في كل زمان ومكان نستطيع أن نقدر للتراث قيمته ودوره في تكويننا النفسي والاجتماعي ونأخذ منه ما تقتضيه حاجتنا اليوم، وأن نقبل على الثقافة المعاصرة فنقتبس من ثقافات الآخرين ما تحتاج إليه ثقافتنا لتحقق معاصرتها ومواكبتها للثقافات الأخرى، ولاسيما في ميدان العلوم والتقنية المستحدثة في السنوات الأخيرة، فالمواءمة بين الموروث والجديد يحفظ للأمة هويتها ويجدد طاقتها على النماء والتطور .
والعناية بالتراث ليست فقط احتماء بالماضي وتمسك بالهوية المحلية ولكن أيضا من أجل الإرتكاز عليه والقفز إلى المستقبل فوجود خط متصل بين ثقافتي الأمس واليوم هو ما يشكل التوجه العام الذي يكون عليه عالم الغد. والثقافة الصحراوية من هذا المنطلق لها فلسفة خاصة تبني عبرها قيمها وعاداتها وتقاليدها التي تبرز عقلية الإنسان الصحراوي لعقود قادمة من الزمن وهي عقلية طالما تميزت بنفاذ البصيرة وسرعة البديهة وفصل الخطاب وقوة الإيمان ليصبح بذلك الفرد كما الجماعة فاعلا قويا ومساهما حاضرا في تشكيل خصوصية الثقافة الصحراوية التي لا زالت تحافظ في الوقت الحاضر على عدد كبير من الخطوط العريضة التي ميزتها في الماضي والتي لا شك ستتمسك بها في المستقبل لقوة الإقتناع والإعتزاز الحاصل بهذه الثقافة المحلية.
التعليقات (0)