الثعلب المكار .... وثياب الواعظين !!

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد

النبى الأمى الأمين ..الذى علم العالمين وهداهم ليخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان

فى البداية وكما أحب دائما أن أذكر نفسى والقراء الكرام بقول الله تعالى

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ

فقد لاحظت فى الفترة الأخيرة وجود بعض المدونات فى هذا الموقع ومواقع أخرى تنتهج النهج العلمانى المتطرف الذى يدعو لإجتزاز الآخر ويصادر كل رأى يختلف معهم وكأنما إنقلبت الآيه وأصبح يهييء لهم بأنهم هم الحق ومن دونهم الباطل الذى يجب محاربته وتوهموا بأن الساحة أصبحت خالية لهم ليعيثوا فيها وينشروا الفساد

ونحن هنا لا نصادر حقوقهم فى حرية التعبير ...

ولكــــــــــــــــــــــــن......

إلى أى مدى تكون هذه الحرية مقبولة...؟؟

وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نخاطبهم بما يعتقدون وبما يفهمون , فالمجتمع الغربى وهو مهد الإلحاد والعلمانية توصل إلى حل لهذه المعضلة عندما توصل إلى أن حرية الفرد تقف عند حد معين وهوعدم التصادم أو التضارب مع الآخرين أى ببساطة وبدون فلسفات

أنت حر ... مالم تضر

وكما ذكرت آنفا فإننى أخاطبهم بما يفهمون وعلى الرغم من أن ديننا العظيم تناول هذه القضايا منذ مايزيد عن 1400 سنة حينما كفل للفرد الحرية المطلقة فى إحترام أبسط الخصوصيات وتقدير وتقديس الحرمات ثم إعطاء كامل الحرية فى التعبير عن الرأى ووصولا إلى حرية العقيدة حينما قال المولى فى كتابه الكريم

لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

ولكــــــــــــــــــــــــن....

هل يكون من المقبول أو المعقول أن تصل ببعض من هؤلاء المرتزقة من الكتاب لأن يطلق على نفسه لقب مفكر إسلامى أو داعية إسلامى أو حزب المجددين فى الدعوة الإسلامية؟؟؟

هذا بالفعل مايحدث الآن على الساحة

وماعليك إلا أن تقلب فى قنوات فضائية بعينها ممن تتبنى هذا الفكر الدنييء الذى يهدف إلى إقتلاع الإسلام من جذوره بحجة التجديد!!

وهنا أتذكر قول الشاعر

بـرز الثعـلـبُ يوما في شعـار الواعِظيـنـا
فمشى في الأرضِ يهذي ويسب الماكـريـنـا
ويقـولُ : الحمـدُ لــلــهِ إلــهِ العالمـيـنـا
يـا عِبـاد الله، تُـوبُـوافهمـوَ كهـفُ التائبيـنـا
وازهَدُوا في الطَّير، إنّ الــعيشَ عيـشُ الزاهدينـا
واطلبـوا الدِّيـك يؤذن لصلاة ِ الصُّبـحِ فيـنـا
فأَتـى الـديـكَ رسول من إمـام الناسكيـنـا
عَـرَضَ الأَمْـرَ عليه وهو يرجـو أَن يَليـنـا
فأجـاب الديـك : عـذراً يـا أضـلَّ المهتدينـا !
بلِّـغ الثعـلـبَ عـنـي عن جـدودي الصالحينـا
عن ذوي التِّيجـان ممـن دَخـل البَطْـنَ اللعِيـنـا
أَنهـم قالـوا وخيـرُ الــقـولِ قـولُ العارفينـا:
" مخطيٌّ من ظـنّ يومـاًأَنّ للثعـلـبِ دِيـنــا "

فتجد أحدهم وهو المدعو جمال البنا يتطاول على علماء المسلمين

ولمن لا يعرف هذا الدعى فهو إنسان جاهل لم يكمل تعليمه الجامعى ولم يتعلم حتى تعليما حرا للتزود بالعلم فهو خريج مدرسة تجارية متوسطة والعلم والثقافة بكل تأكيد لا يقاس بالدرجة العلمية ولكننا نذكر هذا الدعى بأنه أحقر من أن يتكلم فى أبسط الأفكار المعرفية فما بالكم بتنصيب نفسه بالمفكر الإسلامى الكبير ..!!

أى زمان هذا الذى يرتدى فيه هؤلاء الماكرين ثوب الواعظين ؟؟

بل ويصل به الأمر للتطاول ومحاولة مناطحة كبار علماء المسلمين عندما يعلن عبر الفضائيات الرخيصة بأنه أعلم من الإمام مالك بل وأعلم من الأئمة الأربعة وتصل به الوضاعة ليعلن بأنه لا يعترف بأى عالم سواء من السابقين أو المعاصرين...

وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن علماء وأئمة المسلمين فهم أرقى وأعلى من وضعهم فى هذه الدرجة الدنيئة حينما نقارنهم بهذا الساقط الذى لا يعدو أن يكون مدعيا مثله مثل غيره عبر العصور

وعلى التوازى من هذا الفكر الضال تجد أفراد جوقة هذا الدعى يملئون الدنيا نشازا بأفكار عفنة لا تنطلى على طفل صغير لم يبلغ بعد الحلم

وبكل أسف نجد هذا الموقع يعج بهؤلاء المدعين الذين هم فى حقيقة الأمر حزب الشيطان وكما وصفهم المولى فى كتابه

اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَـئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ

فنذكرهم فقط بقوله تعالى

يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللَّهُ يَدْعُوۤ إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ

وختاما أذكرهم وأذكر نفسى بأننا ميتون وعلى الله معروضون فبأى حجة أو رد سنقف أمام الواحد الديان؟؟

فلن ينفعنا إلا عملنا ولن ينجينا من عذابه إلا حق معرفته فلا يغرنكم بالله الغرور

فقد إنتفت عنكم جميع الحجج حينما جعلكم الله مخيرين وأنعم عليكم بنعمة العقل وأرسل إليكم الرسل وترك لكم حرية الإعتقاد والإختيار

فنتيجة إختياركم أنتم... وأنتم فقط من سيجنى نتيجتة

أفيقوا قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه الندم

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يلَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا

صدق الله العظيم

اللهم إنى قد بلغت ...اللهم فإشهد