التثقيف والتربية الجنسية
اهتم الإسلام بالجنس اهتمامًا منقطع النظير ويظهر ذلك في إشباع الفقهاء القول في كل ما له علاقة
بالأعضاء التناسلية فقد تكلموا بإسهاب عن ختان الذكورة
وأنه من الفطرة وخفاض النساء وأنه مكرمة وتكلموا عن
الخطبة والزواج وأعطوا لهما حقهما من البحث والتنقيب
وإصدار الفتاوى الشرعية وذكروا العيوب التي تُرَدُّ بها
الزوجة ومنها عيوب الفرج التي لا يمكن معها المعاشرة
ولميهملوا الكلام عن قضايا العذارة والبكارة والثيبوبة وقد
فرَّقوا بين العذراء والبكر وأعطوا لكل منهما حُكمًا مستقلاً
لا سيما عندما يصل الأمر إلى القضاء وتكلموا عن الحمل
والولادة والرضاع وحكم جماع المرضعة وزواج المتعة
والزنى والشذوذ الجنسي واللواط والسحاق وغير ذلك
ويمارس الأزهر بين طلبته من البنين والبنات - كلّ في
معهده - بداية من سن الأولى الإعدادية تدريس هذه الثقافة
في الإطار الإسلامي الذي يهدف إلى إيصال الحقيقة -
العلميةأو النظرية - بواقعها إلى ذهن الطالب في وضوح
محاطة بسلوك خُلُقِيٍّ رفيع يجعل الطالب يمارسها عن قناعة
وهذه لمحة سريعة لبعض ما يدرسه الطالب الأزهري والطالبة في معهديهما فيثقفان ثقافة جنسية في إطار الأحكام الشرعية
تنير لهما سبل المعرفة مع دين صحيح سليم نقلناها من مقال
الدكتور علي أحمد الخطيب رئيس تحرير مجلة الأزهر بعنوان
(الأزهر والثقافة الجنسية) عدد ربيع الأول 1416 هـ
أغسطس 1995 م حيث يقول:
( ونقدم هنا جانبًا مختصرًا للغاية عن
بعض هذه الدراسة)
أولاً: لكي يتعرف الطالب والطالبة بدقة على الوضوء ينبغي
أن يعلما أولاً نواقض الوضوء عند الرجل والمرأة على سواء
وبالتالي يتعرفان على كل ما يخرج من السبيلين لديهما مما
ينقض الوضوء فيعرفان ألوان الماء الخارج من الرجل
ومكان خروجه صراحة ويتعرفان على خصيصة هذا الماء
من: بول ومَذيٍّ وودْيٍّ ومَنِيٍّ ووقت خروج كل من هذه الثلاثة
الأخيرة وسبب خروجه ثم كيفية الطهارة منه ومتى يكون خروج أي من الأربعة ناقضًا للوضوء أو موجبًا للغسل ومتى لا يوجب
وضوءًا ولا غسلاً؟ وتقتضي دراسة خروج المني معرفة
أسبابه وما كان منها حلالاً أو حرامًا أو مكروهًا وأحوال كلٍّ
وما يقتضيه خروج المَنِيِّ شرعًا من وجوب الغسل ويتعرفان -
كلٌّ من الطالب والطالبة - على ألوان الخارج من قُبل المرأة
صراحةً ماء أو دماء وأسبابها ومتى تَمْنَعُ هذه الدماء مباشرة
الرجل لزوجته؟ ومتى لا تمنع مع وجودها؟ ويعتبر الطالب الأزهري - ومثله الطالبة - على علم دقيق بالتفريق بين دم الحيض والنفاس ودم الاستحاضة ودرجات هذه الدماء كثافة ورقة وماء المرأة
الذييعقب الحيض تمامًا وهذا الأخير لا تعلمه أكثر النساء
ثمهما - الطالب والطالبة - أيضًا على عِلْمٍ في هذا المقام
بحال من ابتدأتْ الحيض ومن اعتادته وما ينبغي لكل منهما حيال هذا الخارج منها.ثانياً: وإذا درسا الغسل كان عليهما أن يدرسا
موجباته الخمس وفي مقدمتها المباشرة الزوجية وكيف تتم
فيدرس كل منهما أمرها وواجب المرأة حيالها وواجب الرجل
أيضًا وآداب هذه المواصلة حتى لا يقع الرجل على زوجته
كما تقع البهيمة على أنثاها .... الخ ) انتهى
وإذا انتقلنا إلى الحديث النبوي الشريف فإننا نجد الصحابة
الكرام رضوان الله عليهم والصحابيات الماجدات رضوان
اللهعليهن لم يترددوا أن يسألوا عن دينهم - سواء تعلَّق
الأمر بالجنس أو بغيره - يستعملون الوساطة في السؤال
أحيانًا لظروف خاصة ويسألون طورًا آخر الرسول مباشرة
ومواجهة استفادة وإفادة
من كتاب : تربية القرآن لجيل الإيمان
http://www.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=175
التعليقات (0)