مواضيع اليوم

الثامنة ..

محمد غنيم

2009-06-25 07:18:35

0

أتذكرين الورقة السابعة من أوراق الحرية .. وتلك الكلمات الأخيرات منها؟ ..

كنت عازفاً عن الحب .. مع أنك كنت موجودة في داخلي .. تعبثين بمخيلتي .. وتتجولين في ذاكرتي الوحيدة مع الأشياء التي مرت بي ومررت بها .. لم أذكر لك يوماً بأني حاولت الانتحار فعلاً .. تلك الحادثة التي لم يجرؤ أحد على الاقتناع بها ..

لم أذكر لك يوماً رحلاتي الشخصية في الطرقات التي يتنشقها الفقراء في العاصمة .. ولا أحاديث الشجر البري الملقى جوار كتفي الأيمن .. حيث الأغنيات الحزينة تتكرر في مسامعي .. وبإيقاع الخطوة تلك الخطوة .. تمررين لحظة استثنائية لأعبر بها من خلالك نحو حلم مؤقت ..

صدقيني .. لم تكوني موجودة حقاً إلا في كياني الشخصي .. ولم أعد أرتب طريقة الثياب التي ترتدينها .. ولم أعد أسرح شعرك بعد واجهة من الرياح القوية صوب جبينك المعتق بالأنوثة .. كنت حبيبتي وعشيقتي وقصيدتي وسيدة الثلج ونينوى وحكايتي وروايتي وفكرتي الأبدية ..

ألا تزالين تخططين لمغامرة عاطفية جديدة؟ .. دون أن يكون لي مكان بها؟ ..

ألا تزالين تحتفظين بالصور الفوتوغرافية أيام كنا معاً .. ورفضنا لحظة العناق؟! ..

لا شيء حقيقي بك لأنك غير موجودة سوى في سري العميق .. أين أنت بعد كل تلك اللحظات ..

لم أستطع كتابة الورقة الثامنة .. تركت الكلمات تختار معناها .. كما تركت قلبي يلجأ إلى صدفة اللقاء بك ..

أين هي .. أين أنت .. أيتها الحرية والحورية والبريئة والثمينة والأنيقة والملكة والساحرة والرقيقة؟ .. أين أنت؟! ..

ما بعد السابعة .. ربما تكون هذه الورقة هي "الثامنة" .. ولم تأت إلي بعد .. لم أصادفك سوى في ذاك الحلم المؤقت .. أدركي إذاً بأني في الانتظار .. أنتظر مجيئك المقدس .. لتتحول أفعال الحلم إلى حقيقة .. أدخل بها إلى العالم .. ليس وحيداً كما كنت .. بل معك أنت أينما تتواجدين ..

mgnaim@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات