بعد الهدم والتفكيك الممنهج لكل من الثقافة والحضارة المصريتين في عهد السيسي وبغرض تقويد و اجتثاث - كل ما هو مشرق أو حتى مشرف في التاريخ أو التراث المصري - وليس الدمج مثلا قي حضارة شرق أوسطية أوسع وأكبر، لم يعد هناك أي معنى لما يسمى بفن وأدب مصري خالص، وسواء كان قديم أو حديث ، بعد أن ثبت أن كل حاكم استطاع بكل خسة وضعة أن يوظف سياسيا ما يسمى بالفن والأدب ، ثم يدمجهما في نظامه السياسي - وحتي يكون هو راعي الفن والأدب مثلا ..! - وحتى يكون هذا الفن والأدب معبرا عن هذا النظام السياسي أو ذاك في نهاية المطاف ..!
وقد قبل هذا التدجين الرسمي جل الفنانين تقريبا ، أو بالأحرى الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات - أنظر مثلا لعلاقة هاني شاكر بوزير البترول الأسبق في عهد مبارك ؛ سامح فهمي ، و الذي منح الغاز المصري لإسرائيل مجانا تقريبا ، ثم عدنا لنشتري الغاز الإسرائيلي الآن بأغلى الأسعار ، رغم اكتفائنا ذاتيا على الأقل من الغاز ، ووفقا لما يعلنه النظام نفسه..!
ولذا - وقد يعترض ، أو يستهجن على كثير من الأصدقاء ذلك - لم أعد أطيق سماع عبد الوهاب ولا أم كلثوم ولا عبد الحليم ، ولا مشاهدة عادل إمام ولا أمينة رزق ، ولا ليلي مراد ولا غيرهم . لأن كل هؤلاء قد استخدموا ، وسواء كان ذلك بعلمهم أو عدم علمهم ، كمخدرات للشعب المصري في وقت كان يذبح فيه الشعب والتاريخ - وربما أيضا الكرامة والشرف..! - المصري معا - أنظروا مثلا لأسرانا الذين دفنوا أحياء في سيناء وبعد أن تخلى عنهم قادتهم ، ثم أنظروا إلى ما هو أخس وأحط من ذلك - ليس على مر الناريخ المصري فقط ولكن على مر التاريخ الانساني بأسره - وهو مسرحية حرب أكتوبر والتى حلب ، كما خدع ، من خلالها كل العرب تقريبا ، وفيما لا طائل من وراءه ، إلا كل الخزي والعار والخسائر الجسام لنا على مر التاريخ ..!
وتأتي بعدئذ أم كلثوم لتصدح بأغاني مثل الأطلال وغيرها - والتي لم يكن يحضرها غالبا إلا أيضا كبار ضباط العسكر ..!
التعليقات (0)