مواضيع اليوم

التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى

أحمد الشرعبي

2012-09-25 16:44:54

0

 التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى . للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .

 

_ التوراة :
إن الكتب السماوية لا تناقض بينها مطْلقاً ، لأن مصدرها واحدٌ ، وهي وحي الله تعالى لأنبياء مخصوصين . وكلها تُصدِّق بعضها بعضاً . فإسقاطُ كتاب سماوي هو إسقاط وتكذيب لكل الكتب وطعن في الوحي، وتكذيب لله تعالى . فلا معنى لإيمان العبد بدون الإيمان بالكتب السماوية التي هي المنهاجُ السماوي لصلاح الإنسان والأرض .
وفي ذات الوقت فإننا نجد أن التوراة والإنجيل قد طرأ عليهما التحريف والتبديل والتلاعب البشري بنصوصهما، مما أحدث فيهما التناقض والتضارب واختلاط الكلام الإلهي بالكلام البشري ضمن فوضى عارمة . أما القرآنُ الكريم فقد حفظه اللهُ تعالى من التلاعب. فالقرآنُ الذي بين أيدينا الآن هو ذاته الذي أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقصان . والقرآنُ هو الْحَكَم ، فما وافقه فهو حق ، وما خالفه فهو باطل .
قال الله تعالى : (( إنا أَنزَلْنا التوْراةَ فيها هُدىً ونور )) [ المائدة : 44] .
لقد أنزل اللهُ التوراةَ على موسى صلى الله عليه وسلم . والتوراةُ كتابٌ سماوي عظيم فيه حُكْم الهدى، والبشرى بقدوم النبي الخاتَم محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن توجيهات إلهية كلها نور تدعو إلى الإيمان بالله وحده . ولكن طرأ عليها التحريف والتبديل ، فحُذِف منها ، وزِيد فيها .
_ الإنجيل :
قال الله تعالى : (( وآتيناه الإنجيلَ فيه هُدىً ونور )) [ المائدة : 46] .
والإنجيلُ هو الكتاب السماوي العظيم الذي أنزله اللهُ تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن توجيهاً ربانياً يدعو إلى الهدى . ويشتمل على نورِ الهداية ، وتنظيمِ العلاقة بين الفرد وخالقه .
_ الزبور :
قال الله تعالى : (( وآتَيْنا داودَ زَبوراً )) [ النساء : 163] .
والزبور هو اسم الكتاب السماوي الذي أنزله اللهُ تعالى على داود صلى الله عليه وسلم .
وقال الحافظ في الفتح ( 6/ 454 ) : (( الزبر الكُتُب . وأَحدها زَبُور ... وقال الكسائي : زبور بمعنى مزبور ، تقول : زبرتُه فهو مَزْبور ، مثل كتبتُه فهو مكتوب )) اهـ .
وفي صحيح البخاري ( 3/ 1256 ) : عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خُففَ على داود _ عليه السلام _ القرآنُ ، فكان يأمر بدوابه فتُسرَج ، فيقرأ القرآنَ قبل أن تُسرَج دوابه )).
و(( الزبور مائة وخمسون سورة ، كلها مواعظ وثناء ، ليس فيه حلال ولا حرام ، ولا فرائض ولا حدود )).
[ذكره الحافظ في الفتح ( 6/ 455 ) وقال : أخرجه ابن أبي حاتم وغيره عن قتادة . وانظر أيضاً تفسير القرطبي ( 10/ 242 ) ، وتفسير الثعالبي ( 2/ 346 ) ، والإتقان للسيوطي ( 1/ 180 ) .].
_ صُحف إبراهيم وموسى :
قال الله تعالى : (( صُحُفِ إبراهيمَ ومُوسى )) [ الأعلى : 19] .
وهذه الصّحف القديمة المنْزَلة على إبراهيم وموسى _ عليهما الصلاة والسلام _ . كانت هدىً ونوراً تهدي الخلق إلى خالقهم .
وعن ابن عباس _ رضي الله عنهما _ قال : لما نزلت [ سَبح اسْمَ ربكَ الأعلى] [ الأعلى : 1] . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كُلها في صحف إبراهيم وموسى )).
[رواه الحاكم في المستدرك ( 2/ 258 ) برقم ( 2930 ) وصحّحه ، ووافقه الذهبي .].
وكل الكتب السماوية جاءت من عند الله تعالى الْمُنَزّه عن التناقض . وقد تشرّف الأنبياء _ عليهم السلام _ بحمل الكلام الإلهي، وإيصاله_ دون زيادة أو نقصان _ إلى الناس. لكن البعض أبى إلا أن يقوم بفعل التحريف في كلام الله تعالى لتحقيق مصالح ذاتية خاضعة للأهواء الشخصية .
وقد حفظ اللهُ تعالى كتابَه الخاتَم ( القرآن الكريم ) من التحريف رغم كل المحاولات المسعورة للتلاعب به ، ليظل دستوراً كاملاً معصوماً إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها .

http://www.facebook.com/abuawwad1982




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات