التيمية المارقة*يرون الأعاجم عربا والعرب أعاجما!!!.
التزويق هو التحسين والتزيين والتجميل، وهو مظهر من مظاهر الكذب والغش والخداع، لأنه يغطي على حقيقة الأشياء ويظهرها بمظهر آخر، وهو سلاح المفلسين والفارغين الفاقدين لكل ما هو حسن وجميل وقيم ومبادىء، ولذلك يعمد المزوّقون الى ممارسة التزويق واظهار أنفسهم او افكارهم او أئمتهم أو قياداتهم وكل ما يرتبط بهم او ماتقتضيه مصالحهم ومشاريعهم اظهار كل ذلك بصورة حسنة ومزوقة....
التزويق سمة متأصلة في منهج المتسترين بالدين سواء كان على مستوى النظرية او التطبيق، فهم متمرسون في اخفاء الحقائق او قلبها او تزويقها لأجل إخفاء عيوبها، ومن ثم تمريرها الى الناس بصورة مزوقة، ولعل من ابرز مصاديق التزويق الذي يمارسه المتأسلمون هي محاولتهم إلباس ثوب العروبة للأعاجم من أئمتهم وملوكهم وزعمائهم وقياداتهم فيجعلون الأعاجم عربا والعرب أعاجما!!!، لأنهم يرون الإعاجم عربا والعرب أعاجما ويكفِّرون ويقتلون مَن ينكر ذلك!!!، يضاف الى ذلك انهم ينقمون ويفترون ويمزقون كل عربي، وأما الأعجمي الذي ألبسوه ثوب العروبة فيمجدونه ويزوقون له، والتاريخ حافل بمثل اؤلئك النماذج ومنها ما طرحه احد المحققين المعاصرين حول تزويق التيمية الدواعش لركن الدين الذي تعاون مع هولاكو لأنه سلجوقي تركي!!!!، حيث بين أن ركن الدين تعاون مع هولاكو وعمِل تحت إمرته وضمن قادته وجنده وشارك معه في حروبه، ولمّا دخل بلاده وأخذها، أبقاه ملكًا عليها!!! وعند المنهج التدليسي المارق لا يُعتبر موقف ركن الدين خيانةً ولا عمالةً وليس تآمرًا على الإسلام والمسلمين ودولة خلافتهم في بغداد!!! لماذا؟!! لأنّه سلجوقي تركي أعجمي غير عربي!!! بينما مواقف ابن العلقمي العربي ومواقف الحاكم الإسماعيلي العربي اليمني الذي أُبيد وأصحابه على يد المغول، فكلّها تآمر وخيانة وعمالة!!! ولا غرابة في موقف التيمية الذي يرى الأرض مسطّحة وأنّ الشمس تدور حول الأرض ويكفِّر ويقتل مَن ينكر ذلك!!! لكن أقول: سبحان الله الذي جعل العروبيين يرَوْن الأعاجم عربًا ويرون العرب أعاجمًا، فيحاربون هؤلاء ويَفْتَرونَ عليهم ويمزّقونهم كلَّ ممزق، بينما يمجّدون أولئك الأعاجم ويزوّقون لهم كلَّ باطل ويلبسونهم لباس العروبة والقيادة والزعامة!!! فاعدلوا بينهما!!!
هذه هي حقيقة المتاجرين بالعروبة والدين الذين يدعون العروبة ويرمون غيرهم من العرب الأصلاء بشتى انواع التهم والإفتراءات ومنها رميهم بالتبعية والمجوسية واليهودية والكسروية وغيرها من الأوصاف التي ثبت بالدليل الشرعي العلمي الأخلاقي التأريخي انهم أولى بها، ولما كان التزويق هو ديدنهم فليس بغريب ان يصور أئمتهم منظري الفكر التكفيري القمعي الأقصائي يزوقوا فكرهم وفتاواهم التي تشرعن الإرهاب والجريمة والقتل ويظهرونه *بمظهر يخدعون به الجهال ومن ذلك وجبات الغذاء والعشاء التي يتناولها الإنتحاري مع النبي في الجنة بعد ان يفجر نفسه بين الأبرياء كما يزوق لذلك التيمية المارقة وغيرها من الجرائم والموبقات التي زوقوها وجعلوها من صلب الإسلام والإيمان وفي حقيقتها انها مخالفة للإسلام والقرآن....
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)