مواضيع اليوم

التين والزيتون في القرآن الكريم

مصعب المشرّف

2010-10-02 10:00:35

0

 

التين والزيتون في القرآن الكريم

في مقال للمدون الزميل ... عوني عارف في مدونته (يا صيد أولا فلسطين) عن فوائد أوراق شجر الزيتون في علاج مرض زيادة نسبة السكر في الدم .. لفت نظري أن أحد المعلقين قد تجاوب مع موضوع المقال فذكر أن الله عز وجل قد أقسم بالتين والزيتون (في سورة التين) ظنا منه أن التين هنا إنما هو شجرة أو ثمرة التين التي تؤكل أو أن الزيتون إنما هو شجرة أو ثمرة الزيتون التي تؤكل ويعصر زيتها و ما إلى ذلك ...

 

 

ثم وأكثر ما لفت الأنظار أن بعض المعلقين الآخرين سرعا ما أشادوا بهذا الظن والتفسير السطحي الخاطيء للمعلق المشار إليه ومدحوه بأنه يجمع بين العلم والإيمان. وهو ما يدل على أن الخطأ شائع ينبغي إستدراكه.
.......
على أية حال فإن الأمر يستدعي بداهة سرعة تصحيح هذا الخطأ بإيراد المعنى المراد من قوله عز وجل في الآية رقم (1) [والتين والزيتون] من سورة التين.

المقصود بالتين والزيتون في الآية المذكورة:

يذكر العلامة الإمام الحافظ بن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله: اختلف المفسرون ههنا على أقوال كثيرة فقيل المراد بالتين مسجد دمشق وقيل هي نفسها وقيل الجبل الذي عندها . وقال القرطبي هو مسجد أصحاب الكهف . وروى العوفي عن إبن عباس أنه مسجد نوح الذي على الجودي وقال مجاهد هو نبيكم هذا صلى الله عليه وسلم.

وأما المقصود بالزيتون فقد قال كعب الأحبار وقتادة وأبي زيد وغيرهم هو مسجد بيت المقدس وتفرد مجاهد وعكرمة بقولهم هو هذا الزيتون الذي تعصرون.

وعن معنى [وطور سينين] قال كعب الأحبار وغير واحد هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام.

وعن المقصود بـ [وهذا البلد الأمين] يعني مكة المكرمة . قاله إبن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وإبراهيم النهعي وإبن زيد وكعب الأحبار ولا خلاف في ذلك.
وقال بعض الأئمة هذه محال ثلاثة بعث الله في كل واحد منها نبيا مرسلا من أولي العزم وأصحاب الشرائع الكبار (فالأولى) محلة التين والزيتون وهي بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى بن مريم عليه السلام (والثاني) طور سينين وهو طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران عليه السلام (والثالث) مكة المكرمة وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمنا وهو الذي أرسل فيه محمد صلي الله عليه وسلم .
قالوا وفي آخر التوراة ذكر هذه الأماكن الثلاثة: جاء الله من طور سيناء – يعني الذي كلم الله عليه موسى بن عمران – وأشرق من ساعير - يعني جبل بيت المقدس الذي بعث الله منه عيسى – واستعلن من جبال فاران يعني جبال مكة التي أرسل الله منها محمدا صلى الله عليه وسلم فذكرهم مخبرا عنهم على الترتيب الوجودي بحسب ترتيبهم في الزمان . ولهذا اقسم بالأشرف ثم الأشرف منه ثم بالأشرف منهما.
........... ومن جهة ثانية كان الأولى التمحيص والتفكير في أن قوله [والتين والزيتون] أعقبه [وطور سينين] ثم [وهذا البلد الأمين] . وجميعها أماكن مرتبطة بمبعث أصحاب الكتب السماوية الثلاثة كما ذكر أعلاه ... وعليه كيف يربط الله فاكهة التين وثمرة الزيتون أو أشجارها بأماكن هي طور سينين ومكة المكرمة  لا تنمو فيها أشجار هذه الفاكهة والثمار؟ 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات