شيركو شاهين
الطالبة( مي ) : كنت اسمع أشياء ظننتها بنظري وقلة خبرتي أنها أمور مخيفة .
الطالب ( سامان ) : اننا ضحية جهل المشرفين على تعليمنا في المدارس .
الطالبة ( كولبهار ) : لا اعرف لماذا يسمحون مثلا بزواج القاصرات بينما لا يسمح لهن بحد معين من الثقافة.
الى من نلتجئ لحل مشاكلنا الجنسية ؟ الكثير من الشباب ومن كلا الجنسين سئل هذا السؤال على الأقل بينه وبين نفسه وهم على أعتاب دخولهم مرحلة البلوغ والمراهقة , وسئل عين السؤال وهم يقفون أمام أول مشكلة تعصف بهم في طور التغيرات الفسلجية لنمو أجسامهم وشخصيتهم , و لا نقصد هنا تخصيص نوعية المشاكل ان كانت عضوية او نفسية فأنه من المؤكد ان لكلاهما نوعا متغيرا من ناحية التأثير من شخص لا خر وحسب الظروف الاجتماعية التي تحكم علاقة الفرد مع الآسرة أولا والأصدقاء والمعارف ثانيا .
فالمشاكل الجنسية وقلة الثقافة فيها هما وجهان لعملة واحدة اسمها الجهل بالضرورات الروحية للإنسان ومما قد يودي تفاقمها الى موت جزء كبير من المشاعر والأحاسيس النفسية, او كما قال الشاعر :
قاتل الجسد مقتول بفعلته
وقاتل الروح لا تدري به البشر
حول مشاكل الشباب والجهل العام بالمشاكل الجنسية كانت لنا هذه الوقفة لاستطلاع هموم المشغولين بها :-
آراء المراهقين
ان الشباب المتراوحة أعمارهم دون الثامنة عشر هم أول من بدأنا بهم ولاحظنا مع الآسف ان اغلبهم يتصفون بعدم إدراكهم للمعنى الحقيقي لموضوع الثقافة الجنسية, مقتصرة معلوماتهم على آلية المعاشرة , حتى انه ومن الحالات المؤلمة ان أحد هولا المساكين لا يفرق كليا بين معنى كلمة ((الجنس )) و ((الجينز )) وقد كانت أراهم كالتالي :-
الطالب ( محمد . ا ) خامس علمي :
ان أول مشاكلي في التعرف على الجنس أرعبتني الى أقصى درجة وذلك حين جاءني الاحتلام لاول مرة في بداية سن البلوغ , وكاد هذا الآمر ان يكون طبيعيا لولا آني قد تربيت في بيت تملاه التعاليم الدينية وصور الأولياء تملا الجدران من حولي وأوامر الصلاة ومخافة الله هما لسان حال أهلي لذلك اعتقد ان هذا الحلم هو دليل على تلبسي بالشيطان , فكرت ان أصارح أهلي لكني كنت أخشى اللوم والتأنيب وكاد هذا الآمر ان يودي بي الى سلوك طريق الانتحار لولا ان أحد أصدقائي أفادني ووضح لي ان هذا اعتياديا لمن هم بمثل عمرنا .
سألته :على من يجب ان تعتب حسب رأيك ؟
رد قالا : اعتقد ان عتبي ينصب على أهلي أولا و أخيرا .
الطالبة (مي . م ) السادس الأدبي :
قبل وصولي الى سن البلوغ وكما هو معلوم بما يصاحب هذا السن من مشاكل من هذا النوع وخاصة للبنات , كنت اسمع أشياء ظننتها بنظري وقلة خبرتي أنها أمور مخيفة وقد تؤدي بي الى الموت من جرائها وذلك من شدة ما سمعته , وبما ان والدتي وافاها الآجل وآنا طفلة ووالدي هو الوحيد الذي يسهر على تربيتنا وهو الذي شدد علينا بتباع الصراحة فيما بيننا فقد صارحته بمخاوفي وعندها دعا عمتي لتوضح لي حقيقة الآمر وقد هونت علي بعدها الكثير من المخاوف والشكوك , اما اذا سألتموني الى من اوجه اللوم بنظري أقول آني اللوم الأعلام الذي لم يوصل لنا هذه الفكرة بوضوح مثلما يوصل لنا ويحاصرنا بقصص وأفلام الحب والغرام.
الطالب ( سامان . ن ) السادس العلمي :
اعتقد ان كنا جهلة في مثل هذه الأمور فهذا آمر صحيح وواقعي لكن احب ان أضيف اننا ضحية جهل المشرفين على تعليمنا في المدارس فعندما كنت في الصف الثالث المتوسط وعندما بلغنا في مادة الأحياء الى الفصل (…) قام هذا المدرس بتجاوز هذا الفصل كليا بحجة ان هذا الفصل لن يدخل الامتحان بالرغم ان اختباراتنا النهائية موحدة (( بكالوريا )) , مما جعلنا نسأل عن حقيقة الموضوع ولكن والدي استطاع ان يوضح لي فكرة المادة وان يرد على اغلب أسئلتي وشكوكي حولها , لذا فآنا اعتب على المدرسين لدينا .
طلبة الجامعات
اما طلبة الجامعات فعموما كانت لدى اغلبهم معلومات عامة حول موضوع الثقافة الجنسية , لذلك سألناهم : هل يحتاج الشباب بنظرهم لقدر معينا من التربية الجنسية لتحميه من مشاكل التي قد تلاقيه خلال مشوار الحياة ؟
الطالب ( ثامر . ق ) كلية القانون :
نحتاج فعلا ان نتعلم كيف نعيش حياتنا الجنسية ,بعيدا عن الخرافات والأوهام التي تعاني منها مناقشة مثل هذه المواضيع ولكي نبتعد عن ما نناقشه بيننا من معلومات أكثرها غير صحيحة وقد تودي الى مشاكل كثيرة .
الطالبة ( كولبهار . ا ) كلية الأعلام :
الثقافة الجنسية بشرط ان تكون ضمن منهاج علمي يعتبر ضرورة ليفهم الشباب بالضبط حقيقة بواعث أحاسيسهم ولكي لا يشعروا بالخوف والرهبة منها وان تكون دافعا لهم بالحياة وليس بالانطواء , لكن اعتقد ان مثل هذا النوع من المطالب سوف تقف الشريعة في طريق تعميمها ولا اعرف لماذا يسمحون مثلا بزواج القاصرات بينما لا يسمح لهن بحد معين من الثقافة الجنسية ,( كزواج سيدتنا عائشة ( رض ) من الرسول ( ص ) وهي طفلة في الحادية عشر ) .
الطالبة ( خولة . م ) كلية الآداب :
أنها خطوة جريئة وهامة جدا حسب علمي وذلك لتعميق المفهوم القويم للغريزة الطبيعية في أعماقنا , وكذلك أتمنى ان يتحمل كل من هو مسئول عن مستقبل هذا الجيل مسئوليته في هذا الموضوع وخاصة الآسرة بعد ان تحول الأب الى مكنة لسد الاحتياجات المادية و آلام وعاء لإنجاب الأطفال .
الطالب ( فنار . غ ) هندسة كيماوي :
على الرغم من اننا طلبة جامعات و أكثرنا نملك قدرا جيدا من الثقافة العامة والأكاديمية , الاننا مع الآسف ابعد ما نكون عن مثل هذا النوع المركز من الثقافة , واشدد على اننا نحتاج الى مثل هذا النوع من التوجيه على ان يبداء من البيت أولا بالإرشاد المتواصل للأبناء .
الطالب ( عباس . ح ) كلية العلوم :
اعتقد ان التطرق الى مثل هذه الأمور هي حرام أصلا واعتقد ان التوجه نحو تعميق تعاليم الدين افضل بكثير لان مثل هذه الأمور تحكمها الفطرة , ثم أولا و أخيرا نحن لدينا مرجعية عليا هي الوحيدة المسئولة عن توجيهنا .
الطالب ( محمود .ح ) كلية إدارة واقتصاد :
نحن نعيش ضمن مجتمع من اهم صفاته الحياء وهو ما يميزنا عن بقية البلدان الأخرى واعتبر ان وجود مثل هذه الثقافة قد تؤدي في المستقبل الى المطالبة بالتحرر الجنسي فدائما يكون أول الغيظ بقطرة .
