التصريحات التي تتوالى بيهودية دولة إسرائيل خلقت فجوة كبيرة في الثقة هي في الأصل مفقودة, إنها حرب جديدة عمقت الفجوة التي تفصل بين العالم العربي والإسلامي وبين اليهود ومن يساند مفهومهم من الغرب, ظهرت جليا عندما تاه وزير الخارجية الألماني عندما سئل كيف وهم يحاربون دينية الدول يساندون يهودية دولة إسرائيل!. مالبث أن أكدها الرئيس الأمريكي باراك اوباما عندما ألقى خطابا في جمعية "إيباك" قال فيه حرفيا "يجب إحترام هوية إسرائيل كدولة يهودية". هذا التناقض بين خطابه هناك وخطابيه في تركيا ومصر وهذه الإزدواجية جسدت مدى ضعف الدول العربية والإسلامية في الضغط. لم يعد مفهوما كيف للمبادئ أن تتغير دون إعتبار للقيم. فالولايات المتحدة التي تقوم على أساس تنوع الاعراق نراها تتخلى عن تلك القيم والأسس لتساند أحادية العرق وكذلك الإتحاد الاوروبي. انتفت النزاهة والحيادية فأنفضح الإنحياز. وعليه فليس من نافل القول إن العالم العربي دخل القرن الجديد وهو في متاهات متعددة. لم يعد يفهم. المفاوضات بعد توالي الحكومات الإسرائيلية تتعقد. والسلطة في مأزقا حادا نتيجة إفراطها في التفاؤل، لدرجة أنها تجاوزت العرف الديموقراطي عندما حاربت نصفها الأخر بغرض تمرير إتفاقيات اوسلو وانابوليس، فرطت في مصالحها لترضي الطرف الأخر فقسمت فلسطين. رغم ان تلك الاتفاقات "بوصفها أبرز نقاط الإتصال الفلسطيني الإسرائيلي" خلقت أمام أعينها "مع الوقت المهدر" حقائق جديدة في ارض الواقع ليس في صالحها. وتوحد اليهود تحت راية الإستيطان "الرقم الصعب" الذي يهدد إستمرار المفاوضات. خاصة بعد توالى كشف إسرائيل عن خطط مصادرة اكبر مساحة من الأراض بمحيط القدس منذ 1967, لتوسيع الإستيطان. وأنها ستسيطر على كامل ضفاف البحر الميت الغربية , لتنجلي الحقيقة مكشوفة أمام العالم. ولتبرز كل التناقضات. بين حركة إستيطان وتهويد صارمة وبين رغبة عربية ملحة وخجولة للسلام. بين فريق يملك معظم الاوراق ويفكر بعقلية ديناميكية وسريعة تعمل على تغير الواقع الجغرافي والديموغرافي في منطقة تتوفر فيها اراض شاسعة معظم اصحابها مهجرون ومشردون عنها. وفريق يفكر بعقلية سياسية تقليدية ودون ايدلوجية واضحة، بل يصر على العمل وفق قوالبها بما لايخدم مصالحه فأخرجته من المعادلة.
التعليقات (0)