحقيق الأمنيات بعد سنواتِ من الصبر والعذاب قضاها مُستمعاً لا قرار له ولا أوعيه ثقافية جادة بمعناها الشامل الذي لا يجهله أحد .
التعليقات (0)