الثروة و الفروة
تناقلت وسائل الاعلام المرئية و المسموعه و المكتوبة و الالكترونية خبرا غريبا عجيبا نوعا ما و هذا الخبر يتحدث عن تبرع بعض اغنياء الولايات المتحدة الامريكية "المليارديرات فقط" بنصف ثروتهم لصالح جمعيات خيرية و مجتمعات فقيرة او على الاقل ستكون وجهة هذه التبرعات هذه الوجهة كونها لم تحدد حتى الان و بالأخص ستذهب للعالمين الثالث و العالم الرابع و غيرهم من الذين لم يلتحقوا بهذا التصنيف ... و قد يقول قائل من اين حصل هؤلاء على كل هذا المبلغ ؟ و كيف سيتاكدون من سبل و طرق التبرع ...؟ الاجابة هي العمل و الاخلاص و هم بعملهم و انتاجهم في يوم من الايام حصلوا على اموال الفقراء و لكن هم ايضا ليسوا كالذين يحيطون بنا و يديرون شؤننا ... هم اليوم يتذكرون الفقراء و اصلا كثيرا من الفقراء يعيشون على برامج حياة امريكية مثل برامج "USAID" و هي المنح المُقدمة كما يقال من الشعب الامريكي لشعوب العالم ... يا ليتهم يقدموا لنا شيئا من الحرية و ليس شيئا من الغذاء دوما ... و لكن يبقى شيئا جيدا لا بد من ذكره للانصاف ايضا و على الأقل نرى احيانا خدمات تقدمها هيئات عربية كالهلال الاحمر القطري و الاماراتي و "الهيئات الملكية في الاردن و المغرب و السعودية" - خاصة للشعب الفلسطيني - " و طبعا الخير في الامه الى يوم القيامه ... !!
وتعتبر هذه المبادرة المشكورة هي الاولى من نوعها و بحجمها في العصر الحديث و خاصة كونها ستذهب للمشاريع الخيرية ... و الغريب بالامر ان هؤلاء الاشخاص قد يأسوا من ارقام المال و الاعمال و اتخذوا قرارهم لانقاذ الحياة على حد تعبيرهم و لم افهم انا هل هي حياتهم ام حياتنا ... و هل سينقذون حياتهم و صورتهم و رؤوس اموالهم التي افسدتها الازمة المالية الحالية ... بل ان اموالهم اصلا هي سبب الازمة ... و هم "اي هؤلاء الاثرياء و ليس الاغنياء : انهم لن يتبرعوا كعادتهم بنصف ثروتهم لكلابهم و قططهم و دراجتهم الهوائية او حتى لصقورهم !! و يبقى السؤال الكبير : متى سنجد اغنياء و اثرياء الامة العربية بمثل هذا الموقف و ينقذوا شعوبهم الفقيرة ؟ ... متى سنرى المال يوزع بالعدل و لا يسرق بالعدل و بالتساوي؟ متى سنرى القطاع الخاص و رجال اعماله بهذا الحجم و القدر و جميعنا نعرف انها اذا خليت بليت ؟ و لكن على ما يبدو انها بليت فقط!! يا ترى هل ستوقذ هذه المبادرة احدا؟؟
ونقلا عن الجزيرة نت فانه حسب مجلة فوربس يوجد في الولايات المتحدة الامريكية " 403 مليارديرات"، وإذا نجحت خطة غيتس وبافيت في إقناعهم بالتنازل عن نصف ثرواتهم، فإن حجم الأموال التي ستذهب لأعمال الخير قد يبلغ 600 مليار دولار.
و فيمايلي حجم ثروات اهم الشصيات التي استجابت للدعوة وقررت التبرع بنصف ثرواتهم لصالح جهات خيرية وعلمية وهم :
1- صاحب المبادرة نفسها بيل غيتس الذي تبلغ ثروته 54 مليار دولار سيتبرع بنصفها لصالح البحث والتطوير الطبي في دول العالم الثالث .
2- وورن بافت صاحب ثروة تقدر ب 47 مليار سيتبرع بنصفها لصندوق بيل غيتس ومنظمات المساعدات الخيرية .
3- رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ 18 مليار سيتبرع بنصفها للمنظمات الخيرية خاصة تلك المتواجدة في مدينته نيويورك .
4- بارون هيلتون صاحب شيكة فنادق هيلتون وتبلغ ثروته 2.5 مليار سيتبرع بنصفها لصالح من لا يملكون مكانا للسكن " بلا مأوى " ومناطق الكوارث والبحوث الطبية .
5- جورج وكاس 3 مليار دولار نصفها ستذهب لصالح المنظمات المتخصصة بالتعليم .
6- بول الن 13:5 مليار دولار نصفها ستذهب مراكز منظمات البحث العلمي والطبي
7- ديان فو بيرسطنبرغ 1:2 مليار نصفها سيذهب الى قائمة اهداف سبق ان اعدتها المتبرعه .
8- دافيد روكفلير 2:2 مليار سيتبرع بنصفها للمتاحف والجامعات .
9- تدي ترنر 1:8 مليار نصفها لصالح البيئة والمنظمات المرتبطة بالامم المتحدة .
متى سنرى قائمة تضمن اسماء عربية "محمد و احمد و محمود" بل اين هي اموالهم و على ماذا ينفقونها ... متى سياخذ الفقير حقه في مال الغني بل متى سندرك ان المال و البنون زينة الحياة الدنيا و ان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ... الى متى سنبقى نصرف الثروة على المرأة و العباة المُذهبة و على الفروة ... متى سنكتفي بسيارة واحدة و متى سنكتفي بمنتجع واح و الى متى سنبقى اسرى رقاب اغنياء امريكا و اوروبا ... الى متى بل متى سنرى ثريا عربيا يستثمر بالصناعه و الزراعه بدلا من البنايات و الخدمات ... متى و الى متى ....
التعليقات (0)