مواضيع اليوم

التوتر في غزة - تحليل وتوقعات

Hatem Dawoud

2010-04-01 10:05:00

0

التوتر علي الحدود مع غزة تحليل وتوقعات

 
الموجز التنفيذي /


- الإشتباك الذي وقع بين عناصر من لواء غولاني التابع لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي وبين نشطاء فلسطينيين بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في 26 مارس الماضي هو الأكثر خطورة منذ نهاية عملية «الرصاص المصبوب» في يناير 2009.
- أدى هذا الحادث إلى شدة التوترات الآخذة بالفعل في الإرتفاع نتيجة تزايد الهجمات الصاروخية على جنوب إسرائيل، كما أضاف إلى المخاوف التي تطال المنطقة من أن حرب أخرى في قطاع غزة تلوح في الأفق.
- ليس لدى «حماس» أو لإسرائيل مصلحة واضحة في تجديد الأعمال القتالية على نطاق واسع ولكن ديناميات صراع الحدود تشير في اتجاه قيام أعمال تصعيد.
- بالرغم من أن الجانبان لم يرغبا بالضرورة الدخول في حرب في ديسمبر 2008 لكنها حدثت على أي حال.
التحليل والتفاصيل /
• الحادث :
- بدأ الإشتباك كرد روتيني قامت به قوات من جيش الدفاع الإسرائيلي ضد النشاط الفلسطيني بالقرب من السياج الحدودي.
- لاحظ أفراد من "الجيش الإسرائيلي" بأن نشطاء من حركة «الجهاد الإسلامي الفلسطيني» كانوا يقومون على ما يبدو بزرع متفجرات (و هو أيضاً نشاط روتيني معتاد) قرب السياج.
- نتيجة لذلك قامت قوة من الكتيبة الـ 12 في «لواء غولاني» بالرد على محاولة زرع المتفجرات باجتيازها السياج واختراقها مسافة ما في قطاع غزة بالقرب من خان يونس للتحقيق في النشاط. إ
- ندلع اشتباك مسلح نتج عنه مقتل اثنين من جنود "جيش الدفاع الإسرائيلي" (بمن فيهم نائب قائد الكتيبة) وجرح جنديين إسرائيليين آخرين. كما قتل أيضاً اثنين من النشطاء الفلسطينيين. وقد أُفيد بأن عدة حوادث أخرى قد تلت ذلك عندما حاول نشطاء فلسطينيون آخرون زرع متفجرات على طول السياج.
• ارتفاع حدة التوتر :
- وقع الإشتباك على خلفية تصاعد التوتر القائم من جراء قيام مظاهرات فلسطينية في القدس وأعمال تحريض من جانب «حماس»، وشن هجمات صاروخية على جنوب إسرائيل من جانب منظمات أخرى وحدوث غارات جوية إسرائيلية على أهداف في غزة رافقتها تصريحات تحذيرية رسمية.
- في الفترة بين 17 مارس و24 مارس قام نشطاء فلسطينيون في غزة بإطلاق عشرة صواريخ على جنوب إسرائيل. ولم يتم تبني أي منها من جانب حركة «حماس» لكن الأسابيع التي سبقت تلك الحوادث كانت هادئة جداً حيث لم يتم رصد توجيه ضربات صاروخية وسط جهود «حماس» النشطة لإثناء باقي المنظمات على عدم القيام بذلك.
- أدت الزيادة في إطلاق الصواريخ إلى قيام البعض إلى التساؤل عما إذا كانت «حماس» قد غيرت سياستها وأنها تسمح أو على الأقل لا تدعوا للقيام بمثل هذه الهجمات.
- أثار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك هذا الإحتمال علناً في 27 مارس بعد الغارات الجوية الإنتقامية التي قامت بها إسرائيل في 19، 20، 23، و 24 مارس.
- الإشتباكات الجارية حالياً على طول الحدود أو بالقرب منها تزيد أيضاً من حدة التوتر. فهي جزء من صراع بين الفصائل الفلسطينية و"الجيش الإسرائيلي" للسيطرة على السور والمنطقة العازلة الموازية له.
- تسعى قوات فلسطينية بسط سيطرتها حتى السور نفسه ومن المحتمل أن يكون ذلك بمثابة خطوة تمهيدية لشن هجمات إرهابية داخل إسرائيل،
- في نفس الوقت يسعى "جيش الدفاع الإسرائيلي" إلى السيطرة على المنطقة العازلة داخل قطاع غزة لإحباط هذه النوايا. وقد أدى هذا الصراع إلى استمرار وقوع عدد من الضحايا معظمهم على الجانب الفلسطيني.
- العقيدة العسكرية الإسرائيلية للرد على مثل هذه الحوادث هي اتباع نهج هجومي. لذلك من المتوقع قيام القادة العسكريين بالرد بقوة باشتباكهم بصورة مباشرة مع النشطاء الفلسطينيين داخل المنطقة العازلة وحتى بمخاطرتهم في تحمل خسائر بشرية.
- قبل يومين فقط من الإشتباك الذي وقع في 26 مارس تم قتل جندي إسرائيلي من جانب "نيران صديقة" خلال حادث هجومي قام به «لواء غولاني» رداً على نشاط فلسطيني.
- بالمثل، صدرت الأوامر لـ «كتائب القسام» -- الجناح العسكري لحركة «حماس» -- بمعارضة التوغل الإسرائيلى في المنطقة العازلة وبصورة نشطة. وقد أنشأت المجموعة شبكة مراقبة تُنبه القادة عن وقوع توغلات كهذه مما يسمح لحماس بالقيام برد سريع.
- لعبت هذه الشبكة دوراً في الإشتباك الذي وقع في 26 مارس حيث قامت بتنبيه القوات القتالية لكتائب القسام التي أطلقت النار على عناصر من لواء غولاني داخل قطاع غزة.
- يبدو أن الخلافات السياسية الفلسطينية تؤدي أيضاً إلى حدوث توترات.
- مثل هذه النزاعات واضحة على عدة جبهات منها :
1- النقاش الداخلي داخل حركة حماس بين المتشددين والبراغماتيين حول دور الأعمال العنيفة ضد إسرائيل في البيئة الحالية وجهود حماس الرامية إلى احتواء العناصر الجهادية في غزة.
2- تنافس حماس مع السلطة الفلسطينية حول أي منهما تقود المقاومة ضد إسرائيل.
3- يواجه قادة حماس صعوبة في عرض الحركة كطليعة المقاومة بينما تقوم في الوقت نفسه بقمع الهجمات ضد إسرائيل بسبب قلقها من قيام الأخيرة بغزو آخر.
- سجل خصوم «حماس» المحليين نقاط من خلال إبرازهم هذا التناقض وهذا يساعد على تفسير سبب قيام الحركة بتكريس الكثير من الجهد لتعزيز النصر الذي حققته في 26 مارس.
- لم يؤد تقدم مصر المستمر في بناء حاجز التهريب على طول الحدود مع قطاع غزة إلا إلى زيادة الضغط على حماس. فالجدار يهدد نظام الأنفاق الذي تعتمد عليه الحركة والذي لا تستورد من خلاله أسلحة فحسب، بل أيضاً السلع الإستهلاكية الحيوية للحفاظ على الدعم السياسي الذي تتمتع به.
• مؤشرات توالي الإستعداد علي الجانبين :
- تحدث جميع هذه التطورات في سياق الإستعدادات العسكرية المستمرة من قبل الجانبين والتي يعتقد الكثيرون بأنها ستعكس قيام صراع كبير آخر.
- على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لا يسعى الخوض في حرب كهذه فإنه يقوم فعلاً بالتحضير للجولة القادمة منذ نهاية عملية الرصاص المصبوب.
- في وقت سابق من هذا الشهر أكملت القيادة العامة الجنوبية لـ "الجيش الإسرائيلي" مناورة عسكرية رئيسية ركزت على تجدد الصراع في قطاع غزة.
- في أعقاب الحادث الذي وقع في 26 مارس قامت إسرائيل بنشر بطاريات مدفعية إضافية قرب الحدود.
- من جانبها واصلت حركة حماس حشدها الخاص الذي تقوم به منذ عملية الرصاص المصبوب باستيرادها الأسلحة (بما في ذلك صواريخ جديدة بعيدة المدى) وتحصين مواقعها وتوسيع شبكة أنفاقها العسكرية تحت غزة.
- إن كلا الجانبين حساسان لأي تطور يحدث في الساحة ويراقب كل واحد منهما عن قرب نشاطات الجانب الآخر.
• ديناميات الصراع في غزة :
- الوضع الحالي معقد وآخذ في التغير. فقد أدت زيادة حدة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية إلى زيادة عمليات إطلاق الصواريخ من غزة في الوقت الذي تقوم فيه الفصائل الفلسطينية في القطاع بإظهار دعمها لتلك العاملة في الضفة الغربية.
- قد يؤدي التنافس السياسي الفلسطيني داخل وخارج قطاع غزة إلى دفع حماس ولو على غير رغبتها إلى اتباع سياسة أكثر ميل إلى المغامرة بشأن القيام بهجمات على إسرائيل
- إذا لا يحدث ذلك عن طريق قيام حماس بشن ضربات بصورة مباشرة فسيحدث من خلال منح المنظمات الأخرى المزيد من الحرية.
- قد تكون «حماس» قد خففت بالفعل من قمعها لجماعات كهذه بسبب الضغوط المختلفة.
- على أية حال عندما يتم إطلاق صواريخ على إسرائيل غالباً ما يقوم الجيش الإسرائيلي بالرد عن طريق ضربه أهداف تابعة لحركة حماس وعندما يقترب نشطاء فلسطينيون من السياج الحدودي تقوم قوات من جيش الدفاع الإسرائيلي بالرد بقوة.
- تسعى إسرائيل إلى تعزيز مستوى الردع الذي حققته في عملية الرصاص المصبوب عن طريق القيام بغارات جوية وإصدار تحذيرات ولكن هناك شعور بأن هذا لا يكفي لأن ذلك الردع يتآكل في ظل الظروف الراهنة.
- يشعر المدنيون الإسرائيليون في الجنوب أيضاً بشكل متزايد بعدم الإرتياح تجاه تصاعد الهجمات الصاروخية وحوادث الحدود مما يزيد من الضغط القائم على الحكومة والجيش للرد بقوة.
- على الأغلب كان كبار المسؤولين الإسرائيليين حذرين من الوضع على الرغم من أن الوزير من حزب «الليكود» يوفال شتاينتز، كان قد ذكر في 28 مارس بأن إسرائيل قد تضطر إلى إعادة احتلال قطاع غزة لكي تدمر نظام حماس.
- بالإضافة إلى ذلك اتخذ بعض ضباط القيادة الجنوبية موقف عام أكثر تشدد من الموقف الذي يتخذه رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي "غابي اشكنازي" الذي كان حتى الآن حذر جداً.
• ما هي الخطوة القادمة؟
- منذ عملية الرصاص المصبوب تتمتع إسرائيل بهدوء نسبي في جنوب البلاد وتفتقر إلى مبررات كافية للقيام بعملية كبيرة في غزة. كما تجد نفسها في خضم الجدل السياسي الصعب الدائر مع واشنطن( الذي تم الإشارة اليه أمس) والذي يمكن أن يتفاقم باندلاع حرب أخرى.
- يبدو أن حماس قد تعلمت من التصعيد غير المنضبط التي حرضت له قبل عملية الرصاص المصبوب وتحتاج أيضاً إلى فترة هادئة لأسبابها الخاصة.
- وفقاً لذلك فقد أنفقت حماس ثمن سياسي كبير لمنع الهجمات على إسرائيل. ففي 20 مارس أدلى محمود الزهار أحد كبار المسؤولين في حركة حماس في غزة ببيان علني أدان فيه أساساً الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل بقوله أنها تفيد العدو.
- حتى حين تتباهي الحركة بالإشتباك الذي وقع في 26 مارس إلا أنها تسعى جاهدة لكي تشير بأنها كانت تتصرف بطريقة دفاعية وأنها لم تُغير قواعد اللعبة.
- انعكس قلق قادة حماس أيضاً في التقارير التي أفادت بأن القيادة في غزة كانت قد أسرعت إلى ملاجئ تحت الأرض خلال ذلك الحادث.
- على الرغم من هذه التحفظات على كلا الجانبين تتجه ديناميات الوضع في غزة نحو حدوث المزيد من العنف وقيام عمليات عسكرية أكبر حجماً.
- إدارة هذه الديناميات ومنع وقوع صراع كبير ستشكل تحدي واضح لكل من إسرائيل وحماس
 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !