الثدي حياة وجمال
تشير المدونة الشعرالشعرة العربية إلى ورود كلمة النهد والثدي أكثر من (600) في قصائد الشعراء، وذلك حسب الموسوعة الشعرية الإلكترونية، ذلك العضو الذي وصفه الشاعر العظيم نزار قباني بأنه يتعرض لوحشية من قبل الرجال إلى درجة أنه سيبني اهرامات من الحلمات المقطوفة من صدور النساء اللواتي يتعرضن للإفتراس ، ليس في نهدي المرأة حياة للطفل فحسب بل أنه موضع شهوة وحياة خيالية للرجل لا يستطيع أحدُ تجاوزها مهما بلغت درجة الوعي لديه ، وصفه شعراء كُثر ولعل وصف محمود درويش ابلغ حينما قال في قصيدته "درس من كاموسوطرا"، بأنه "الثدي" "توأمي حجل نائمين على صدر" تلك الفتاة المنتظرة!
لم يغفل أحد عن ذلك السر الجميع شارك في تأمل ذلك الإبداع من رسامين وشُعراء ورجال دين حتى أن أحد رجال الدين وصف النهدين بأن حلماته السوداء لا تُثير الشهوة في تجاوزِ عن السائد وهذه سقطه سقطها ذلك الشيخ فكيف لا تُثير وهي بارزتان كرصاصة تبحث عن قتيل ، الا يدري ذلك الشيخ أن تلك الحلمات اقلقلت مضجع نزار قباني جراء ما تتعرض له من توحش بشري.
الثدي موطن الإرتواء الجنسي وموضع الجمال وبداية الحياة ومقر الأمل فهو إبداع رباني ولأنه كذلك يُصاب بالمرض ليذبل ويموت شامخاً إذا أُهمل طبياً وسيكولوجياً ، لا أجد أبلغ من قول عمرو بن كلثوم في معلقته واصفا إياه بــ "حُقّ العاج" فكان الوصف جماليا تجاوز فيه الشاعر الشكل الخارجي إلى آفاقِ عُليا قائلاً:
وثدياً مثل حق العاج رخصا
حصانا من أكفّ اللامسينا
....
فلنبني من ذلك الجمال أهراماتِ ولنحلق به علياً فهما كحجلِ نائم وبناء شامخ وليسا مجرد عضو يُثير البعض برهة من الزمن أو مدعاه للانتقاص ممن يمدنا بالحياةِ صِغاراً وكِبارا ..
التعليقات (0)