مواضيع اليوم

التَمنٌع الحمساوي بين الجهل والتضليل .

ماهر حسين .

2011-09-20 05:45:36

0

 ماهر حسين .

ما زالت ردود الأفعال في فلسطين والعالم تتوالى منذ يوم الجمعة الماضي حيث ألقى الرئيس الفلسطيني أبو مازن خطابه المميز والواقعي والشامل والذي أعلن فيه التوجه لمجلس الأمن لنيل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ولم يكتفي الرئيس أبو مازن بهذا الإعلان بل إنه تناول الأسباب الدافعة لهذه الخطوة وأوضح القصد منها وركز على أن المقصود من هذه الخطوة هو نزع الشرعية عن الاحتلال وليس عن إسرائيل وأشار إلى أن التوجه للأمم المتحدة لا يُنهي منظمة التحرير الفلسطينية ولا يمس بقضية اللاجئين وكما أنه أوضح بأن علينا كشعب أن نتعامل مع المرحلة القادمة بحذر وأن ندعم الخيار السياسي بطرق سلمية حيث أن الاحتلال يرغب بجرنا للمواجهة وهذا سيؤثر على موقفنا وكما انه أكد على ضرورة أن تكون توقعاتنــا معقولة وبعيدة عن المبالغة .

بشكل لافت وقف أغلب أبناء شعبنا مع القيـــادة السياسية ممثله بالأخ الرئيس مما جعل خطوة القيادة تحظى بقبول واسع وطنيا" وجعل كل معارضي هذا التوجه بمأزق أمام جماهير شعبنا التواقة للدولة وللسلام وهذا المأزق فرض على المعارضين لتحرك القيادة أن يقوموا بتقديم شروحات لأنصارهم ولأبناء شعبنا .
تتمترس بعض المعارضين لتوجه القيـــادة حول شعارات رددوها منذ أعوام وأعوام بل أنها نفس الحجج التي رددوها في مواجهة كل تحرك سياسي وهذه المعارضة أعتدنا عليها وعلى مواقفها وفهمنا دوافعها ... بينما بادرت حماس باعتبارها عارضت توجه القيـــادة الشرعية لتقديم أسبابها لمعارضة التحرك السياسي الفلسطيني ...حيث أنها أسباب متناقضة كما سيظهر .
فلقد تراوحت أسباب حمـــاس التي قدمتها لشعبنا بين معارضة للتوجه السياسي باعتباره تنازل !!!وكما أنهم اعتبروا خطوة القيادة خطوة انفرادية !!!! وهنا لم يظهر لي ومن كل تصريحات ومواقف حماس من هم الأهم بالنسبة لحماس (التنازل أم آلية اتخاذ القرار ) فهل حماس تريد المشاركة بقرار للتنازل عن حقوق شعبنا !!!! والأهم بان حماس تعلم علم اليقين بأن هناك تحرك فلسطيني بأيلول وبل انه وكما سيظهر عارضت حماس التحرك السياسي وتسمية استحقاق أيلول من قبل خطاب الرئيس أبو مازن.
وسنحاول هنا رصد بعض تصريحات قيادي حماس التي تعاملت مع استحقاق أيلول التي جاء أولها على لسان أبو زهري حيث قال بأن الحركة لن تكون جزء من أي فعاليات شعبية ستُنضم لمساندة السلطة الوطنية في توجهها لأمم المتحدة وشكك من جدوى التحرك السياسي لقيادتنا وأكد بأنه خطوة انفرادية وكان كل ما ذكره أبو زهري سابقا" لخطاب الرئيس أبو مازن!! مما يدل على موقف حماس المسبق وأستمر أبو زهري لاحقا" بترديد نفس الكلمات فكرر اعتبار الخطوة فردية ووصفها بالمغامرة .
طبعا" الزهار كان قد رفض تسمية استحقاق أيلول واعتبرها خداع وهذا منذ لقاء المصالحة بين حماس والسلطة ولكن تصريحات الزهار ضد خطاب مشعل الهام في القاهرة هي التي تم التركيز عليها وطبعا" وأخيرا" وبعد الخطاب أنضم إلى جوقة الرفض والتشكيك إسماعيل هنية وعلى عادته متأخرا" بانتظار الإشارة للتصريح اعتبر هنيه بأن الذهاب للأمم المتحدة قفز ه في الهواء وعبث سياسي وحاول هنيه تبرير اتفاق موقف حماس مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بكلمات مبهمة وغير واضحة وتعبر عن مأزق حماس مع شعبنا .
وأخيرا" يجب أن نشير إلى أن أحمد يوسف وهو من قيادي حماس ويعتبر من المقربين لإسماعيل هنيه تحدث بلهجة مخالفه تماما" لقيادي حماس وهذا معتاد من أحمد يوسف حيث انه قال : نحن في موقف الترقب والانتظار ماذا سيصنع الرئيس أبو مازن، إذا كسبت القضية فهو كسب للفلسطينيين جميعاً وسينقلنا إلى مرحلة متقدمة في قضية سرعة انجاز المصالحةولاحقا" تحدث عن عدم التنسيق مع حمـــاس وانفرادية الخطوة .
من خلال ما سبق نعيد التأكيد على أن حماس لم تمتلك أي منطق لرفض التوجه السياسي للقيادة الفلسطينية حيث أنها تمترست ظاهريا" حول مواقف مبدئية متناسيه حماس تصريحات رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بالقاهرة عندما تحدث عن الدولة الفلسطينية التي تعيش مع جيرانها وهو الموقف الذي أشار الى رغبة حماس بإقامة دولة فلسطينية على حدود الـــ67 ويومها ثارت موجه من القلاقل والبلابل بفعل رفض الزهار لتصريحات قائد حماس خالد مشعل وغاب عن حماس بأنها تحولت إلى سلطة بغزة وهذه السلطة وإن كانت غير شرعية فأنها فرضت على حماس معادلة جديدة للعمل السياسي تمثلت بالهدنة وبضبط الأمن وبمنع الاحتكاك مع إسرائيل والتنسيق معها وبل أن حماس تغاضت عن كل القضايا الدينية المرتبطة بالقدس فلم تقم بأي فاعلية للتضامن مع مسرى النبي محمد صلى الله علية وسلم ومع أي اعتداء على المسجد الأقصى ولقد أظهرت حماس استعدادا" لتجاوز كل القضايا من اجل سلطتها وسلامة قيادتها ...ولم يعد هذا الموقف خافيا" على احد .
فحماس تحاول الهروب من واقعها المعزول عربيا" ودوليا " ووطنيا " بفعل تجربتها الانقلابية في غزة وما فرضته على نفسها باعتبارها السلطة هناك وبفعل ارتباط حماس بالنظام السوري والإيراني وما يسببه كل ذلك من مصاعب لحماس.
إن الحجة التي تٌخفي خلفها حماس موقفها تُعبر وبشكل واضح عن جهل سياسي مألوف بحركة حماس وليس بعيدا" عن سياستها القائمة على الانتهازية ومحاولة إحباط التحركات السياسية لقيادتنا محاولات قديمة ومستمرة ومرتبطة بمحاولات حماس لانتزاع القيادة والتمثيل السياسي ...هذا التضليل الحمساوي القائم على الجهل السياسي والكذب لم يعد يخفى على أحد وحتى على أبناء حماس، فحماس تعارض التحرك السياسي من باب الانتهازية بمحاولة أن تجد لها موقع سياسي بحال تعرض القيادة الفلسطينية إلى ضغوط كبيرة وتتناسى حماس بهذا الفعل وبهذا الموقف كل ما يرتبط بقضيتنا وشعبنا وحقوقنا وكما أن معارضة حماس وإشارتها بانفراد السلطة والرئيس بقرار التوجه للأمم المتحدة يشير إلى حقيقة (تمنٌع) حماس (الراغبة ) وبشدة لان يكون لها القدرة على التحرك السياسي .

لقد فقدت حماس بوصلتها منذ الانقلاب ومنذ أن مارست السلطة التي أصبحت أساس لكل قراراتها ... وترنحت حماس منذ ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد وكأن الثورة السورية قامت ضد حماس وهذا للأسف أساء للإخوان المسلمين أصحاب التاريخ بمواجهة النظام السوري وقمعه وكما أنها أساءت لشعبنا الذي يحتفظ بعلاقات أخوية مع الشعب السوري العظيم...ويبدو أن حماس بعد أن فقدت بوصلتها وبعد أن ترنحت سياستها ها هي تفقد صوابها وتقف بمواجهة مع شعبنا الراغب بالدولة والساعي للاستقلال لاستعادة حقوقه ...إن التقاء مصالح حمـــاس مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يضع حولها ألف علامة استفهام !!! ومهما حاولت حماس أن تخفي موقفها بممارسة التضليل والكذب فإن شعبنا سيتعامل مع موقف حماس باعتباره تعبير عن سياسة مشبوهة حذرنا منها دوما" وها هي الآن سياسة تمارسها حماس بمواجهة شعبنا من جديد .

كلنا أمل بأن نرى حماس في الصف الوطني وأن يظهر صوت العقل والوطنية بحماس ...ونأمل بأن نكون موحدين بمعركة الدولة وأن نحافظ على سلمية التحرك الداعم لقيادتنا ...ونأمل بأن يعود لحماس صوابها وأن تتوقف عن السياسة الانتهازية القائمة على تحقيق المكسب على خلفية مبدئية الآخرين فهذا لن ولن ينطلي على شعبنا وأمتنا العربية .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !