يشير الكاتب الصحفي الأستاذ ناهض حتر في أحد مقالاته مؤخرا (المقال منشور في صحيفة العرب اليوم تحت عنوان "سورية: نظام بلا هوية , انتفاضة بلا أفق" ، والمقال منشور في عدد 12/8/2011) الى أن الحراك الشعبي الأردني يعزز الوعي الجمعي بالبرنامج الوطني الديموقراطي للتغيير, بينما تقتصرمطالب الانتفاضة الشعبية في سوريا على مطالبة الرئيس بالرحيل, وبما يتضمن جملة من "الشتائم المقذعة بحقه وحق والده الراحل".
ملاحظات الأستاذ ناهض حتر في شقيها مناقضة للواقع بشكل كبير، فمطالب المعارضة السورية لا تتصف بالسلبية الى الحد الذي يشير اليه الكاتب ، كما أن الحراك الأردني شهد بعض الجوانب السلبية التي ينطبق عليها تشخيص الكاتب للحراك الشعبي في سوريا.
لقد شهد الحراك الشعبي في الأردن محاولات من قبل بعض الشخصيات المتطرفة والمتقلبة في مواقفها والتي لا تحمل وعي سياسي إصلاحي أو برامج إصلاحية للالتفاف على ذلك الحراك وتتفيه مطالبه وإضفاء طابع سلبي عليها بما يتضمن تتفيه "البرنامج الوطني الديمقراطي للإصلاح " في الاردن بحيث يمكن إختزال المطلب الأساسي لذلك لبرنامج الوطني في" تسجيل قضية طلاق في المحكمة الشرعية". كما قد يتضمن البرنامج "الوطني الديمقراطي" لدى هؤلاء المتطرفين والعنصريين السعي الى تحجيم وتخوين أكبر أحزاب المعارضة وتقسيم المواطنين الأردنيين الى "أردنيين" و"أنصاف أردنيين" و"أردنيين لا أردنيين" ، وهو تقسيم لا يمكن وصفه الا بأنه مشروع فتنة بإمتياز.
ونعول هنا على الوعي الجمعي لدى أبناء الشعب الاردني بالمطالب الإصلاحية السامية ، بحيث يرفض أبناء الشعب الأردني طروحات الفتنة والشتيمة و"الردح" المتطرفة والعنصرية المقيتة .ويبرر ذلك التفاؤل أن التيار التخلفي الذي يتبنى تلك الطروحات لا يتجاوز عدد أعضائه 10 أفراد .
التعليقات (0)