آراء الآهل
بعد ان استطلعنا آراء الشباب كان يجب ان نلم بعدها بآراء السادة أولياء الأمور ,وسألناهم : هل يحتاج أبنائهم الى جزء معين من الثقافة الجنسية ؟
السيد (يزن . ع ) موظف :
لا اعتقد ان أبنائنا بحاجة لمثل هذا النوع من الثقافة وهل لم يبقى لنا آلا مثل هذه المسائل لنعلمها لا بنائنا .
السيد ( يوسف . ض ) كاسب :
كيف أوافق ان يتعلم أبنائي ما لم يعلمه لي والدي ولا داعي ان نضيع وقت أبنائنا في تعلم الفساد .
السيدة ( مرام . ض ) موظفة :
آنا آم لأربعة أولاد وزوجي شهيد و اتالم بشدة لوجود سور يفصلني عن أولادي بهذا الوضع وكلما وقع أولادي في مشكلة من هذا النوع يلجئون الى خالهم او عمهم , لذلك فإذا كانت الثقافة الجنسية سوف يلتزم فيها الجانب الخلقي والشرعي فأننا بحاجة ماسة لها اما اذا كانت العكس فنحن ضدها .
السيدة ( فاطمة . ر ) موظفة :
لا نريد ان تفقد المرآة المسلمة حيائها وهو أغلى ما تملك وهو ما يزيد جمالها واحترامها .
السيد ( مراد . ر ) موظف :
اعتقد ان تعليم مادة مثل الثقافة الجنسية هو آمر خطير لأنها قد تفتح علينا سيلا من الأسئلة الجنسية وعندها لن نتمكن من الرد عليها وطبعا سنضع أنفسنا عند ذلك في موقف محرج أمام أبنائنا .
السيد ( زريان . ش ) تاجر :
لم لا , مازال فيها حلول لبعض المشاكل ولماذا نوافق ان يدرس أبنائنا مادة مثل التربية الوطنية التي تعمل على غسل أدمغتهم وبدون فائدة حياتية تذكر وهم طبعا ينجحون فيها ] بالكلاوات [ بينما نرفض ان يدرسوا مثل هذه المواد .
رأي الأساتذة
لكمال اوجه الموضوع من اغلب جهاته كان يجب ان نستطلع آراء الأساتذة التعليميين الذين يعتبرون من الأركان المهمة المسئولة في بناء الجيل الجديد, واستعلمنا منهم عن رأيهم حول ((هل من الممكن ان تكون المدارس قاعدة لتدريس مادة التربية الجنسية ؟ )) :-
السيد ( منير . ذ ) أستاذ التربية الإسلامية :-
في الحقيقة آنا لا أحبذ وجود مثل هذه المادة ضمن المناهج التعليمية في المدارس و الثانويات ليس من ناحية الحلال والحرام لان هذا الآمر متروك لذوي التخصص ولكن كوني لا أظن ان هناك أي تدريسي مهيأة تهيئة فعلية ليقوم بواجبه بخصوص هذه المادة على اكمل وجه فمادة مثل التربية الجنسية تحتاج لكادر مدرب وذو ملكة ثقافية عالية وهذا ما لا أترسمه بين اغلب الكوادر الموجودة حاليا وكذلك حديثة التخرج والتعين .
السيدة ( وجدان . ص ) أستاذة اللغة الإنكليزية :
ان موضوع التربية الجنسية بطابع علمي يشكل ضرورة ملحة لإنشاء جيل يفهم نفسه ولا يخافها ويسيطر على غرائزه ولا تتمكن غرائزه منه , بالإضافة انه هناك حالة من الارتباك في مفهوم الحياء لدى اغلب الفتيان الفتيات عند حصول أي مشكلة أو عارض .
السيد ( عبد الرزاق . ب ) أستاذ مادة الفيزياء :
ان فكرة تدريس مثل هذه المادة خطوة هامة وإيجابية لنساعد على تطوير واقع الفهم الجنسي لأبنائنا وطلبتنا .
السيد ( ستار . ف) أستاذ مادة الأحياء :
آنا اشك في ضرورة مادة مثل التربية الجنسية ضمن مناهجنا و أتمنى ان لا يتم التفكير بها وان لا ترى النور نهائيا ولا اعرف لماذا نهتم بتدريس مادة مثل هذه المادة وسط ما نلاقيه من مشاكل في حياتنا العامة منها الصحية والأمنية والاقتصادية واعتقد بان مثل هذه الأمور يجب ان نتركها للزمن فهو كفيل بحلها .
وهنا سألته : آلا تظنون يا أستاذ ان تحمل المدرسة حجما معينا من التوجيه في مثل هذه المادة افضل من ان نترك للشارع هذه المسئولية ؟
فقال : ان حل مثل هذه المشاكل يأتي عن طريق التوجه بالسؤال للمتخصصين وليس بفرض مادة على رؤوسنا .
رأي ذوي الاختصاص
بعد ان تعرفنا على آراء الشباب و أولياء الأمور وكذلك آراء الأساتذة المحترمين كان يجب ان نتلمس بعدها طريقا للبحث عن آراء المتخصصين والمطلعين بحجم تلك المعاناة عمليا وكان دليلنا في رحلة البحث تلك هي واقعية الحلول وبشرط ان تكون نابعة من صميم مجتمعنا وليس عن طريق استنساخ تجارب الدول التي سبقتنا في هذا الشان , واستشهدنا على مثل هذا الدليل برأي الباحث الاجتماعي الكبير المرحوم (( د. علي الوردي )) في كتابه خوارق اللاشعور حيث قال : ان فرويد لو عاش بين البدو مثلا لربما تصور اللاشعور مؤلفا من حب القوة وبعد الصيت بدلا من الشهوة الجنسية , واسترسل بعد ذلك بقوله : وربما صح القول ان العقل الباطن مؤلفا من أي رغبة مكبوتة سوء في ذلك الجنسية او غيرها وان الذي يجعل محتويات العقل الباطن مختلفة في بلد عنها من آخر هو المجتمع وما يوجه به من مثل وقيم الى أبنائه .
لذلك وجهنا سؤالا موحدا لجميع الاختصاصين : هل نحن بحاجة لتدريس مادة التربية الجنسية في المدارس ؟
الدكتور ( سلمان رمضان ) أستاذ العلوم الإسلامية :-
ان طرح مشروع تدريس مادة مثل التربية الجنسية لا تتعارض برأي مع تعاليم الدين الإسلامي نهائيا لان الرسول (ص) أكد على مثل هذه الفكرة من خلال حديثه الشريف (( لا حياء في الدين )) وقد تواردت الأخبار عنه انه كان يستمع للنساء في طرحهن لمشاكلهن الجنسية ويقدم لهن النصيحة قدر الإمكان بشأنها , وكذلك فهو لم يبخل بتعاليمه حول هذا الخصوص لصحابته والمسلمين بحثه إياهم على الإدراك التام لغرائز الزوجة قبل المعاشرة , وإذا كان الرسول (ص) قد نفى وجوب الحياء في الدين فلماذا اذا الحياء في العلم , وعموما فان رأي يقف الى جانب الفكرة لكني انصح بان يأتي الآمر بعد دراسة متروية من قبل عددت جهات للتباحث وتقريب وجهات النظر الشرعية والاجتماعية والعلمية بما فيه صلاح العالمين .
الشيخ (( عبد الحسين علي ) أمام جامع : -
اعتقد ان البت بمثل هذه المشاكل هي معضلة بحد ذاتها لأنه لم يرد في القران الكريم نصوص وآيات تشرح بالتفصيل هذه العلاقات خاصة المسائل الغريزية تحديدا وكذلك فانه من المعروف ان الرسول (ص) قد بين الكثير من الآيات التوجيهية ليسهل إدراكها مثل عملية الوضوء وتسلسل إجرائها بالضبط ولكنه لم يتطرق الى شرح معمق بالنسبة لأصول المعاشرة الزوجية بين الرجل والمرآة .
وهنا سألناه : هل تعتقدون سماحتكم ان قلة عدد السور المدنية (28 سورة ) بما يقابلها من عدد السور المكية (86 سورة ) والاعتماد على السنة الشريفة على مثل هذه القضايا أدى الى مثل هذه المعضلة ؟
فقال : هذه وجهة نظر سليمة لحد ما , لكن ما آلم بالدين الإسلامي الحنيف من صعوبات لنشر تعاليمه في فترة فجر الإسلام كان له التأثير الكبير في ذلك , بالإضافة الى ان السنة الكريمة لم تبخل في حيينها في رفد السائل بما ينير بصيرته ولكن حجم العداء المتزايد للدين الإسلامي وما لاقاه من تحريف كبير في حقائقه العظيمة أدى الى صعوبة اعتماد حديث مؤكد عنه بهاذ الشان.
الأستاذ ( جمال امين ) أخصائي خدمة اجتماعية :
يجب في البداية ان نفرق بين ما نتمناه وبين ما هو موجود فعلا على ارض الواقع , فأربعون عامل من المصادرة لأبسط مقومات الحرية والانغلاق الفكري التعيس الذي عاش فيه اغلب أبناء العراق أدى بشكل كبير الى اضمحلال الوعي الثقافي بشكل عام والثقافة الجنسية بشكل خاص وهناك أمثلة كثيرة في زرع روح التخلف في مجتمعنا , فالأطفال مثلا كانوا قبل سنوات يدرسون المرحلة الابتدائية بالنظام المختلط وهو ان يصاحب التلميذ زميلته للأعوام الستة الأولى من حياتهم الدراسية وبدل ان يتعمق مثل هذا الاختلاط الى المراحل المتقدمة نرى ان الوضع قد تراجع وتم فصل التلميذ عن زميلته , وكذلك فننا نلمس ضبابية وصورة مشوشة لرأى الجهات الدينية العليا ونحن نحتاج منهم الى رأيا موحدا وصريحا حول رأي الشريعة من تدريس مثل هذه المادة وخاصة وان الآراء تتضارب بين مذهب و آخر .
وهنا سألناه : ولكن ألا تظنون ان الإسلام كان واضحا في دعواه من قبل الرسول (ص) للتثقف في الأمور الجنسية فاصلا بذلك بين العصر الإسلامي والجاهلي من هذه الناحية ؟
هذا كلام منطقي وللعلم ليس في وقت الرسول (ص) بل وحتى كان امتداده الى سنين ما بعد وفاته في عهد الخلفاء الراشدون ولكن اتساع الإمبراطورية الإسلامية الى بقاع شتى أدى الى اختلاط العديد من الثقافات الدخيلة على الفكر الإسلامي وسط الاهتمام بتوسيع تلك الإمبراطورية على حساب الثقافة الاجتماعية .
سألناه أخيرا : ماهية رويتكم الأخيرة ونصائحكم بشكل عام ؟
ان شخصيا آري ان التربية الجنسية كعلم ضرورية جدا وسط مجتمع يستظل أبنائه بالجهل ويغرق النصف الأسفل من أبدانهم في وحل التخلف , واحب ان ادعوا الآباء لتحمل مسؤولياتهم باتجاه أبنائهم وخاصة الأطفال لان الخطاء ينمو مع هولا المساكين لذا وجب عليهم احتضانهم وان يزرعوا الثقة المتبادلة فيما بينهم و أخيرا يجب ان يطور الآهل قدراتهم على تقبل الأسئلة الجنسية والإجابة عليها بما ينطبق مع الشريعة الإسلامية والعرف العام .
الأستاذ ( كاميران شيخاني ) مستشار قانوني :
خلال مزاولتي لمهنة الدفاع وخبرتي في مجال القانون ولفترة تجاوزت العشرون عاما , أستطيع بسهولة الجزم ان نسبة لا تقل عن ( 50 %) من المشاكل الزوجية المعروضة أمام القضاء هي في الحقيقة نتيجة فقر المعرفة الصحيحة بحياتنا الجنسية , او ما يطلق عليه بلغة القانون بعدم التوافق الجنسي , وكذلك فان نسبة كبيرة من تلك الدعاوى تحل بعد جلسة استماع من قبل الباحث او الباحثة الاجتماعية , لذلك فان تجاهل مثل هذا النوع من المشاكل او القفز عليها لتجاوزها سوف يودي بالتأكيد الى استفحالها بشكل مرعب والمعضلة هنا ان طرح مثل هذه الأفكار التي تشير بوضوح الى إهمالنا ومقدار تقصيرنا يندفع البعض للجوء الى طرح تبريرات خالية من الموضوعية , واعتقد وبما اننا على أعتاب إقرار دستور جديد للعراق يجب النظر بعين الاعتبار لمثل هذا النوع من المطالب الداعية لتطوير الثقافة الجنسية بالنسبة للمجتمع المتمدن , وكذلك يجب فصل الدين نهائيا عن التشريعات القانونية للمجتمع المدني ومثال على ذلك مسالة تعدد الزوجات والذي يقف الدين فيه مع القانون على طرفي نقيض .
الدكتور ( دانة خليل ) أخصائي الأمراض النفسية : -
على الجميع ان يراجع حساباته قبل ان نؤيد هذه الفكرة او ان نرجمها بحجر , فعموما لا يعيش أبنائنا حياة نفسية صحية وذلك لحجم ضغوط الحياة المتزايد , واعتقد انه من المهم التميز بين الثقافة الجنسية وبين التعليم حول هذا الشان , لان الثقافة عموما تكتسب من خلال البحث وتقص الشخص المعني حول فكرة معينة , اما التربية الجنسية فهي بالضبط ما يحتاجه الشباب وما يجب ان نركز علية عن طريق وضع مناهج محددة ومقسمة الى مراحل تتناسب مع السن الذي تدرس فيه , ويجب ان نحذر ان قلة الإدراك حول هذا الأساسيات سينعكس بالتدريج على اعتلال الصحة النفسية بالنسبة للمتأثرين بها .
وهناك حالات مرضية واضحة الأسباب لمثل هذه الاضطرابات مثل البرودة الجنسية لدى المرآة ونسبة كبيرة من حالات العجز الجنسي لدى الرجال ومن الممكن ان يتطور الآمر مع مرور الوقت الى زيادة ظاهرة الشذوذ الجنسي بين أوساط الشباب من كلا الجنسين لذلك فان الحل بنظري يقع على عاتق إصلاح المناهج التعليمية لان المدرسة عماد الحياة , وكذلك بان يساهم الأعلام بشكل عام بطرح البرامج الجريئة لمناقشة هذه الظواهر و أكد ان الثقل الأعظم والوزر الأكبر يقع على عاتق الأعلام .
الدكتور ( مؤيد عدنان ) أخصائي الأمراض التناسلية :-
اعتقد انه من المؤكد ان اغلب الشباب وخاصة المراهقين منهم لا يدركون بتاتا مخاطر الأمراض العضوية الناتجة من التجانس خارج حدود الدين والقانون والمؤدية بذلك الى مشاكل جمة مثل أمراض السيلان والزهري وغيرها من الأمراض الفتاكة وكذلك وبعد ما شهده العراق من انفتاح على العالم الخارجي وبعد زوال النظام البائد وارتفاع نسبة الوافدين إلينا وانعدام فحوص الدم على الحدود مما قد يؤدي لانتشار مرض نقص المناعة ( الإيدز ) وذلك للجهل التام بأسباب نشوئه وانتشاره , ولهاذ كله أؤيد فكرة أعداد الطالب أعدادا علميا حول موضوع التربية الجنسية لأنها تعتبر بنظري اللقاح الوحيد لمنحهم الحصانة من الأخطار المستقبلية .
أمنياتنا
في نهاية هذه الجولة نتمنى ان نكون قد سلطنا الضوء على هذا الجزء المعتم من مشاكل الشباب والذين اصبحوا يعانون من واقع مجتمعهم الذي أمسى الطابع الشرقي فيه صفة تحكمه بدلا من ان تكون ميزة لتقدمه .
ويجب علينا ان لا نضع رؤوسنا في الرمال في الوقت الذي بدأت تنفتح أمام الشباب الكثير من أبواب المعرفة مثل لاقط القنوات الفضائية ( الستلايت ) وحرية استخدام الإنترنت وغيرها والتي تعتبر جميعها من مظاهر مد التيار العلمي , الذي حمل معه في نفس الوقت بعضا من ضروب الأعراف والتقاليد الغربية والتي نقف معها من ناحية القيم الخلقية والاجتماعية على طرفي نقيض , وبما ان هذا المد لا يمكن مقاومته لمن يرغب بتطوير ملكاته العلمية والأدبية فمن الخير لنا ان نستعد لنحسن تعاملنا بالسير معه قبل ان يجرفنا رغما عن الجميع .
نشر بتاريخ 23/3/2005
التعليقات (0)